دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق إلى الهدوء في البصرة، بعد مقتل ستة أشخاص في أكثر يوم دموية في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة الجنوبية بسبب سوء الخدمات العامة.
وطالب جان كوبيش، ممثل الأمم المتحدة في العراق، في بيان السلطات "بتجنب استخدام القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين".
وحث السلطات أيضا على "التحقيق في الأمر ومحاسبة المسؤولين عن اندلاع العنف".
وعبر رجل الدين الشيعي، علي السيستاني، عن تضامنه مع المحتجين. وطالب أحد ممثليه الحكومة يإيجاد حلول "سريعة وناجحة" لشح المياه النظيفة، وتلوث المياه.
وندد رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، بما سماه "بالمندسين" بين قوات الأمن، معبرا عن حزنه للمتظاهرين، الذين وصفهم بالعزل.
وقال في تغريدة:
وكانت كتلة الصدر السياسية قد فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات التي أجريت في مايو/أيار، ويسعى الصدر إلى تشكيل حكومة جديدة مع رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي.
وأمر العبادي، بالتحقيق فيما حدث، قائلا إنه كان محاولة لإحداث وقيعة بين قوات الأمن والعراقيين. وأمر أيضا "بعد استخدام الذخيرة الحية باتجاه المتظاهرين، أو في الهواء".
وأعلن العبادي أنه التقى بأعضاء البرلمان عن البصرة، الموجودين حاليا في بغداد، وأشار إلى أن موضوع تلوث المياه سيعالج، دون أن يحدد إجراء محددا.
وقال رئيس مجلس حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، إن "ستة محتجين قتلوا، وجرح أكثر من 20 آخرين".
وحذر عضو في البرلمان العراقي عن البصرة من تصعيد الاعتصامات المفتوحة، والعصيان المدني، إن لم تلب مطالب المحتجين، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وقالت السلطات العراقية في مؤتمر صحفي الأربعاء إن أفرادا من قوات الأمن أصيبوا بجروح في الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء.
وقال اللواء جميل الشمري، المسؤول عن العمليات الأمنية في البصرة: "أصيب 30 فردا من قوات الأمن بجروح بسبب قنابل يدوية وأشياء حارقة رشقوا بها".
وفرضت السلطات حظر التجوال في المحافظة، في أعقاب إشعال المتظاهرين النيران في مبنى حكومي، وفي سيارات قوات الأمن.
مدينة خالية
وبدت البصرة شبه خالية من المارة صباح الأربعاء. فقد أغلقت المحال التجارية أبوابها، بينما انتشرت إطارات السيارات المحترقة في شوارع المدينة، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس للأنباء.
وسد المحتجون الطرق وأشعلوا النيران في إطارات السيارات في أرجاء المحافظة، ليل الثلاثاء، بحسب ما ذكره مراسلون.
وقد شهدت محافظة البصرة ككل، ومدينة البصرة بوجه خاص، احتجاجات منذ أوائل يوليو/تموز على سوء حالة الخدمات العامة.
وأثار تلوث المياه في المحافظة غضب السكان، خاصة بعد أن نقل حوالي 20.000 شخص منهم إلى المستشفيات لهذا السبب.
ودعا المبعوث الدولي في بيانه الحكومة العراقية إلى "بذل ما تستطيعه للاستجابة إلى مطالب الناس بالحصول على مياه نظيفة، وتوفير الكهرباء بأقصى سرعة".
وقالت السلطات إنها ستتخذ الإجراءات الكفيلة بإنهاء الأزمة الصحية، التي تعاني منها المحافظة الغنية بالنفط.
وقد لحقت بمقر المحافظة، الذي كان نقطة تجمع مسيرات الاحتجاج، أضرار بسبب عبوات المولوتوف، والمواد الحارقة التي ألقيت الليلة الماضية عليه.
وكانت الحكومة قد أعلنت في يوليو/تموز خطة طارئة بعدة مليارات من الدولارات لجنوب العراق، لإحياء البنية التحتية والخدمات العامة.
ووافق مجلس الوزراء على عدة مبادرات للتعامل مع الاحتجاجات في البصرة.
وجاء في بيان صادر عن المجلس أذاعته وسائل إعلام محلية أن المجلس وافق على بناء محطات تحلية جديدة للمياه لحل مشكلة المياه في المحافظة، وتكليف المحافظ بإجراء دراسة تقنية للمسألة خلال شهر.
التعليقات