بغداد: استعادت القوات العراقية السبت السيطرة على مركز تلعفر وقلعتها التاريخية الواقعة وسط هذه المدينة، في اليوم السابع من بدء هجومها على واحد من آخر معاقل الجهاديين.

في هذا الوقت، بحث وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان في العراق القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية وإعادة الاعمار.

بدأت معركة تلعفر فجر الأحد الماضي بعد أكثر من شهر من طرد التنظيم من الموصل، ثاني مدن العراق، إثر تسعة أشهر من المعارك الدامية.

وخلال سبعة ايام فقط أعلن جهاز مكافحة الارهاب الذي دخل مركز المدينة من المحور الجنوبي انتهاء مهامه القتالية، فيما أعلنت الشرطة الاتحادية التي تتولى المحور الشمالي الغربي مع الحشد الشعبي انتهاء مهامها القتالية كذلك.

وقال عباس راضي احد مقاتلي الحشد الشعبي لفرانس برس "في البدء كان الجهاديون يرسلون سيارات مفخخة ويطلقون قذائف الهاون. لكنهم يلجأون الان خصوصا الى القناصة".

وقال قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله ان "قوات مكافحة الارهاب حررت حي القلعة وبساتين تلعفر وترفع العلم العراقي على أعلى بناية في القلعة".

وتوشك القوات العراقية المتقدمة من كل المحاور الانتهاء من معركة تلعفر بعد استعادة معظم احيائها بشكل سريع وضمنها قلعة تلعفر التاريخية.

لكن الفريق يارا الله اكد ان "العمليات العسكرية مستمرة الى حين اكمال ناحية العياضية والمناطق المحيطة".

وتقع ناحية العياضية على بعد 15 كلم شمال مدينة تلعفر واليها انسحب معظم عناصر التنظيم أمام تقدم القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانبها بمساندة جوية من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

واوضح القادة العسكريون في الجبهة ان استعادة السيطرة على تلعفر ستكون اسرع بكثير من الموصل، ووعدوا بامكان الاحتفال بالنصر قبل عيد الاضحى الذي يحتفل به العراق في الثاني من ايلول/سبتمبر.

ولا تقارن مدينة تلعفر بالموصل من الناحية الرمزية ولا من حيث المساحة، لكن استعادتها تمثل ضربة كبيرة للجهاديين في العراق وسوريا، لأنها ستقطع بحسب السلطات العراقية والتحالف الدولي، الطريق على طرق امدادهم بين العراق وسوريا.

وفر القسم الأكبر من أهالي تلعفر بعد سيطرة الجهاديين عليها في 2014. وكانت المدينة تضم 200 الف نسمة غالبيتهم من الشيعة التركمان.

مرحلة انتقالية 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لورديان في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في بغداد "هي مرحلة انتقالية بين الحرب التي تقترب من نهايتها، وبداية عمليات الاستقرار والاعمار في العراق".

واضاف ان "فرنسا كانت حاضرة منذ بدء المعارك ضد" تنظيم الدولة الاسلامية و"ستكون حاضرة ايضا في مرحلة السلام التي تبدأ" قريبا.

واعلنت الخارجية الفرنسية منح العراق قرضا بقيمة 430 مليون يورو.

والتقى لودريان ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومسؤولين عراقيين آخرين في بغداد قبل ان يتوجها الى اقليم كردستان العراق حيث سيلتقيان في اربيل رئيس الاقليم مسعود بارزاني.

وسبقهما وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الثلاثاء الذي عبر بدوره عن دعمه للقوات العراقية.

وتنوي فرنسا التي تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، المضي في هذا الدعم العسكري لاستعادة آخر الجيوب التي يتحصن فيها المتطرفون الاسلاميون، وتحديدا في الحويجة الواقعة شمال البلاد، والمناطق الواقعة على الخط الحدودي مع سوريا.

وقالت بارلي في المؤتمر الصحافي "ما دام عدونا المشترك لم يستأصل، فان مشاركة فرنسا ستتواصل" في اشارة الى الضربات الجوية والقصف المدفعي الذي تنفذه القوات الفرنسية اسنادا للقوات العراقية.

وترغب فرنسا ايضا في المشاركة في اعادة اعمار العراق التي تقدر كلفتها بما بين 700 والف مليار دولار.

ويتوقع ان يحذر الوزيران الفرنسيان الاكراد من استفتاء الاستقلال المقرر في 25 ايلول/سبتمبر.

وسيبحث الوزيران موضوع المقاتلين الفرنسيين ضمن تنظيم الدولة الاسلامية الذين وقعوا بايدي القوات العراقية وهم باعداد قليلة جدا، بحسب مصدر دبلوماسي.

وتقول باريس ان البالغين سيحاكمون مع نسائهم بتهمة الارهاب امام المحاكم العراقية، لكن الاطفال يجب ان يستفيدوا من برامج التأهيل الاجتماعي في فرنسا.

وتقدر السلطات الفرنسية ان نحو 600 الى 700 مواطن فرنسي لا يزالون في العراق وسوريا، مع ترجيح مقتل نحو 300 فرنسي منذ عام 2014 في معارك مع الجماعات المتطرفة.