أولت صحف عربية اهتماما باستفتاء إقليم كردستان العراق المزمع إجراؤه أواخر الشهر الجاري، وذلك بعد أن صوت البرلمان العراقي على رفض هذا الاستفتاء باعتباره "غير دستوري" وفوض رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ التدابير اللازمة لحفظ وحدة العراق.
وقد دعا مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، الذي يضم محافظات أربيل والسليمانية ودهوك ويتمتع بالحكم الذاتي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، إلى استفتاءً على الاستقلال عن العراق يوم 25 سبتمبر/ أيلول الحالي.
عمل عسكري محتمل
تساءلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها "ما الذي يمنع الأكراد من إعلان استقلالهم؟".
وتقول الصحيفة إن تفويض البرلمان رئيسَ الوزراء حيدر العبادي "باتخاذ التدابير التي تحفظ وحدة البلاد" قد يشمل "العمل العسكري".
ونقلت تصريحات لمسؤول عسكري جاء فيها أن "عدد القوات العراقية من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب إضافة إلى فصائل 'الحشد الشعبي' أصبح بإمكانه انتزاع كركوك من سيطرة حكومة الإقليم بالخيار العسكري، وأن قوات الجيش العراقي جاهزة لأي عمل عسكري آخر داخل حدود الدولة العراقية".
وقالت الصحيفة إن ما تردد عن زيارة الجنرال قاسم سليماني بـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إلى أربيل لثني البرزاني عن الاستفتاء "ستقابل بجدية أكبر، فنفوذ طهران يفيض عن البرلمان والجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي إلى داخل كردستان نفسها".
وأضافت أن "التمدد الكبير الذي يقوم به حزب العمال الكردستاني التركي في سوريا، عبر ما يسمى 'قوات سوريا الديمقراطية'، مع استمرار الدعم العسكري والمالي الأمريكي له، وتفاهمات القوة والتقاسم بين واشنطن وموسكو، يفتح قوسا آخر غير متوقع في مشروع الدولة الكردية".
وفي صحيفة "المدى العراقي"، دعا ساطع راجي إلى الهدوء بين بغداد وكردستان وفتح مجال للحوار بين الطرفين.
ويقول إنه "ليس من مصلحة عرب العراق الذهاب بعيدا في تحدي القوى الكردية والتصعيد إعلاميا ضدها، إذ لابد من إبقاء باب الحوار مفتوحا".
ويضيف "المشاكل الناجمة عن إشعال براميل البارود في مناطق النزاع ستكون عواقبها الأمنية والمجتمعية أضعاف ما نتج عن الحرب ضد داعش، وستكون كلفة إثارة العواطف العنصرية أكبر بكثير من كلفة خسارة انفصال كردستان".
ويرى راجي أن "السلبيات والأخطاء التي يسجلها كل طرف على الآخر، هي في الحقيقة صفات مشتركة بين الطرفين؛ خرق الدستور وفوضى الإدارة والهيمنة الحزبية والاستيلاء على المال وغيرها من الكوارث".
الفصل السابع
وفي صحيفة "الوفد" المصرية، قال سليمان جودة إنه كان يتمنى أن يذهب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى بارزاني "ليصحبه في زيارة إلى بغداد، وينعقد اجتماع يضم العبادي معهما، ولا يخرج الثلاثة إلا وقد أظهر رئيس الوزراء العراقي من الضمانات ما يجعل بارزاني يطمئن، فيؤجل الاستفتاء، أو حتى يلغيه".
وأشار إلى أنه "إذا كان على بارزاني أن يقطع خطوة في اتجاه أن يبقى العراق موحدا، فإن على العبادي أن يقطع في المقابل خطوتين، وربما ثلاث خطوات، لأنه يمثل السلطة المركزية في بغداد".
وأضاف جودة أن "العراق يستحق أن نقف إلى جانبه، وأن نحاول من أجله مرة، ومرتين، ومائة مرة".
وفي صحيفة "الصباح الجديد" العراقية، دعا طارق حرب الحكومة العراقية إلى التوجه صوب مجلس الأمن لإيقاف المشروع الكردي.
وقال إنه "لم يبق أمام الحكومة العراقية إلا توجيه وجهها صوب مجلس الأمن الدولي لممارسة صلاحياته المقررة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف أن "شروط تدخل مجلس الأمن الدولي الذي حدده الفصل السابع من الميثاق قد تحققت، إذ تحققت حالة تهديد السلم والأمن الدولي الواردة في هذا الفصل".
وأشار إلى أن بارزاني لم يلتفت إلى المعارضين للاستفتاء سواء داخل كردستان وكذلك على الصعيد العراقي، وكذلك لم يلتفت إلى الموقف الإقليمي وخاصة معارضة تركيا وإيران، ولا إلى موقف أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي.
التعليقات