بعد ساعات من نصبه في أحد ميادين مدينة فيسبادن كعمل فني، أزالت السلطات الألمانية تمثالاً ارتفاعه 4 أمتار للرئيس التركي رجب طيب وذلك بعد أن أثار حفيظة عدد كبير من السكان المحليين.

وأعلنت السلطات المحلية في فيسبادن عبر تويتر أن &أن المدينة قررت إزالة التمثال "لأنه لم يعد بالإمكان ضمان أمنه، ومن المقرر أن يقوم الرئيس التركي بزيارة رسمية لألمانيا يومي 28 و29 سبتمبر المقبل، مشترطا استقبالا عسكريا ومأدبة عشاء رسمية.

ويرفض كثير من الألمان بسبب أسلوب حكومة أردوغان التي يصفونها بأنها تميل إلى الحكم السلطوي. وتضم ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم.

وكان أنصار ومعارضون لأردوغان تجمعوا في وسط الميدان بمدينة فيسبادن المقام به التمثال وتبادلوا عبارات لفظية ضد بعضهما. وقال متحدث باسم الشرطة إن "الأجواء كانت عدائية"، لكن لم تقع أحداث عنف.

ونقلت وكالة (د ب أ) عن متحدثة باسم مدينة فيسبادن قولها تعليقاً على نصب التمثال، إن "الأمر برمته حملة فنية استفزازية أخرى من مهرجان بينالي للفن المعاصر".

انزعاج

وأضافت المتحدثة: "تلقينا عدداً من المكالمات من مواطنين منزعجين. الكثيرون لا يعلمون أن الأمر يدور في إطار فعاليات البينالي"، موضحة أن المدينة نفسها تفاجأت من الحملة، مشيرة إلى أنه لم يكن من المعروف أن الحملة تدور حول تمثال لأردوغان.

وكان مهرجان "بينالي" بدأ يوم الخميس الماضي في فيسبادن، ومن المقرر أن تستمر فعالياته حتى يوم الأحد المقبل. ويحمل المهرجان هذا العام شعار "أخبار سيئة".

فعاليات رسمية

يشار إلى أن الرئيس التركي، يخطط لمطالبة السلطات الألمانية بإجراء عدة فعليات رسمية ملائمة، من ضمنها تنظيم فعالية واسعة سيلقي خلالها كلمة أمام الجالية التركية في ألمانيا، حسب ما كانت ذكرت صحيفة (بيليد).

وأوضحت الصحيفة أن الجانبين يتفاوضان حاليا حول تحديد موعد دقيق للزيارة، مشيرة إلى أنها ستكون الأولى لأردوغان إلى ألمانيا منذ توليه الرئاسة التركية عام 2014.

ونقلت "بيلد" عن مصادر حكومية في أنقرة وبرلين قولها إن أردوغان يريد أن تجري رحلته بشكل زيارة دولة رسمية على مستوى برتوكول رفيع يشمل استقباله بمراسم عسكرية وعقد لقاء مع الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، وتنظيم مأدبة عشاء رسمية بالمناسبة.

توتر&

وتشهد العلاقات بين تركيا وألمانيا توترا كبيرا منذ العام 2016، وتدهورت بصورة حادة على خلفية سلسلة من الخلافات الدبلوماسية المتتالية لدرجة حتى وصف الخبراء التصعيد الحالي بين البلدين بـ"الأسوأ وغير المسبوق" خلال العقود الـ3 الأخيرة.

وتسارعت هذه العملية على خلفية محاولة الانقلاب &الفاشلة، التي شهدتها تركيا ليلة في 16 يوليو من العام 2016، حيث أعربت ألمانيا مرارا عن قلقها من حملة الاعتقالات والتطهير، المنفذة من قبل أنقرة ضد من تصفهم بالانقلابيين، ليستمر التصعيد مع توقيف السلطات المحلية حوالي 10 مواطنين ألمان منهم صحفيون ونشطاء حقوقيون.

وبدورها، وجهت أنقرة اتهامات للسلطات الألمانية، بما في ذلك المستشارة أنغيلا ميركل شخصيا، "بدعم الإرهابيين" بسبب رفضها تسليم بعض العسكريين الأتراك الذين طلبوا حق اللجوء السياسي في ألمانيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وكذلك بسبب عدم تسليم برلين لأنقرة ناشطي "حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا من قبل السلطات التركية، الأمر الذي تزامن مع منع حكومة ألمانيا السياسيين الأتراك من إجراء فعاليات للجالية على أراضيها.
&