«إيلاف» من برلين: ابتكر العلماء السويسريون من جامع زيورخ وشركة"روخ" السويسرية لإنتاج الأدوية طريقة جديدة لتحليل الجزيئات على الشرائح الإلكترونية. ويقولون ان الطريقة ستكون ثوره في عالم التشخيص الطبي في المختبرات.
ويفترض ان تسهل الطريقة التشخيص الطبي لعدد هائل من الأمراض. والمهم، بحسب جامعة زيورخ، انها ستنقل عشرات الفحوصات المعقدة من المختبرات الطبية المتخصصة إلى عيادة الطبيب الاعتيادية. وهذا يتيح للطبيب بالطبع تشخيص الأمراض في عيادته بدلاً من الانتظار لفترة طويلة، قد تستمر لايام، إلى حين عودة نتيجة الفحص من المختبر.
تستخدم الطريقة شريحة بيولوجية مكسوة برقاقة تحتوي على عدد كبير من الحفر البيضوية الشكل باشكال معينة. وتصطف الجزيئات في السائل (المطلوب فحصه) داخل هذه الحفر ولاتستقر بينها. وتنكشف هذه الجزيئات عن طيفها الضوئي (الهولوغرام) عند تسليط مصدر ضوئي ليزري عليها، وتتجمع في اسفل الشريحة.
طريقة القفل والمفتاح
تعتمد المختبرات الحديثة، التي تستخدم الشرائح البيولوجية، على طريقة "المفتاح والقفل" في الكشف عن المواد المطلوبة في الادرار أو الدم أو سوائل الجسم الأخرى.
وشرح البروفيسور كريستوف فاتنغر، من شركة"روخا"،"المفتاح والقفل"، بالقول إن من المفروض، كمثل، البحث عن بروتين معين(مفتاح) في الدم يكشف وجود المرض المعني، وهذا يحتاج إلى وضع جسيم مضاد(قفل) يلائم المفتاح ويكشف عنه.
وأردف فاتنغر ان الطريقة التي تصلوا إليها لاتحتاج إلى قفل، لأنها تستخدم أشعة ليزر بمثابة قفل للكشف عن كافة مسبببات (مفاتيح) الأمراض. وبالأحرى ان الطريقة تستخدم أشعة ليزر بأطوال معينة لرسم طيف "أو هولوغرام" المفتاح المطلوب. وتسري هذه الطريقة على البروتينات كما تسري على الفيروسات والبكتيريا وغيرها.
مثل الأوركسترا
وصف الباحث يانوش فوروش، من جامعة زيورخ التقنية، مبدأ عمل الطريقة بأنه مثل الاوركسترا. فالجزيئات المختلفة على الشريحة هي الموسيقيين في حين ان أشعة ليزر هي الموسيقار. وهكذا فإن الليزر يحرك الموسيقيين للمشاركة في العزف بحسب اشاراته. وأضاف انهم أطلقوا على الشريحة اسم"مولوغرام"(موليكيولار هولولغرام" وعلى طريقة التشخيص الجديدة اسم"فوكال مولوغرام".
ويعود الفضل في اكتشاف "الفوكال مولوغرام" إلى الباحث فاتنغر من شركة"روخ"، وشاركه الباحث فوروش من جامعة زيورخ منذ سنوات في تطوير الطريقة. ويضيف فاتنغر ان الجزيئات المرضية المطلوبة هي الوحيدة التي تتأثر بأشعة الليزر وتكشف طيفها الضوئي، في حين لاترسم الجزيئات الاعتيادية طيفها(هولوغرامها).
وفي النموذج الأولى من شريحة المولوغرام تستطيع أشعة الليزر ان ترسم40 هولوغراماً للجزيئات المختلفة، لكن الشرائح المستقبلية منها ستتيح الكشف عن ضعف هذا الرقم من الجزيئات المرضية. ولايزيد سمك الشريحة عن0,4 ملم، وتحتوي على آلاف الشرائح الطولية التي تكونها.
استخدام الطريقة في البيت
ويقول الباحث يانوش فوروش إن الطريقة ستنقل مئات الفحوصات المعقدة من المختبرات الخاصة إلى عيادة الطبيب. ويأمل العلماء ان يجد الفوكال مولوغرام طريقه إلى البيت، حيث يستخدمه المريض بنفسه، للكشف عن مستوى الكوليسترول في الدم أو عن مستويات البروتين في الادرار. فطريقة الاستخدام ليست معقدة مثل التقنية المستخدمة فيها، وتتيح للجميع استخدامها.
المهم أيضاً ان الطريقة سريعة جداً في التشخيص، بل أن النتائج تظهر للطبيب حال تسليط أشعة ليزر على الشريحة. وهذا يؤهل الفوكال مولوغرام إلى استخدامات غير طبية أخرى مثل الكشف عن نقاوة ماء الشرب وجزيئات المواد المختلفة فيه. كما يمكن ان تستخدمها المصانع للكشف عن محتويات الغازات المنطلقة عنها حماية للبيئة. وهذا يسري بالطبع على مياه الصرف التي تصدر عن هذه المصانع أيضاً.
ويشير التقرير، الذي نشر على صفحة جامعة زيورخ الإلكترونية، إلى أن العمل يجري حالياً في مختبرات جامعة زيورخ على تطوير الطريقة وتدقيقها ومن ثم تهيئتها إلى السوق الطبية. ويتألف كلا فريقي العمل، بقيادة فاتنغر وفورورش، من مجموعة من العلماء الآخرين.
التعليقات