فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان
Getty Images
فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان عند توقيع الاتفاق في سوشي 17 سبتمبر/أيلول

ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية جدوى الاتفاق الروسي التركي الذي أبرم الأسبوع الماضي لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية.

ورأى معلقون أن مصير المحافظة "ما يزال مجهولا" إذ يخدم الاتفاق مصلحة طرفيه بالأساس، بينما أبدى البعض تفاؤلا حيال الاتفاق الذي قد يجنب إدلب، التي تعد المعقل الأخير لجماعات المعارضة السورية المسلحة، هجوما محتملا قد تشنه قوات الحكومة السورية.

"مصير مجهول"

كتب سلام السعدي في صحيفة العرب اللندنية: "تنفس سكان مدينة إدلب السورية الصعداء مع إعلان الرئيسين التركي والروسي التوصل لاتفاق تسوية قد يجنبها هجوما عسكريا ثلاثيا، روسيا سوريا إيرانيا، كان ليؤدي لتدميرها وتهجير سكانها ولإنهاء أكبر معاقل المعارضة السورية في شمال البلاد. لم ينص الاتفاق صراحة على استبعاد الخيار العسكري في مدنية إدلب، ولكنه تضمن تفاصيل تخص إنشاء منطقة منزوعة السلاح تصل مساحتها من 15 إلى 25 كيلومترا... وهو ما يبقي مستقبل المدينة ومصير سكانها مجهولاً في ظل احتمالات فشل إنشاء مثل تلك المنطقة وتجدد أجواء الحرب على المدينة".

وحذر الكاتب من أن "ما جرى الاتفاق عليه هو تأجيل حسم أمر مدينة إدلب ورمي الكرة في ملعب تركيا المطالبة بإخراج التنظيمات الجهادية من المدينة. وحتى في حال نجحت تركيا في إنهاء وجود تلك التنظيمات وأصبحت إدلب تحت سيطرة الفصائل العسكرية التابعة لها، فمن المرجح أن يجري دفعها من قبل روسيا لتسليمها للنظام السوري في نهاية المطاف".

أفراد من هيئة تحرير الشام
Getty Images
أفراد من هيئة تحرير الشام في معسكر بمحافظة إدلب

وبالمثل، أشار راجح الخوري في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أنه "من الواضح أن المحتوى الميداني لهذا الاتفاق، لا يقدّم حلا ناجزا ونهائيا لمشكلة إدلب وما فيها من مسلحين، بينهم عناصر إرهابية مثل 'جبهة النصرة' و'الحزب الإسلامي التركستاني'، رغم أن خريطة المنطقة العازلة التي اتفق عليها تضع هذه العناصر بين فكّي كماشة روسية تركية... ولكن إلى أين سيتمّ تصدير الإرهابيين الذين توافدوا من الخارج، ويقال إن عددهم في إدلب يتجاوز 3 آلاف مقاتل ترفض دولهم استقبالهم؟".

"مصالح ثنائية"

واستعرض محمد زاهد جول في صحيفة القدس العربي "الأسباب التي دفعت روسيا إلى الأخذ بالرؤية التركية" وهي "عجز جيشها وقوتها العسكرية عن القضاء على الثورة السورية، ولا ضمان لـلرئيس الروسي لو احتل إدلب عسكريا ودمر كل ما فيها، أن معركته سوف تنتهي، وإضافة للضغوط الداخلية عليه فإنه فقد الأمل في إيران والرئيس السوري أن يتمكنا من مساعدته على الخروج من سوريا منتصرا أو سالما أو غير منتحر، فكان لا بد أن يبحث عمن يساعده على مراجعة أخطائه، وإن لم يضمن له الخروج منتصراً، فلم يجد غير تركيا".

خريطة إدلب
BBC

من جانبه، رأى محمد نور الدين في الخليج الإماراتية أن "روسيا بدورها تدرك أن الصدام العسكري مع تركيا سيعرّض العلاقات المتنامية بين البلدين لصدع كبير ليس في مصلحة أحد... ونرى ثقل المصالح الثنائية حاضراً في كلمات بوتين والرئيس التركي، حيث أشارا إلى تنامي حجم التجارة الثنائية ... وارتفاع عدد السائحين الروس في تركيا إلى ستة ملايين، وتدشين بناء المفاعل النووي الروسي في مرسين، واستمرار العمل في خط الغاز الروسي عبر تركيا، فضلاً عن صفقة صواريخ أس - 400".

وفي صحيفة البعث السورية، استبعد عماد سالم التراجع عن الحل العسكري، حيث كتب: "نكاد نجزم بأن رئيس النظام التركي لم يتحرّك من تلقاء نفسه، كما يحاول الظهور، فالوضع في إدلب ليس في يد أردوغان وحده، ففيها مرتزقة لآل سعود وآل ثاني وأجهزة استخبارات غربية، وخاصة أمريكية وفرنسية وبريطانية، إضافة إلى تنظيمات إرهابية أصبحت خارج سيطرة الجميع، ولا يمكن بأي حال إنهاؤها إلا عبر عمليات عسكرية يمكن وصفها بـ 'الجراحية' لاستئصالها كمقدمة لإعادة الحياة الطبيعية إلى عموم المحافظة، التي تحمّلت العبء الأكبر من الممارسات الإجرامية للمجموعات الإرهابية، وفيها استخدم الأطفال والنساء والشيوخ في مسرحيات كيميائية كوسيلة ضغط على الدولة السورية".

---------------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.