فيما دعا الصدر إلى جلسة برلمانية طارئة بحضور العبادي لبحث الأوضاع المنهارة في محافظة البصرة الجنوبية، فقد اتهم السياسيين بالانشغال بالكتلة الأكبر عن المحافظة التي تجددت الاضطرابات فيها اليوم، وارتفع عدد ضحاياها إلى 9 قتلى و111 مصابًا من المتظاهرين والقوات الأمنية. &

إيلاف من لندن: دعا زعيم التيار الصدري رئيس تحالف "سائرون" الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة مقتدى الصدر في خطاب متلفز الخميس تابعته "إيلاف" مجلس النواب العراقي الجديد إلى الإنعقاد فورًا، وبحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزراء الداخلية والصحة والموارد المائية والإسكان والإعمار والبلديات والكهرباء ومحافط البصرة وحكومتها المحلية للوقوف ومناقشة أزمة البصرة ووضع حلول جذرية وفورية وآنية ومستقبلية في البصرة "وإلا فعلى جميع من تقدم ذكرهم ترك مناصبهم فورًا حتى وإن كانت ولايتهم منتهية ".. مهددًا بموقف حازم لا يخطر على بال أحد، ما لم يتم حل مشكلة المحافظة.

ودعا الصدر مجلس النواب إلى الانعقاد فورًا في جلسة استثنائية علنًا تبث عبر القنوات العراقية الرسمية ليطلع الشعب على مجريات الأمور، وبمدة أقصاها الأحد المقبل، وإلا فعلى العبادي ومسؤوليه المدعوين إلى حضور الجلسة أن يتركوا مناصبهم حالًا.&

وطالب بتشكيل وفود لإجراء مباحثات مع دول الجوار للمساعدة على توفير الخدمات والحصص المائية المخصصة للعراق. كما طالب بإنهاء تدخلات الأحزاب السياسية والميليشيات وفصائل الحشد في شؤون المؤسسات الحكومية، وخاصة الموانئ والمطارات، داعيًا إلى حملة تبرعات في عموم البلاد لإغاثة محافظة البصرة وأهلها.

وهدد الصدر بموقف حازم "يزلزل عروش الفاسدين" ضد من وصفهم بالفاسدين وذوي المحاصصات الطائفية، الذين لا يحترمون دماء الشعب ولا لقمة عيشهم ولا كرامتهم، والذين أوصلوا البلد إلى الهاوية. & &

وشدد الصدر على أنه لم يعد قادرًا على الوقوف متفرجًا "فقد نفذ صبري إزاء ما يحدث في البصرة من مظالم وتعدّ على المتظاهرين، بل وقتلهم بغير حق، وسوء خدمات، فلا ماء ولا كهرباء ولا كرامة".

أضاف قائلًا "خلال سنوات طوال وتوالي حكومات عديدة متتالية سواء في زمن الطاغية الهدام (صدام حسين) وما بعد سقوطه ونحن نرى التجاهل من قبل بعض السياسيين لما نراه يحدث في تلك المحافظة المنكوبة، حيث إنهم منشغلون بتكوين الكتلة الأكبر التي لن تكون إلا كسابقاتها من الحكومات والتحالفات التي اتصفت بالطائفية والفساد والظلم".

وأشار الصدر إلى أنه إذا تحققت جلسة البرلمان في موعدها المحدد وتحققت النقاط الآنفة الذكر فهي بادرة خير وانطلاقة جديدة للبرلمان وكتله ويمكن التعاون معهم "وإلا فلنا موقف حازم قد لا يخطر على أذهانكم، وسيزلزل عروش الفاسدين وذوي المحاصصات الطائفية، والذين لا يحترمون دماء الشعب ولا لقمة عيشهم ولا كرامتهم، والذين أوصلوا البلد إلى الهاوية، وسوف لن نتهاون، ولقد أعذر من أنذر، فترقبوا".

وناشد في ختام كلمته الى العراقيين&"إغاثة البصرة والقيام بوقفة احتجاجية مع أهاليها ومتظاهريها وشهدائها وجرحاها، وذلك بمظاهرة سلمية غاضبة وموحدة في البصرة وبموعد يعلن عنه لاحقًا".

وعلى الفور أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أهمية سرعة انعقاد جلسات مجلس النواب وعدم تعطيله والالتزام بالتوقيتات الدستورية لانجاز المهام الملقاة على عاتقه. وأبدى استعداده للحضور الى جلسة مجلس النواب مع الوزراء والمسؤولين المعنيين لمناقشة أوضاع وحاجات محافظة البصرة والاجراءات المتخذة لرفع المعاناة عن اهلها وتقديم افضل الخدمات لهم.

ارتفاع عدد الضحايا إلى 120 قتيلًا وجريحًا وإعلان حظر التجوال

فيما تجددت الاضطرابات في محافظة البصرة الجنوبية اليوم فقد تم الإعلان عن ارتفاع عدد ضحاياها إلى 9 قتلى و111 مصابًا من المتظاهرين والقوات الأمنية.

وأغلق العشرات من المتظاهرين بوابة ميناء أم قصر الشمالي في محافظة البصرة، كما منعوا دخول وخروج الشاحنات والبضائع من وإلى الميناء إحتجاجًا على تردي الخدمات في البصرة وللمطالبة بتوفير فرص العمل والمياه الصالحة للاستخدام البشري ونتيجة لذلك فقد شهد الميناء تكدسًا لشاحنات نقل البضائع. من جهتها أعلنت قيادة عمليات البصرة عن حظر للتجوال في مدينة البصرة عاصمة المحافظة والأقضية فيها اعتبارًا من الثالثة من بعد ظهر اليوم الخميس وحتى إشعار آخر. ودعت المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية للمحافظة على أرواح الجميع وعلى الممتلكات العامة.

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق عن ارتفاع عدد ضحايا الاضطرابات التي تشهدها محافظة البصرة الجنوبية منذ الثلاثاء الماضي إلى 9 قتلى و93 جريحًا من المتظاهرين و18 جريحًا من القوات الأمنية منذ بداية سبتمبر الحالي سقطوا نتيجة تظاهرات الاحتجاج هناك، والتي تعد الأعنف حتى الآن في المحافظة.

وأشارت المفوضية في بيان صحافي على صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الخميس، وتابعته "إيلاف"، إلى أنها تتابع بقلق بالغ تصاعد وتيرة حدة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة للمطالبة بحقوق المواطنين المشروعة.. موضحة أنها "رصدت استخدام العنف المفرط من قبل الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين السلميين، والذي أدى إلى سقوط 9 شهداء، وجرح 93 بين المتظاهرين وإصابة 18 منتسبًا أمنيًا منذ بداية الشهر الحالي وحتى اليوم في محافظة البصرة، ما يثير مخاوفنا من خروج الأمور عن السيطرة، مؤكدين ما دعونا إليه خلال الأيام السابقة أي إلى ضرورة تلبية مطالب أهالي البصرة من قبل الحكومة الاتحادية".

وأضافت المفوضية أنه من خلال تقاريرها الواردة من مكتبها في البصرة فيبدو أن الأمور هناك قد آلت إلى ما لا تحمد&عقباه من خلال حرق الممتلكات العامة وسقوط ضحايا من قبل المتظاهرين السلميين.

ودعت المفوضية المتظاهرين إلى المحافظة على سلمية التظاهرات وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة.. وطالبت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإرسال وفد كبير ومن أعلى المستويات لتقديم التطمينات العاجلة والتحاور مع أطراف الأزمة وتشكيل لجان عليا للتحقيق في استخدام العنف المفرط واستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.

وشددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان على ضرورة إنصاف ذوي الضحايا من خلال تقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، داعية قادة القوات الأمنية إلى عدم الاندفاع والتعصب وتوجيه منتسبيهم بضرورة الحفاظ على قواعد حقوق الإنسان في التعامل مع المتظاهرين السلميين وتوفير الحماية لهم من الذين يريدون خلق الفتن وتدمير جسور التواصل بين أبناء البصرة وقواتهم الأمنية.

وتشهد مدينة البصرة منذ الثلاثاء ارتفاعًا في وتيرة الاحتجاجات ضد نقص الخدمات والفساد الإداري وغياب فرص العمل، ما أدى إلى مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية، حيث تعتبر المدينة مهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ الثامن من يوليو الماضي في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية. ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة، مثل الكهرباء ومياه الشرب وتوفير فرص للعاطلين العمل ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.&

ويعاني أهالي محافظة البصرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من أزمات عدة، آخرها تلوث مياه شط العرب، ما أثر سلبًا على مياه الشرب، حيث أعلنت مفوضية حقوق الإنسان عن تسمم حوالى 20 ألف مواطن هناك جراء ذلك مستندة إلى إحصاءات مستشفيات المحافظة.