لندن: منحت قبرص جوازات الاتحاد الاوروبي الى مئات الأشخاص بينهم مليارديرات روس واوكرانيون متهمون بالفساد وذلك في اطار برنامج "التأشيرة الذهبية" المثير للجدل ، كما افادت صحيفة الغارديان.

وقالت الصحيفة في تقريرها ان الحكومة القبرصية جمعت اكثر من 4 مليارات يورو منذ عام 2013 بمنح الجنسية الى اشخاص ذوي ثراء فائق وبذلك اعطاؤهم حق الاقامة والعمل في اوروبا مقابل استثمار نقدي. وأصدرت قبرص أكثر من 400 جواز سفر في اطار هذا البرنامج خلال العام الماضي وحده.

وكانت الجنسية القبرصية تُمنح قبل عام 2013 على اساس اجتهاد الوزراء ذوي الاختصاص في عملية اقل رسمية من الصيغة الحالية.

وتضم قائمة مسربة بأسماء مئات ممن حصلوا على جوازات بهذه الطريقة اطلعت عليها صحيفة الغارديان رجال اعمال كباراً وافراداً معروفين ذوي نفوذ سياسي واسع.

وأدى تسريب القائمة الى الكشف لأول مرة عن منح الجنسية القبرصية لأشخاص من ذوي الثراء الفائق. ومن بين الاسماء الجديدة عضو سابق في البرلمان الروسي ومؤسس اكبر بنك تجاري في اوكرانيا وملياردير مقامر. وتسلط القائمة ضوءا كاشفاً على تجارة لا يُعرف عنها الكثير لكنها مربحة وتثير علامات استفهام عن التدقيقات الأمنية التي تجريها قبرص على طالبي الجواز الاوروبي. 

ومن بين المستفيدين من البرنامج قبل عام 2013 اوليغارتشي ومقتني اعمال فنية اشترى منزلا في منطقة بالم بيتش في ولاية فلوريدا من دونالد ترمب ورجل الأعمال السوري سيئ الصيت رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام بشار الأسد الذي وُصف في برقية دبلوماسية اميركية مسربة بأنه "تجسيد" للفساد في سوريا الممزقة بالحرب. 

ويتابع سياسيون اوروبيون نمو هذه التجارة بقلق وقال بعضهم ان البرنامج يقوض مفهوم المواطنة. وأكدت عضو البرلمان الاوروبي البرتغالية آنا غوميش ان "التأشيرة الذهبية لا أخلاقية ومنحرفة تماماً". واوضحت انها ليست ضد منح الجنسية لمن يستحق أو من يقدم مساهمة للبلد سواء في الفن أو العلم أو حتى الاستثمار على ان تُمنح لا أن تُباع.

واضافت غوميش انها حاولت عدة مرات الحصول على اسماء مشتري التأشيرة الذهبية في البرتغال ولكن بلا جدوى متسائلة عن سبب هذا التكتم والسرية. وقالت ان ذلك يجعل البرنامج "مريباً جداً جداً".

وقدمت غوميش العام الماضي مقترحاً في البرلمان يدعو الى اجراء تدقيقات أمنية شاملة على طالبي "التأشيرة الذهبية". وامرت المفوضية الاوروبية من جهتها بفتح تحقيق في ما إذا كانت هناك تدقيقات أمنية تُجرى بصورة صحيحة. 

وكانت الولايات المتحدة أدرجت مخلوف على القائمة السوداء في عام 2008. ومنحته قبرص الجنسية في عام 2010. ولا يُعرف ما هي التدقيقات الأمنية التي أُجريت على طلبه. وأُلغيت جنسية مخلوف القبرصية بعد الانتفاضة السورية في عام 2011.

ومن بين الذين حصلوا على الجنسية القبرصية رجال اعمال وسياسيون روس مثل الملياردير ومقتني الأعمال الفنية ديمتري ريبولوفليف الذي التقى ترمب خلال حملته الانتخابية وقال ان اللقاء كان مصادفة. وكان ترمب اشترى في عام 2005 منزلا في منطقة بالم بيتش جنوبي ولاية فلوريدا بسعر 41 مليون دولار وباعه الى ريبولوفليف بعد ثلاث سنوات بسعر 95 مليون دولار. 

وقدرت مجلة فوربس ثروة ريبولوفليف بـ 7.4 مليارات دولار. ونال الجنسية القبرصية في عام 2012. وقال متحدث باسمه ان ذلك كان خطوة طبيعية بعدما اصبح مستثمراً في بنك قبرص.

وقالت وزارة المالية القبرصية ان البرنامج موجه الى "المستثمرين الحقيقيين" الذين يقيمون قاعدة استثمارية ويحصلون على اقامة دائمة في قبرص. 

واشارت الوزارة الى ان مخلوف لم يحصل على الجنسية القبرصية من خلال البرنامج الحالي وان اطلاق البرنامج في عام 2013 أوجد عملية شفافة أفضل للتدقيق في الطلبات ، وان الغاء القرار بمنح مخلوف الجنسية القبرصية لاحقاً دليل على استعداد الحكومة القبرصية لاتخاذ إجراءات تصحيحية.

 

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/world/2017/sep/17/cyprus-selling-eu-citizenship-to-super-rich-of-russia-and-ukraine