أكد علماء أن القوة المدمرة الكامنة في أعاصير على غرار الاعصار هارفي تطابق التوجهات المتوقعة للاحترار الشامل للكرة الأرضية التي تشمل ارتفاع مستوى البحار وتدفئة المحيطات وتسخين الهواء، محذرين من عواصف "أضخم وأقوى" في المستقبل. في ما يلي أجوبتهم على أسئلة بشأن علاقة تغير المناخ بهذه العواصف الاستوائية العاتية.

هل يؤدي الاحترار إلى تضاعف أمطار الأعاصير؟ 

أجاب استاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" كيري ايمانويل ان "ندرة الأعاصير، مرفقة بصعوبة قياس معدل هطول المطر تولد إشكالية كبرى. وفيما تعتبر كمية الأمطار الناجمة عن هارفي المسجلة قرب هيوستن حدثا يقع مرة كل ألف عام، نتوقع ارتفاعا كبيرا في المطر المرافق للأعاصير في القرن الجاري نتيجة لارتفاع حرارة المحيطات والجو".

كما أوضح الاستاذ المعاون في معهد بوتسدام لأبحاث العواقب المناخية ستيفان رامستورف ان "احدى النتائج المنطقية لاحترار الكوكب الشامل هي ارتفاع معمم لظواهر مطر قصوى. في حالة هارفي، يشكل المطر الغزير والفيضانات اللاحقة به الخطر الأكبر. وبالفعل تسجل أرصاد الأمطار ارتفاعا شاملا في النسب القياسية لهطول المطر اليومي، في توجه سيستمر طالما نواصل دفع درجات الحرارة العالمية إلى أعلى بإصدار غازات الدفيئة".

أما أستاذ آليات المناخ في جامعة ريدنغ ريتشارد آلن فقال "عندما تتحرك عواصف كهذه إلى اليابسة فغالبا ما تخبت ثم تضمحل. لكن هارفي بقي قرب الساحل واحتفظ بإمداد كاف من الطاقة مكنه من الاستمرار في تجميع الرطوبة وإسقاطها على اليابسة عبر أمطار مستمرة وكثيفة".

هل تعتبر هجرة الأعاصير نحو القطبين ظاهرة مؤثرة؟ 

أوضح ايمانويل "نرى في التحرك نحو القطبين مؤشرا مناخيا مؤكدا يطابق توقعاتنا...ونعتقد أنه مع تقدمنا في القرن الجاري، ستشهد مناطق واقعة على الهوامش القطبية لمناطق الأعاصير (على سبيل المثال، اليابان ومنطقة نيو انغلاند الاميركية) تكثفا في وتيرة الأعاصير وشدتها".

كما أشار جيمس كوسين، أحد العلماء في مركز الطقس والمناخ في الادارة الاميركية الوطنية للجو والمحيطات الى ان "الانجراف نحو القطبين، الذي يوازي 53 كلم لكل عقد من الزمن في الشطر الشمالي من الكرة الأرضية و62 كلم في الشطر الجنوبي، مهم جدا للمجتمعات، وربما يوازي التغيرات في القوة أهمية. فالمناطق الأكثر اعتيادا على هذه العواصف واستعدادا لها قد تشهدها بوتيرة أقل، والعكس صحيح".

الإعصار هارفي، إستثناء أم نذير؟ 

إعتبر المتخصص في علوم الغلاف الجوي في جامعة ولاية فلوريدا جيمس إلسنر ان "الناحيتين الأبرز في هارفي هما اشتداد القوة السريع مدعوما بحرارة المحيط الناجمة جزئيا عن احترار الأرض الشامل قبل بلوغ اليابسة، ثم التحويم فوق اليابسة".

ولفت براين هوسكينز رئيس مجلس ادارة معهد غرانثام لتغير المناخ في كلية امبيريال كولدج لندن إلى ان "هارفي خارج عن المألوف لأنه واصل اشتداده في خليج المكسيك حتى وصوله إلى اليابسة...وكذلك لأن الرياح الدوامة في عاصفة استوائية يفترض أن تخبت سريعا نسبيا، لكن ذلك لم يحدث".

أما إيلان كلمان من معهد تقليص المخاطر والكوارث في يونيفرسيتي كولدج لندن فأضاف "عندما نبني مدينة او سداً، فمن الضروري أن نفهم قابلية التضرر من الفيضانات في ذاك الموقع ونتعامل معها...المؤسف أن إعصار هارفي يثبت مجددا كيف يمكن لعقود من البناء والسياسة بلا أي حساب للظواهر البيئية القصوى ان تتسبب بكارثة".

هل ستشهد الأعاصير تحولا في المستقبل؟

توقع كيري ايمانويل "أن ترتفع وتيرة العواصف من الفئات 3 و4 و5 حول العالم مع احترار الكوكب، لكن بنسب متفاوتة بين مكان وآخر. فبعض المناطق قد تشهد تراجعا".

من جهته أفاد إلسنر ان "الأعاصير الأقوى ستزداد شدة مع ارتفاع حرارة البحار. كما ستتضاعف نسبة الخسائر البشرية والمادية لكل عاصفة".

ختاما قال الاستاذ في جامعة اريزونا جيفري كارغيل "ان إمكانية أن ننَسب إعصار هارفي، أو أي ظاهرة طقس أخرى، الى ارتفاع حرارة الأرض الشامل، طرح مشكوك فيه. لكن من المرجح جدا أن نشهد في المستقبل عواصف كثيرة تشبه هارفي وكاترين وأخرى تتفوق عليهما".