لا يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خوض صراعات داخلية وخارجية، سواء مع أفراد وأحزاب أو دول وجماعات، وحدهم الإنجيليون لم يصطدموا بحاكم البيت الأبيض حتى الآن.

إيلاف من نيويورك: قبل الانتخابات الرئاسية عام 2012، التقى مواطن أميركي من أصل لبناني مطلع على الأجواء السياسية الأميركية مدير مدرسة ثانوية تابعة للإنجيليين في جنوب الولايات المتحدة.&

الزيارة كانت بغرض الاطمئنان إلى مسيرة أولاد المواطن التعليمية. وأثناء اللقاء سأل الضيف مستضيفه عن رأيه بالانتخابات المقبلة، فأجابه بأن ميت رومني - المرشح الجمهوري يومها - لا ينال موافقة الإنجيليين في الجنوب لأسباب عدة، تشكل ديانته المورمونية واحدة منها.

مفاجأة غير متوقعة
سقط رومني لمصلحة باراك أوباما في تلك الانتخابات. وبعد سنوات التقى الرجلان مجددًا، لكن قبل بدء الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري، اعتقد الضيف هذه المرة أن الإنجيليين سيقفون في صف سناتور تكساس تيد كروز، غير أن المفاجأة كانت عندما أخبره المدير أنهم سيدعمون ترمب.&

المفاجأة غير المتوقعة جعلت اللبناني الأصل يسأله كيف تدعمون ترمب، وأنتم تنادون دومًا بتماسك الأسرة، ولا تحبذون الطلاق والزواج مرات عدة، فجاءت الإجابة: "الوضع الاقتصادي في البلاد أصبح على حافة الهاوية، والوضع الاجتماعي يأخذ منحى سيئًا، ومن خلال استعراض برامج المرشحين، فإن ترمب هو الأقرب إلينا، والآن ليس الوقت المناسب لمناقشة حياته الخاصة، لأننا نركز على مستقبل البلد وإعادة أمجاد أميركا".

إشارة التأييد الواضحة
أيام بعد اللقاء، ظهر ترمب في جامعة ليبرتي، التي تستقطب عشرات الآلاف من الطلاب، ويشرف عليها الإنجيليون، حيث خطب بالحشود، ومثّل ظهور المرشح الجمهوري يومها إشارة حاسمة تدل على نيله دعم هذه الشريحة، التي تمثل أكثر من ربع سكان الولايات المتحدة الأميركية.

لم يتراجعوا عن موقفهم
العواصف التي استهدفت ترمب، خصوصًا تلك المتعلقة بفضائحه، لم تبدّل من موقف الإنجيليين حيال المرشح، ولاحقًا الرئيس الذي كان على قدر آمالهم في الملف الاقتصادي والصناعي، وأيضًا في تعيينات القضاة، فزجّ بأسماء محافظة إلى المحكمة العليا، وقام بتسمية قضاة محافظين في محاكم الولايات، وأعلن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وفتح نيران العقوبات على تركيا لرفضها تحرير القس أندرو برانسون، وكذلك يعوّلون على تعييناته القضائية لقلب المعادلة في مسألة الإجهاض في المستقبل.

مأدبة عشاء على شرفهم
في بادرة لافتة أقام ترمب وزوجته ميلانيا مأدبة عشاء حضرها عشرات القادة الإنجيليين، وجاءت الدعوة بهدف تكريمهم على الإسهامات التي قدمها مجتمعهم تجاه الولايات المتحدة.&

وقال القس روبرت جيفريس: "إن البيت الأبيض يدرك تمامًا أن الإنجيليين كانوا من أشد المؤيدين للرئيس. فهو يمتلك تأييد ما لا يقل عن سبعة وسبعين بالمئة من الناخبين الإنجيليين".&

وفي تصريح آخر، لفت إلى أننا نتطلع إلى "الاحتفال مع الرئيس ترمب والسيدة الأولى بإنجازاته غير المسبوقة في أقل من عامين"، مشيرًا إلى أن "الإنجيليين يدعمونه بحماسة، لأنه الرئيس الأكثر تأييدًا للحياة، وحرية التدين".

شد العصب
بدون أدنى شك، فإن العشاء يأتي أيضًا لشد عصب الإنجيليين قبل شهرين تقريبًا من موعد الانتخابات النصفية، ويدرك ترمب أنه بحاجة إلى تعبئة كل القواعد الناخبة لإبعاد شبح سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب.

الرئيس الأميركي تلقى قبل ساعات من العشاء دعمًا كبيرًا من رئيس جامعة ليبرتي بخصوص موضوع وزير العدل جيف سيشنز، الذي يتهمه ترمب بالتلكؤ في موضوع تحقيقات روبرت مولر، وعدم لعبه الدور المطلوب منه بعد تحييد نفسه.

سيشنز فقد الدعم
وقال جيري فالويل جونيور بشكل صريح يوم الاثنين في حديث مع بوليتيكو، إنه "حث الرئيس دونالد ترمب على طرد جيف سيشنز من منصبه". جاء كلام القائد الإنجيلي البارز كرد فعل على طريقة تعاطي وزير العدل مع التحقيقات، كما قال. أضاف: "سيشنز فقد دعم الإنجيليين".

لم يكتفِ فالويل بالمطالبة بإقصاء سناتور ألاباما السابق، بل شكك في تأييده لدونالد ترمب، معتبرًا أنه "في الحقيقة ليس في فريق الرئيس. فهو أراد منذ سنوات الحصول على المنصب الذي يشغله حاليًا، لديّ شعور بأن دعمه لترمب كان عملية مقامرة، فهو كان يعلم أنه سيُكافأ على ولائه".

خيبة أمل
وشنّ غاري باور، رئيس مجموعة American Values ، هجومًا عنيفًا على وزير العدل أيضًا، حيث قال صراحة: "هناك شعور متزايد بخيبة الأمل في المجتمع الديني المحافظ من جيف سيشنز".


&

&

&