كوكس بازا: اعتقلت بنغلادش 90 شخصا من الروهينغا واجبرتهم على العودة الى بورما بحسب ما اعلنت الشرطة الاحد، بعد ساعات على اطلاق القوات البورمية المنتشرة على الحدود النار على اشخاص حاولوا الفرار من البلاد.

واعتقلت الشرطة الروهينغا المسلمين في ساعات متأخرة من السبت بعد ان عبروا "خط الصفر" في المنطقة الحدودية، حيث استخدمت القوات البورمية مدافع الهاون والاسلحة الرشاشة ضد قرويين كانوا يحاولون الهروب من ولاية راخين في شمال بورما الى بنغلادش.

وتم العثور على القرويين بعدما عبروا حوالى اربعة كيلومترات داخل اراضي بنغلادش متوجهين الى مخيم للاجئين في كوتوبالونغ التي تأوي آلافا من الروهينغا يعيشون في ظروف بائسة، بحسب قائد الشرطة في المنطقة.

وقال القائد ابو الخير لوكالة فرانس برس "تم اعتقال الاشخاص السبعين جميعا، وقام حرس الحدود في ما بعد باعادتهم الى بورما". واعلن شرطي طلب عدم كشف اسمه "كانوا يحاولون اقناعنا بعدم اعادتهم الى بورما".

وقال قائد لحرس حدود بنغلادش عارف الاسلام ان عشرين آخرين اوقفوا الاحد، وارسلوا عن طريق نهر ناف الذي يشكل حدودا طبيعية بين بورما وبنغلادش.

واعلنت الشرطة ان عددا من اولئك الذين تم اعتقالهم كانوا دخلوا بنغلادش عبر منطقة غومدوم الحدودية، حيث اطلقت القوات البورمية قبل ساعات وابلا من النيران. وتعد ولاية راخين مهدا للعنف الديني وللاضطهاد الذي تعاني منه بشكل خاص أقلية الروهينغا المسلمة التي لا تعترف بورما بافرادها مواطنين بورميين، وتعدهم مهاجرين غير مرغوب فيهم في البلد ذي الغالبية البوذية.

اكثر من مئة قتيل
اكد منظر الحسن خان الضابط في حرس الحدود ايضا الاحد ان اطلاق نار جديدا سمع في القرى على حدود راخين. وعلى الرغم من سنوات الاضطهاد، تجنب الروهينغا المسلمون بشكل كبير اللجوء الى العنف.

الا انه في اكتوبر هاجم مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى "جيش أراكان لانقاذ الروهينغا" مراكز لقوات الأمن البورمية، ما استدعى شن الجيش حملة عسكرية خلفت قتلى واجبرت 87 الف شخص على الهروب الى بنغلادش.

واندلعت احدث موجة من اعمال العنف الجمعة بعد ان هاجم افراد من "جيش أراكان لانقاذ الروهينغا" مراكز للشرطة البورمية، مسلحين بالسكاكين وبعض البنادق ومتفجرات يدوية الصنع، فقتلوا عشرة منهم على الاقل. وتشهد القرى الحدودية بين بنغلادش وبورما مذّاك معارك عنيفة بين مقاتلين وقوات الامن البورمية.

وبلغت حصيلة المعارك منذ الجمعة اكثر من مئة قتيل وأرغمت آلاف المدنيين من الروهينغا المسلمين ومن سكان راخين الآخرين على الهرب. والسبت، تجمع نحو الفين من النساء والأطفال الروهينغا على الحدود مع بنغلادش لكن السلطات رفضت السماح لهم بالدخول.

وامرت حكومة بنغلادش المسؤولين في منطقة كوكس بازار الولاية المتاخمة لبورما والتي تضم عددا من مخيمات اللاجئين، بعدم السماح باي "دخول غير شرعي" للروهينغا، بحسب ما اعلن لفرانس برس مسؤول كبير في الحكومة. وتستقبل بنغلادش حوالى 400 الف لاجئ من الروهينغا.

الا ان قادة في الروهينغا ووسائل الاعلام المحلية ومراسل لفرانس برس يقولون انه بالرغم من تشديد الرقابة الحدودية، تمكن منذ الجمعة ثلاثة آلاف لاجئ من الروهينغا من دخول بنغلادش حيث وجدوا ملاذا في مخيمات اللاجئين وفي القرى.

وفي ولاية راخين حصدت اعمال العنف ارواح ستة من افراد اسرة هندوسية بينهم ثلاثة اطفال وامرأة. وعثر الاحد على جثثهم التي مزقها الرصاص وتم نقلها الى احد مستشفيات مونغداو، كبرى بلدات راخين. وقال احد اقرباء الاسرة من سكان مونغداو لفرانس برس ان الضحايا يعتقد انهم قتلوا بالرصاص مساء السبت على يد مقاتلين من الروهينغا لدى محاولتهم الهروب الى مونغداو.واضاف "كنا حتى الامس لا نزال على اتصال بهم قبل ان يقتلوا. والآن هم جثث في هذا المستشفى".

وعرض مكتب مستشارة الدولة اونغ سان سو تشي صورا لعدد من الضحايا على صفحة المكتب على فايسبوك، مع ايضاح بان امرأتين واربعة اطفال نجوا من الكمين وابلغوا السلطات. والروهينغا في بورما من اكبر الاقليات المحرومة من جنسية في العالم وتفرض السلطات البورمية قيودا مشددة على تحركاتهم.

ومنذ اكتوبر الماشي، تجري اعمال العنف في ولاية راخين الشمالية حيث يعيش مدنيون بين مطرقة قوات الامن وسندان المتمردين الذين تتهمهم السلطات بتنفيذ عمليات اغتيال ضد من يعتبرونهم متعاملين مع الدولة. ونتيجة لذلك تعيش اقلية الروهينغا في خوف من الشرطة والجيش.

وصباح الاحد قال احدهم في اتصال مع فرانس برس عرف عن نفسه باسم انور "يقومون بتوقيف وضرب كل من يجدونه في طريقهم". واضاف انور "ليس الجميع ارهابيين، نريد مجتمعا سلميا وهادئا".