صارت العداوة لدودة بين مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر وكبير مستشاري دونالد ترمب للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون، وقد تُرجمت تعيينات وإقالات بين المسؤولين في إدارة دونالد ترمب.
تُسهم قائمة داخلية أعدها البيت الأبيض بأسماء موالين مفترضين للرئيس السابق باراك أوباما، يتعين تسريحهم في الأيام الأولى من إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب، بقسط أساس في تأجيج عداوة لدودة بين مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر وكبير مستشاري ترمب للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون، وفقًا لما نقلته كيم دوزيير في "ذا دايلي بيست" عن مسؤولَين كبيرين في الادارة.
قال المسؤولان إن طاقم ترمب لم يُجر هذه التسريحات، وإن هؤلاء الموظفين المدرجة أسماؤهم على القائمة أنهوا مهامهم في مجلس الأمن القومي، وعادوا إلى دوائرهم الأصلية.
لكن تداعيات القائمة ونشوء تساؤلات عن الولاء لبانون مقابل الولاء لماكماستر دفعت هذا الأخير إلى إقالة اثنين من كبار مساعديه، في خطوة وضعته في مرمى وسائل إعلام اليمين البديل المتحالف مع بانون، مطالبة بإقالة ماكماستر.
عُين الجنرال السابق جون كيلي رئيسًا لموظفي البيت الأبيض لتهدئة هذا الصراع بين شخصيتين مختلفتين على مناطق نفوذ وصلاحيات. واعطى كيلي الضوء الأخضر لماكماستر لاقالة موظفين مشكوك في ولائهم، بينهم مدير استخبارات مجلس الأمن القومي عزرا كوهين واتنك، ومدير قسم الشرق الأوسط في المجلس الكولونيل المتقاعد دريك هارفي، وكلاهما عقدا لقاءات مع بانون خلال فترة عملهما وصفها مسؤول رفيع في البيت الأبيض بأنها كانت "دردشات" متكتمة بشأن الأمن القومي جرت من دون موافقة ماكماستر مسبقًا.
شكوك في مكماستر
قالت مصادر متعددة في الإدارة لموقع ديلي بيست إن هذه "الدردشات" مع بانون أثارت حفيظة ماكماستر واسهمت في رغبته بالتحرك اخيرًا ضد هارفي وكوهين واتنك.
وقام موظف ثالث بدرجة مدير أدنى مستوى منهما، هو ريتش هيغنز، بتوزيع مذكرة منه على مسؤولين كبار يقول فيها إن مؤيدين للعولمة ويساريين يحاولون إضعاف ترمب من دون أن يُري أحدًا المذكرة قبل توزيعها في مجلس الأمن القومي. وقال مسؤول في الإدارة أن هيغنز أُقيل لتقديم عمله على انه سياسة رسمية، وأدت إقالته إلى صب المزيد من الزيت على نار غضب اليمين البديل ضد ماكماستر.
أصدر ترمب بيانًا دافع فيه عن ماكماستر. كما أشار مسؤولون إلى أن ماكماستر أبقى أغلبية الذين عينهم الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي المستقيل، في وظائفهم. وأُبعد بانون من منصبه المثير للجدل في مجلس الأمن القومي بعد فترة قصيرة على استقالة فلين وبداية ولاية ماكماستر. واصطدم بانون وماكماستر طيلة أشهر بشأن قضايا السياسة الخارجية.
ثمة أكثر من ذلك... فالثقة معدومة تمامًا بين الاثنين بحسب مصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأميركية. وكانت الشكوك ساورت ماكماستر منذ فترة طويلة بأن بانون يقف وراء حملة تسريبات واسعة ضده، في محاولة لتصويره معاديًا لإسرائيل، وضعيفًا في محاربة الارهاب، وهي شكوك ما زالت مستمرة حتى اليوم.
شديد العداء
بانون، من جهته، معجب جدًا بفلين، في حين أن ترمب نفسه اعرب عن الأسف لاستقالته. ويبدو أن بعض مؤيدي فلين يقفون الآن وراء تسريبات إلى منافذ اعلامية قومية تدعم شعار "أميركا أولاً".
ونشر موقع برايتبارت الاخباري اليميني الذي كان بانون يديره عنوانًا بارزًا على صفحته الرئيسية مؤخرًا، يتهم ماكماستر بأنه "شديد العداء" لأجندة ترمب.
يعتقد مؤيدو ماكماستر أن هذه التسريبات تهدف إلى تصوير مستشار الأمن القومي بأنه عقبة كأداء في طريق هيمنة معسكر "أميركا أولًا" على البيت الأبيض، وان البعض من اشد الهجمات شراسة ضده يأتي من موقع برايتبارت.
نقل موقع ديلي بيست عن أحد مؤيدي ماكماستر قوله إن مستشار الأمن القومي "يتعرض لهجوم مسعور" على مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على معسكر بانون و"أميركا اولا".
وبحسب مصدر قريب من ماكماستر، يسير هذا الهجوم وفق نمط من التسريبات إلى المدون اليميني مايك سيرنوفيتش، فيما قال مسؤول آخر في إدارة ترمب أن تهمة التسريبات تهمة معهودة يطلقها معسكر ماكماستر ضد كل من لا يتفق معه. وقالت مصادر متعددة انه اصبح مبعث تسلية بين موظفي البيت الأبيض حين يجد أحد منهم حضور كوهين واتنك اجتماعًا من الاجتماعات ليعقبه بعد ذلك بفترة وجيزة تسريب إلى المدون سيرنوفيتش.
ترجمة عبد الاله مجيد
التعليقات