إيلاف من لندن: أعلن في بغداد اليوم عن استنفار الاجهزة الامنية والخدمة لمواجهة وباء التسمم&بالمياه الذي يتعرض له سكان مدينة البصرة الجنوبية ودعوة الكويت للمساعدة وسط مخاوف من تفشي الكوليرا بعد تسجيل 14 ألف حالة تسمم.. بينما قالت الامم المتحدة انها تنفذ 2400 مشروع في مناطق العراق المحررة موضحة ان 70 بالمائة من بين 5.7 ملايين&نازح قد عادوا إلى منازلهم.
واصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم مجموعة من التوجيهات بشأن معالجة المشاكل الصحية والبيئية قي محافظة البصرة التي يقطنها اكثر من مليوني نسمة تتضمن توفير الحصة الكافية من الاطلاقات المائية والتأكيد على متابعة نسب الكلور وتعزيز العمل بلجان مشتركة بين ادارات الصحة والبلديات والبيئة والجهات ذات الصلة في ما يخص سحب نماذج من المياه وفحصها ومتابعة نتائجها ومتابعة منح اجازات محطات التحلية الاهلية غير المرخصة، كما قال بيان رسمي تابعته "إيلاف".
وتم الايعاز بإيقاف تصريف مياه الصرف الصحي ومياه المجاري غير المعالجة إلى المصادر المائية في المحافظة، فضلاً عن تعزيز إدارة الصحة بالأدوية والمستلزمات الطبية والمختبرية للتعامل مع الأزمة وقيام مختبر الصحة العامة المركزي في دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة بفحص المياه من الناحية الكيميائية.
ودعا العبادي الجهات الحكومية إلى دعم المبادرات والحملات لإسناد محافظة البصرة في تجاوز أزمة تلوث المياه وقيام وزارتي الدفاع والنقل بتأمين مجموعة من الحوضيات لنقل الماء الصالح للشرب وتوفير وزارة النفط للوقود اللازم لها وكريّ الأنهار وصيانة محطات تحلية المياه وإنارة الشوارع وتأمين 40 حوضية لنقل الماء الصالح للشرب وتوزيعها على المناطق المتأثرة بالتلوث.
وكان المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني قد حمل السلطات العراقية مسؤولية تسمم سكان البصرة بتلوث المياه، داعيًا إلى اجراءات جدية وعاجلة لانهاء هذا الوضع الخطير بعد ارتفاع نسبة التلوث بمياه الإسالة في المحافظة بشكل كبير جدا، حيث بلغ التلوث الكيميائي في مياه الإسالة &100 بالمائة والتلوث الجرثومي 50 بالمائة.
&
دعوة الكويت للمساعدة
ومن جهته، دعا نائب الرئيس العراقي اياد علاوي الكويت المجاورة حدودها لمحافظة البصرة إلى مساعدة العراق على التخفيف من التلوث البيئي الذي تواجهه المحافظة.
جاء ذلك خلال اجتماع لعلاوي الثلاثاء مع السفير الكويتي في العراق سالم الزمانان، حيث بحثا مجمل الاوضاع على الساحة العربية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والدور الكبير الذي تلعبه دولة الكويت في دعم ومساندة العراق في محنته الحالية، والذي توجته بعقد مؤتمر المانحين كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي ارسل نصه إلى "إيلاف".
وحول ما وصفه بالوضع المأساوي الذي تشهده محافظة البصرة، فقد دعا علاوي دولة الكويت إلى لعب دور متميز للمساعدة في التخفيف من تلك الأزمة وايجاد حلول لمشاكلها.
وفي ما يخص تطورات الوضع السياسي، لفت علاوي إلى أنّ الكتلة الأكبر تكون عادة الكتلة الفائزة في الانتخابات وليست الكتل المختلفة أو المتناقضة التي تتشكل بعدها، محذرا من أن مستقبل العراق سيكون في خطر اذا ما تم اعتماد نفس الأسس التي تشكلت من خلالها الحكومات السابقة وفي مقدمتها المحاصصة.واضاف ان قرار تشكيل الحكومة ومن يتولى رئاستها ينبغي ان يبقى عراقيا خالصا، مؤكدا ان ائتلاف الوطنية يرفض أي تدخلات أو املاءات خارجية بهذا الشأن.
وكانت الحكومة الكويتية قد ارسلت&إلى العراق في 14 من الشهر الحالي محطات لتحلية المياه إلى العراق بعد إرسالها مولدات توليد الطاقة الكهربائية سابقا. وسلمت الكويت أربع وحدات لتحلية المياه إلى وزارة الموارد المائية العراقية حيث اوضح وكيل وزارة الكهرباء والماء الكويتي محمد بو شهري أن الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدات تصل إلى مليون غالون باليوم.
وتشهد محافظة البصرة تظاهرات شعبية منذ الرابع عشر من يوليو&الماضي احتجاجاً على سوء الخدمات الأساسية من انقطاع مستمر في الكهرباء وارتفاع ملوحة المياه الشرب.
14 ألف إصابة تسمم ومخاوف من تفشي الكوليرا
واليوم، أعلن مدير اعلام صحة البصرة علاء الهاشم عن تسجيل المستشفيات والمراكز الصحية في محافظة البصرة خلال الايام الاخيرة نحو 14 ألف حالة تسمم بفعل الماء الملوث.
وأضاف أن الفحوص المختبرية أكدت أن التلوث ناجم عن مياه شط العرب بعد ارتفاع نسبة الملوحة فيه. مؤكداً أن وزارة الموارد المائية لاتزال تعتمد على ضخ مياه الشرب عن طريق شط العرب، ما يرجح ارتفاع حالات الإصابة بالتسمم، كما نقلت عنه شبكة رووداو الإعلامية.
ورجح الهاشم ارتفاع نسبة الإصابة بالتسمم فيما ابدى مخاوفه من احتمال تفشي وباء الكوليرا في حال عدم انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية قد دعت إيران مؤخرا إلى التوقف عن قذف مياه المبازل المالحة في شط العرب واطلاق نسبة معينة من الايرادات العذبة لنهري الكارون الكرخة.
الامم المتحدة تعلن تنفيذ 2400 مشروع&بمناطق العراق المحررة
أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق عن تقديم هولندا مبلغا إضافيا قدره 23.2 مليون دولار أميركي (20 مليون يورو) لمشروع إعادة الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يمول مشاريع سريعة لإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة من تنظيم داعش، وبذلك ترتفع مساهمة هولندا الإجمالية إلى 65.4 مليون دولار أميركي.
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتا رويداس في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه "أن نشاطات إعادة الاستقرار تتقدم في مجالات اعادة فتح المدارس، وتدفق المياه الصالحة للاستخدام، والجسور التي تعيد وصل المجتمعات ببعضها".. وأشارت إلى عودة 70 بالمئة من النازحين إلى ديارهم من أصل 5.9 ملايين&شخص نزحوا أثناء الصراع مع داعش".&
وقالت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية، سيغريد كاغ "إن تحقيق الاستقرار في المناطق التي دمرها تنظيم داعش أمر ذو أهمية قصوى كما ان توفير آفاق مستقبل أكثر إشراقاً للناس أمر جوهري، لأن ممتلكاتهم وسبل عيشهم تعرضت للدمار".. موضحة ان العمل يشمل إعادة توفير الماء والكهرباء والمدارس، وغيرها من الخدمات الأساسية"حيث كانت الوزيرة قد تفقدت مؤخراً المدينة القديمة في الموصل لتقييم أثر نشاطات إعادة الاستقرار في المنطقة.
يشار إلى أنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد انشأ&بناءً على طلب الحكومة العراقية، مشروع إعادة الاستقرار في &(يونيو) 2015 لتسهيل عودة النازحين العراقيين ووضع أسس إعادة الإعمار والتعافي، والحماية من عودة العنف والتطرف إلى هذه المناطق.
ويشمل العمل حالياً أكثر من 2,400 مشروع قيد التنفيذ في 31 مدينة وقضاء محرراً لمساعدة السلطات المحلية في إعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية بسرعة. وقد أنجز حتى الآن قرابة 1,200 مشروع، نفذ القطاع الخاص 95 بالمائة منها باستخدام أيدٍ عاملة عراقية. وفي الموصل وحدها ينفذ مشروع إعادة الاستقرار أكثر من 750 مشروعاً.&
ومع اكتمال أكثر من 300 مشروع الآن في أنحاء المدينة، طرأ تحسن في تقديم خدمات الرعاية الصحية والتعليم والكهرباء ومياه الشرب النظيفة.
يُذكر ان نحو 70 بالمائة من أصل 5.8 ملايين&نازح عراقي منذ بدء الصراع عام 2014 قد عادوا إلى ديارهم، وكان لمشروع إعادة الاستقرار أثر كبير في دعم هذه العودة. حيث يتم تمويل المشروع من 26 جهة مانحة تعهدت بتقديم أكثر من 800 مليون دولار أميركي لجهود إعادة الاستقرار في العراق.
التعليقات