نصر المجالي: رأى مراقبون أن دولة قطر خضعت لحملة ابتزاز سياسية واعلامية من جانب أنقرة، من خلال تصريحات ومقالات انتقدت صمت الدوحة لايام عديدة على ما تتعرض له تركيا التي كانت "بادرت" للوقوف معها بعد مقاطعتها من السعودية والامارات والبحرين ومصر.

ووجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تغريدة على (تويتر) وكذلك صهره وزير المالية والخزانة براءت البيراق، الشكر لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي تعهد بأن بلاده ستستثمر 15 مليار دولار في تركيا على خلفية أزمة الليرة المحلية.

وتعتبر تركيا أن انهيار عملتها وتصاعد أزمتها الاقتصادية في الآونة الأخيرة ما هي الا حرب&اقتصادية من جانب قوى دولية، وقال أردوغان، في تغريدة نشرها مساء أمس الأربعاء، باللغتين العربية والتركية عبر حسابه في "تويتر": "أجرينا اليوم لقاء مثمرا وإيجابيا مع أخي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي قدم إلى بلادنا في إطار زيارة عمل، وتشرفت كثيرا باستضافته في المجمع الرئاسي".

علاقات متينة

وأضاف أردوغان: "أتقدم باسم الشعب التركي بالشكر الجزيل إلى الشيخ تميم والشعب القطري لوقوفهم إلى جانب تركيا". وتابع مشددا: "لا شك أن علاقاتنا المتينة مع دولة قطر الصديقة والشقيقة ستشهد تطورا في العديد من المجالات بشكل مستمر".

وكانت صحيفة (تقويم) التركية، قالت في تقرير لها إن حالة من الإحباط تسود المجتمع التركي حاليا بسبب "الصمت القطري" تجاه الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي جراء قرار العقوبات الأميركية ضد أنقرة.

وذكرت الصحيفة في تقريرها، يوم الثلاثاء الماضي، أن الصدمة التي وصفتها بأنها "غير متوقعة" كانت من طرف قطر التي بدلا من أن تدعم أنقرة اختارت أن تبقى صامتة تجاه ما يحدث في تركيا، رغم أن تركيا كانت من أوائل الداعمين لقطر خلال المقاطعة.

صداقة

ومن جهته، أكد وزير المالية التركي، براءت ألبيرق، أن تركيا ستعمل على تطوير تعاونها مع قطر، معتبرا أن تقديمها استثمارا بقيمة 15 مليار دولار لبلاده يؤكد مستوى الصداقة بين الجانبين.

وقال ألبيرق، في تغريدة نشرها يوم الأربعاء على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "مرة أخرى شهد العالم الصداقة بين تركيا وقطر، وسنعمل على تعزيز التعاون بين بلدينا".
وأضاف ألبيرق: "إننا سنخرج من هذا الوضع بواسطة سياساتنا العقلانية والاستراتيجية القوية وأصدقائنا والتعاون المطور بيننا".

استثمارات

وكان تميم بن حمد الذي تحادث يوم الأربعاء مع أردوغان، أعلن أنّ قطر ستقدم لتركيا استثمارات مباشرة بمبلغ 15 مليار دولار بشكل مشاريع مختلفة في خطوة يجري اتخاذها على وقع أزمة كبيرة ضربت الاقتصاد التركي بسبب الهبوط الحاد لقيمة الليرة المحلية، التي وصلت مؤخرا إلى أدنى مستوى قياسي في تاريخها أمام الدولار الأميركي.

وفقدت العملة التركية نحو 40 بالمئة من قيمتها منذ بداية العام، بعدما ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الجمعة الماضي، الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية، بعد أيام من فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأميركي أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهمة تتعلق بالإرهاب.

وإلى ذلك، حشدت أنقرة أنصارها من رجال أعمال وعلماء دين أتراك ومسلمين وعرب ومنظمات عربية، لمناقشة تداعيات وسبل دعم الليرة التركية.&

وأجمع هؤلاء خلال ندوة، اليوم الخميس، في إسطنبول، على قدرة الاقتصاد التركي على تجاوز أزمة تراجع الليرة الناجمة عمّا&تسميه انقرة الهجمة الاقتصادية على البلاد.&