التقى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش مع نصر الحريري، رئيس الهيئة السورية للتفاوض في نيويورك.

وتبادل الطرفان الرؤى والنقاش حول القضية السورية ومستجدات المواقف الدولية التي تكشفت خلال اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، واللقاءات المتعددة التي عُقدت بين مختلف الأطراف على هامش هذه الدورة.

وأوضح الحريري، بحسب بيان تلقت " إيلاف" نسخة منه &"أن ملامح التغيير في الموقف الأميركي تتمثل بتصريحات مفادها يشير إلى إنهاء داعش إلى غير رجعة، وانسحابٍ كاملٍ لإيران وميليشياتها من سوريا، وتأييد الحل السياسي في جنيف، والدفع بالأمم المتحدة للقيام بدورها، وكذلك دعم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا".

وأضاف الحريري" &أن بوادر الدور العربي المنشود بدأنا نسمع صوته مجدداً وهذا يُفرح السوريين والمعارضة بشكل خاص والتي أصبحت موحدة ومتفاعلة مع العملية السياسية بغية الوصول إلى حلٍ سياسي شاملٍ بأسرع وقت ممكن، بينما تأتي الشروط التعجيزية من النظام وداعميه ويضعونها على طاولة دي ميستورا لعرقلة العملية السياسية.

وأكد &الحريري أن أية محاولات إلتفافية على الحق السوري لن تنجح".

سلوك ايران&

من جانبه، شكك الوزير الإماراتي بسلوك إيران الذي لن يتغير، وحتى لو كان صوتها خافتاً في بعض الأحيان فإنه يُخشى أن يكون ذلك تكتيكياً طالما كانوا يلجأون إليه فيما سبق، وأضاف قرقاش &أن الدور العربي يجب تفعيله وإسماع صوته مجدداً على النحو المأمول .
وأكد &على أن النظام السوري لن يتمكن من استخدام ذريعة الإرهاب مجدداً، وأضاف أنه توجد مهمات كبيرة ملقاة على المعارضة تستوجب إثبات فاعلية سياسية إضافة إلى فاعلية اجتماعية حياتية تجاه شعبها.

مع وزير الخارجية العماني&

كما التقى وزير الخارجية &العُماني يوسف بن علوي مع الحريري على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك أيضا.

وجرى النقاش حول المرحلة المقبلة في القضية السورية حيث أوضح &الحريري أن ملامح المرحلة المقبلة بدأت تتضح شيئا ما بسبب تطورات الموقف الدولي بعد الإتفاق الأخير حول إدلب حيث يتجه الضغط الدولي نحو إنجاز حلٍ سياسي مقدمته توفير البيئة الآمنة التي لا يمكن أن يوفرها النظام الحالي بممارساته القمعية والأمنية وفرضه للقانون رقم / 10 / والاعتقالات المستمرة والتعذيب حتى الموت لمن هم تحت قبضته، وإصراره على الحل العسكري.

وأكد الحريري على "أن جوهر القرارات الدولية هو الذي يوفر البيئة الآمنة التي لاغنى عنها حتى وإن كانت بوابة ومدخل الحل السياسي هي العملية الدستورية، كما أنه لا بد من تلك البيئة الآمنة من أجل العمل على السلل والمحاور الأخرى التي نص عليها القرار ٢٢٥٤".
وأضاف الحريري" أن الوضوح في الدفع الاميركي بإتجاه حلٍ سياسي يزيد التفاؤل عند الجميع بقرب الوصول لإنهاء حالة الجمود التي أصابت العملية السياسية".

من جانبه، أكد &بن علوي &على أن واجب الجميع دعم سوريا كي تعود إلى سكة الحياة من جديد، والمهم في هذه العودة أن تكون كلمة الشعب السوري هي الأساس، وأن أي حل قادم يجب أن يحول دون تبعثر البلد وتقسيمها، وقال &" نأمل أن تكون ساعة الفرج قد اقتربت، وعلينا أن نتذكر أن إعمار النفوس أهم من إعمار الحجر".&

مع الأمين العام للأمم المتحدة

كما اجتمع وفد هيئة التفاوض السورية برئاسة الحريري مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس يوم أمس في نيويورك ، وقد أعرب الأمين العام عن ارتياحه لتجنيب إدلب الهجوم العسكري وما وفره ذلك من حماية وأمن للمدنيين كما أعرب عن تقديره للأطراف التي سعت وساعدت من أجل الوصول للإتفاق الروسي التركي، وأنه من الضروري جداً استمرار التواصل مع الجهات المعنية بهذا الاتفاق، وأكد غوتيرس استمرار جهود الأمم المتحدة في تشكيل اللجنة الدستورية بحيث تكون متوازنة وذات مصداقية، وأن تباشر أعمالها في أقرب وقت ممكن. وفي ذات السياق شدد الأمين العام للأمم المتحدة على حق العودة لجميع اللاجئين السوريين، على أن تكون العودة طوعية ووفق محددات الأمم المتحدة ولا بد من توفر شروطها الموضوعية وبيئتها الصحيحة، وأضاف أن الأمر ذاته ينطبق على إعادة الإعمار، وأن &الأمم المتحدة لن تروج لأي من هذين الأمرين إلا إذا توفرت شروطهما اللازمة وخاصة العملية السياسية التي من نتائجها توفير البيئة اللازمة لعودة اللاجئين ولإعادة الإعمار.

من جانبه، ثمّن الحريري جهود الأمم المتحدة تجاه القضية السورية، وبيّن أهمية إتفاق إدلب &للسوريين ولتركيا والمجتمع الدولي بشكل عام، وانعكاس نتائج هذا الإتفاق على الجانب الإنساني و على العملية السياسية بالرغم من أنه لايزال هنالك من يسعى لعرقلة العملية السياسية ويصر على رفض القرارات الدولية، وأكد الحريري على أن الربط بين نجاح العملية السياسية وبين إعادة الإعمار وعودة اللاجئين أضحى موقفاً دولياً مجمعاً عليه من قبل كل من يريد لهذه المآساة أن تنتهي.

مع الأمين العام لجامعة الدول العربية&

واجتمع وفد هيئة التفاوض السورية برئاسة الحريري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط في نيويورك .&

تحدث الحريري عن آخر مستجدات الوضع في سوريا على الصعيدين السياسي والميداني، والتطورات الأخيرة بعد الاتفاق الروسي ــ التركي .

وبيّن رؤية هيئة التفاوض في ما يخص سبل دعم &وتعزيز العملية السياسية حسب بيان جنيف 1 والقرار الأممي 2254، وأهمية دور جامعة الدول العربية في الملف السوري وضرورة الدور العربي في ظل تعنت النظام وحلفائه&وعرقلتهم المستمرة للمفاوضات واصراره على انتهاج الحل العسكري واستمرار عمليات الاعتقال والقتل والتهجير القسري.

بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية ، دعم الجامعة العربية للمسار السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة والقرارات الدولية بهذا الخصوص، مشيداً بالوقت نفسه بالاتفاق الروسي - التركي الذي أفضى إلى وقف إراقة المزيد من الدماء ومنع تهجير الآلاف، مؤكداً على ضرورة تحمل جميع الأطراف لمسؤولياتهم من أجل إخراج سوريا إلى بر الأمان، مضيفاً أن الجامعة العربية تقف إلى جانب الشعب السوري في تحقيق طموحاته ومع رؤية الهيئة وجهدها في مخاطبة كافة الأطراف الإقليمية والدولية لإجراء حوار سياسي حقيقي وصولاً إلى الحل السياسي الشامل وتحقيق السلام &في سوريا بناءً على المرجعيات الدولية المتفق عليها في جنيف والقرار 2254.
&