أُدين بول مانافورت، المدير السابق لحملة دونالد ترمب الانتخابية، بثمانية اتهامات من أصل ثمانية عشر موجّهة إليه، على أن تبدأ جولة جديدة من محاكمته في اتهامات أخرى في العاصمة واشنطن في الأسابيع المقبلة.

إيلاف من نيويورك: وفق العقوبات التي تطبّق في حالة مانافورت، فإن إدانة الأخير يوم الثلاثاء، كفيلة بأن تجعل الرجل يمضي بقية عمره خلف القضبان، لكن مدير حملة ترمب، والرجل الذي لعب أدوارًا مؤثرة على صعيد جماعات الضغط، لا يزال يمتلك آملًا في الخروج من المصيبة التي وقعت بسبب عمله لمصلحة المرشح الجمهوري عام 2016.

ليس كالآخرين
من بين الشخصيات التي عملت إلى جانب ترمب، ووقعت في فخ مولر، تؤكد الأحداث أن مانافورت يحظى بلفتة خاصة من الرئيس الأميركي، الذي لم يحاول الحط من قدره، عندما وجّه إليه فريق التحقيق الإتهامات، كما فعل مع الآخرين، كجورج بابادوبولوس، ومايكل كوهن، وحتى مايكل فلين.

أسباب نبش تاريخه
تشير الترجيحات إلى أن قيام فريق مولر بنبش تاريخ بول مانافورت، وكشف علاقاته منذ سنوات، والبحث عن أعماله المخالفة للقانون، تأتي بشكل أساسي على خلفية رفضه التعاون مع المحققين الباحثين عن طرف خيط يقودهم إلى العثور على أدلة تثبت تواطؤ حملة دونالد ترمب الانتخابية مع الروس.

توفير فرص الطعن لترمب
لم ينخرط مانافورت في اتفاق التعاون، كما فعل شريكه ريكس غيتس، وخلا ملفه من أي إشارة تتعلق بالتواطؤ الروسي، مما ساعد ترمب ومن حوله على الطعن مجددًا بالتحقيقات الروسية عبر القول "إذا كان فريق التحقيق لم يعثر على أي أدلة حيال هذه القضية مع مدير الحملة رغم التحقيقات المركزة، فأين التواطؤ؟!".

انتظار العفو
مانافورت رفض التعاون وتلقى الإدانة، لتبدأ الآن مرحلة انتظار عفو الرئيس الأميركي، وبكل تأكيد فإن ترمب، وفي حال أراد العفو عنه، فلن يتخذ هذه الخطوة قبل انتهاء المحاكمة الثانية التي سيخضع لها مدير الحملة السابق في واشنطن وصدور حكم نهائي.

وعد مقابل وعد
وبلا أدنى شك،&فإن تصلب مانافورت قوبل بكلام إيجابي جدًا من ترمب، الذي وصفه بالشجاع الذي يستحق الاحترام، ولذلك من غير المستبعد أن يصدر الرئيس قرار عفو عنه، وهناك من يربط بين موقف مانافورت منذ البداية ووعود تلقاها من البيت الأبيض بعدم التخلي عنه، وإن المطلوب منه الصمود وعدم الانهيار.

إشعال البلاد
غير أن تداعيات قرار كهذا ستشعل الساحة السياسية الأميركية، فالبلاد منقسمة في عهد ترمب. وإذا كان الرئيس وأنصاره ينظرون إلى مانافورت على أنه ضحية، فإن شريحة واسعة تنظر إليه على أنه مزوّر، قام بعمليات غش واحتيال من أجل التهرّب من دفع الضرائب المتوجبة على الدخل السنوي، ويستحق العقوبة الكاملة، وأي تلاعب بهذا الموضوع سيخلق أزمة دستورية لن تنتهي بسهولة.

انقسام ضمن الحزب الواحد
العفو نفسه سينتج انقسامًا بين الجمهوريين أيضًا، وبدأ بالفعل عدد من أعضاء مجلس الشيوخ المنتمين إلى الحزب الجمهوري بالتحذير من مغبة القيام بهذه الخطوة.&

فسوزان كولينز، قالت في سياق تعليقها على إمكانية العفو عن مانافورت، "إن هذا قد يمثل خطأ فادحًا وسوء استخدام للسلطة".

لا للعفو
على المنوال نفسه، سار سناتور تكساس، جون كورنين. أما جون ثون فأكد عدم معرفته بأي ظروف تتعلق بقضية مانافورت، وتبرر العفو، بينما حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر، "من أن العفو عن مانافورت سيضر كثيرًا بالرئاسة وبموقعه - ترمب - كرئيس". وأشار ليندساي غراهام عضو اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، "إلى أنه لا يوصي بإصدار عفو عن مانافورت".

&