أسامة مهدي: أضرم محتجون في مدينة البصرة العراقية الجنوبية النار في القنصلية الايرانية هناك هاتفين "إيران برة برة"، فيما دعت ايران مواطنيها لمغادرة المدينة برغم اسف الحكومة العراقية. بينما خرجت تظاهرات تأييد في بغداد ومحافظات جنوبية دعما لمطالب اهل البصرة في وقت دعا المجلس الوزاري للامن الوطني الى ابعاد الصراعات السياسية عن وضع البصرة ورفض الاستغلال السياسي لمطالب مواطنيها.

وهاجم المئات من المتظاهرين الغاضبين لسوء اوضاع محافظة البصرة وفقدانها للخدمات وانتشار الفقر والبطالة بين ابنائها، وقاموا بقطع الطريق المؤدي الى قضاء ابي الخصيب جنوب المدينة حيث تقع القنصلية ثم اضرموا النار فيها. وطالب المتظاهرون ايران بالتوقف عن التدخل في شؤون العراق &هاتفين "ايران بره بره البصرة تبقى حرة".

وعلى الفور دعت السلطات ايرانية مواطنيها في محافظة البصرة الى مغادرتها واغلقت منفذ الشلامجة الايراني مع المحافظة كما اغلقت قنصليتها فيها التي احرقتها نيران المحتجين بالكامل.

ودعت السفارة الايرانية في العراق مواطنيها في البصرة الى مغادرتها على الفور تامينا لسلامتهم اثر الانهيار الامني الخطير الذي تشهده.

كما حمل برهام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الايرانية "الحكومة العراقية مسؤولية ما اسماه أي إهمال بحماية البعثات الدبلوماسية".

وقال "نطالب حكومة العراق بالكشف عن الفاعلين ونحذر ممن يريد تخريب العلاقات بين البلدين". داعيا السلطات العراقية الى "إنزال أشد العقوبات &بالمتورطين في إحراق قنصليتنا في البصرة".

العراق يأسف

ومن جهتها عبرت الحكومة العراقية عن اسفها لاحراق المحتجين للقنصلية وقال المتحدث باسم الوزارة احمد محجوب في بيان تابعته "إيلاف" انه "في الوقت الذي نتفهم فيه مطالب المتظاهرين من أهلنا في محافظة البصرة فإننا نعرب عن إسفنا الشديد لتعرض القنصلية الإيرانية في البصرة لهجوم من قبل بعض المتظاهرين".

واشار الى ان احراق القنصلية "تطور غير مرض لا ينسجم مع واجب الضيافة الوطنية للبعثات".

واضاف إن "استهداف البعثات الدبلوماسية أمر مرفوض ويضر بمصالح العراق وعلاقاته مع دول العالم ولا يتصل بشعارات التظاهر ولا المطالب بالخدمات والماء"، داعيا الحكومتين الاتحادية في بغداد والمحلية في البصرة إلى تعزيز حماية أمن البعثات الدبلوماسية في البصرة.

كما قام المحتجون ايضا باحراق مقر حزب الدعوة وقناة العراقية الحكومية ومباني مليشيات ومبنى المحافظة المحترق اصلا في مواجة اضرام للحرائق في مقرات الاحزاب الدينية والممتلكات الحكومية لليوم الثاني على التوالي.

تظاهرات في بغداد ومدن أخرى&

شهدت ساحة التحرير وسط بغداد تظااهرة دعم وتأييد لاهالي البصرة وسط اجراءات امنية مشددة حيث رفعوا الاعلام العراقية وردووا هتافات ‏تطالب بتنفيذ احتياجات اهل البصرة وتنفيذ مطالبهم وعدم استخدام العنف ضدهم معبرين عن غضبهم تجاه استمرار تجاهل الحكومة لتلك المطالب داعين رئيس الوزراء حيدر العبادي الى الاستقالة من منصبه.

وأحاطت القوات الامنية بالمتظاهرين بعد ان اغلقت الشوارغ الرئيسية المؤدية الى ساحة التحرير.&

كما خرجت تظاهرات اخرى في محافظات جنوبية بينها ميسان وكربلاء وكركوك والنجف والديوانية مؤكدين تضامنهم مع اهل البصرة ودعمهم لمطايبهم والمعبرة عن مطالب كل العراقيين في انحاء البلاد.

وفي مدينة البصرة شارك الالاف من المواطنين في تشييع الشاب "عبد السلام فتحي سليم" الذي توفي نتيجة تعرضه إلى الاحتراق أثناء تظاهرات أمس.

ومر موكب التشييع من أمام مبنى حكومة البصرة المحلية الذي تعرض الى الحرق بالكامل . وردد المشيعون وسط اطلاق نار كثيف في الهواء هتافات غاضبة رافعين الأعلام العراقية.

دعوة لابعاد الصراعات السياسية عن وضع البصرة

ومن جهته بحث المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الوضع الخدمي والامني في البصرة واكد حق التظاهر السلمي للمواطنين &داعيا الى ابعاد الصراعات السياسية عن وضع البصرة ورفض الاستغلال السياسي لمطالب المواطنين الحقة في المحافظة.

وشددد المجلس على ان الدولة حريصة على حماية المتظاهرين وان مهمة القوات الامنية هي توفير الحماية للمواطنين وعدم السماح بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدا رفضه لاي دعوات لاستخدام القوة ضد المتظاهرين "لان قواتنا لا يمكن ان تكون بالضد من المواطنين وهذا ما اظهره التلاحم بين القوات الامنية والمتظاهرين " كما قال بيان رسمي للمكتب الاعلامي للعبادي.

ودعا المجلس الى ابعاد الصراعات السياسية عن وضع البصرة ورفض الاستغلال السياسي لمطالب المواطنين الحقة في المحافظة مطالبا الجهات السياسية &بعدم استخدام الملف الامني في التنافس السياسي ..وحذر من ان الارهاب يستغل الخلافات السياسية والفوضى للقيام بعملياته الارهابية.

وطالب المجلس اهالي البصرة بالمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وابعاد المندسين الذين يريدون الاساءة للمحافظة ولما يريده ابناء البصرة من خدمات واستقرار امني وتوفير فرص العمل والتي تعمل الحكومة الاتحادية بتنسيق مع بقية الجهات لتقديمها وخصصت الاموال اللازمة لها &بحسب المجلس.

واشار الى متابعته للتحقيق الذي امر به القائد العام للقوات المسلحة في ما يتعلق بوجود ضحايا مدنيين وعسكريين في البصرة والتوصل لنتائج باسرع وقت.

وفي وقت سابق اليوم دعا المرجع اشيعي الاعلى في العراق السيستاني السلطات الى الكف عن استخدام القوة القاتلة في مواجهة المحتجين في البصرة واكد ان الشعب لم يعد قادرا على تحمل اوضاعه المزرية والسياسيون يتنافسون على المكاسب وحذر من تشكيل الحكومة الجديدة على شاكلة التي سبقتها وطالب المسؤولين بالنزول الى مواقع العمل والاستماع لمطالب المواطنين.

كما وجه رئيس السن لمجلس النواب العراقي محمد علي زيني بعقد جلسة طارئة للمجلس غدا السبت بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي والوزراء المعنيين لمناقشـة تداعيات التظاهرات التي تشهدها محافظة البصـرة بسبب انعدام الخدمات وتلوث المياه.

وتشهد مدينة البصرة منذ الثلاثاء ارتفاعا في وتيرة الاحتجاجات ضد نقص الخدمات والفساد الاداري وغياب فرص العمل ما ادى الى مواجهات بين المحتجين والقوات الامنية حيث تعتبر المدينة مهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ الثامن من تموز يوليو الماضي في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية.

ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة مثل الكهرباء ومياه الشرب وتوفير فرص للعاطلين العمل ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.

ويعاني أهالي محافظة البصرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من أزمات عدة آخرها تلوث مياه شط العرب ما أثر سلباً على مياه الشرب حيث أعلنت مفوضية حقوق الانسان تسمم حوالي 20 ألف مواطن هناك جراء ذلك مستندة لإحصاءات مستشفيات المحافظة.