الرباط: انطلقت امس السبت في مدينة أصيلة المغربية اللقاء الافتتاحي للدورةً الثانية للأكاديمية المتوسطية للشباب التي تنظم في مدينة مابين 24 اغسطس الحالي و2 سبتمبر المقبل &، ضمن برنامج العطلة للجميع الذي تشرف عليه وزارة الشباب والرياضة بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم وبدعم من مجموعة من المؤسسات من بينها جماعة (بلدية) أصيلة ،ومؤسسة منتدى أصيلة، ومكتبة الاسكندرية بمصر، ومنظمة الشباب الافريقي ، ومنتدى المواطنة ،ومنتدى بدائل مواطنة ،ومنتدى بدائل المغرب، و الجمعية المغربية لتربية الشبيبة ، بالاضافة إلى القطاعات الحكومية خاصة كتابة الدولة( وزارة دولة) &المكلفة التكوين المهني والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بطنجة -تطوان -الحسيمة.

ويشارك في الأكاديمية أزيد من 200 شاب من مصر وتونس وروسيا و إفريقيا.

وقال محمد بن عيسى ، وزير خارجية المغرب الأسبق، وأمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، انه من الواجب تشجيع الشباب وتأهيله لمواجهات تحديات الحياة، مشيرا الى &"ان الشباب هم الثروة الحقيقية وعماد المستقبل وأمل الوطن وعلى سواعدهم تبنى الانجازات وتتحقق الطموحات ولابد من تأهيلهم لمواجهة تحديات الحياة والاعتماد على النفس من خلال برامج وندوات تعزّز المفاهيم والقيم الإنسانية ، والتسلح بالعلم والمعرفة وممارسة الأنشطة المتعدّدة التي من شأنها صقل الشخصية الشبابية وتأهيلها إلى المرحلة القيادية بما ينمي الثقة بالنفس.&

وذكر بن عيسى بمركز تكوين الأطر الذي سيقام في أصيلة بتعاون مع كتابة الدولة ( وزارة دولة) في التكوين المهني المغربية الذي سيساهم في بلورة هذه الأفكار.&

أزمة قيم&

من جهته ، قال محمد بن عبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية"إن ما نعيشه اليوم في مجتمعاتنا المعاصرة من أزمات وتحديات ليس في جميع الحالات مرده إلى المعطى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وإنما الأزمة تتعدى هذه المعطيات لتصبح أزمة قيم".

المساهمة في وضع تصور ورؤية

بدوره ، دعا محمد الغراس كاتب الدّولة( وزير دولة) &لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المكلف التكوين المهني المنظمات الشبابية إلى المساهمة في وضع تصوُّرها ورؤيتها لأجل استكمال رسم ملامح السياسة الوطنية للشباب وتقديمها في حُلّة متكاملة ومتناغمة تعزّز من التكامل بَيْن الديمقراطية التشاركية والديمقراطية التمثيلية. انسجاماً مع النص الدستوري وخاصة الفصل 12 ، وإعمالاً لقراءة متقدمة لفصوله.

سنّ سياسة وطنية مندمجة للشباب

من جانبه، قال ياسين إيصبويا، المنسق العام للمنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب، إن خطابات العاهل المغربي الملك محمد السادس التي تحث على العناية بالشباب وتمكينه إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا و ثقافياً، وكذا من خلال حت الحكومة على سن سياسة وطنية مندمجة للشباب، و مع عودة المملكة المغربية للاتحاد الافريقي باعتبارها فاعلا أساسيا في الوقت الراهن في التنمية الاقتصادية الافريقية من خلال المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس سواء المرتبطة بالشباب كإمكان إقتصادي، "تجعلنا كمنظمة شبابية مغربية نساهم في بلورة أفكار ومقترحات جديدة تسعى إلى وضع أجندة وطنية وإقليمية وخطط عملية جديدة تتوافق مع راهنية المجتمع والدينامية التي يعرفها الفعل الشبابي بالقارة الافريقية تفعيلاً للميثاق الافريقي للشباب".

وأضاف إيصبويا الباحث في قضايا الشباب والمجتمع المدني، إن الأكاديمة المتوسطية للشباب التي تحتضنها أصيلة تعرف محاورها غنى وتنوع في مضامينها وأفكارها بحيث تعتمد منهجية تشاركية في إنتاج أفكار إبداعية قادرة على وضع حلول وبدائل للتحديات التي يعرفها المجتمع.

وزاد إصبويا قائلا إن اختيار أصيلة لتنظيم هذا الملتقى هو أولاً اختيار القلب.

واضاف &"في أصيلة نحس بالانتماء لهذا الفضاء الجميل الذي جعل منا كشباب المدينة نفتخر بأصيلة أينما حللنا وارتحلنا ففيها تعلمنا أبجديات العمل الثقافي والإبداعي المتميز عن طريق موسم أصيلة الثقافي الدولي الذي ساهم في وضع رؤية خاصّة للمدينة وهوية معترف بها دولياً ووطنياً كنموذج يحتدى به في بقاع العالم".

تنوّع في مضامين محاور الأكاديمية

تجدر الإشارة إلى أن محاور الأكاديمية تعرف تنوعاً في مضامينها وأفكارها بحيث تعتمد منهجية تشاركية في إنتاج أفكار إبداعية قادرة على وضع حلول وبدائل للتحديات التي يعرفها المجتمع، من هذا المنطلق تم اقتراح المحاور التالية: اولا ، رهانات الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ، وتعزيز السلم والأمن تفعيلاً لقرار مجلس الأمن 2250.

ثانيا ، الشباب وإفريقيا، الجذور والانتماء في خدمة التطلعات المستقبلية (محاكاة نموذج الاتحاد الافريقي)، اما المحور الثالث فهو دور الإبداع في مناهضة خطاب الكراهية والتطرف العنيف، ويتعلق المحور الرابع برؤية الشباب للمشروع التنموي الجديد في أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والحقوقية. وبالموازاة مع هذه المحاور سيتم تنظيم ورشات تفاعلية.&

إرساء نقاش وطني ودولي ديمقراطي&

و تهدف الأكاديمية إلى إرساء نقاش وطني ودولي ديمقراطي مع جل التنظيمات الشبابية بغية بلورة تصوّر مشتَرك لتفعيل مختلف القرارات الدوليّة والوطنيّة المرتبطة بالشباب وكذا تحسيس وتمكين الشباب من تقنيات توظيف الفنون (الفن التشكيلي المسرح الصورة) في مناهضة خطاب الكراهية والتطرّف بالاضافة إلى ضرورة تسريع جدول اعمال الشباب الافريقي وزيادة الوعي والتزام الشباب في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتعزيز مشاركته مدنياً وسياسياً.