اندلع خلاف مرير بين المؤرخين في بريطانيا بعد ظهور نداءات تطالب بإزالة تمثال القائد العسكري والسياسي الإنكليزي، أوليفر كرومويل، الموجود أمام مبنى البرلمان، فقد قارن جيرمي كريك، وهو مؤرخ اجتماعي من ستافوردشاير، بين كرومويل وبين حركة طالبان في أفغانستان بسبب حماسته المعادية للدين، وشدد في نفس الوقت على ضرورة أن يزال التمثال الخاص به من أمام مقر البرلمان في وستمنستر.

وجاءت دعوة كريك بعد إطلاق عدة حملات تطالب بإزالة واستبدال تماثيل لشخصيات ذات ماضي مثير للمشاكل، من أبرزها الحملة التي أطلقها طلاب من جامعة أكسفورد لإزالة تمثال سيسيل رودس (رئيس وزراء مستعمرة الكاب عام 1896ـ1890م) من كلية أوريل بسبب دوره في الاستعمار الأبيض واستغلال جنوب إفريقيا. &&

وأوردت بهذا الخصوص صحيفة التلغراف عن كريك، المتخصص في تاريخ العائلات الكبرى في ستافوردشاير، قوله إن كرومويل كان مسؤولاً عن كامل الدمار الذي تسببت فيه القوات البرلمانية لكثير من المباني الكنسية والدينية خلال الحرب الأهلية في الفترة ما بين عامي 1642 و1651. وأعلن عن مساندته لتلك النداءات التي تطالب بإزالة مثل هذه "التماثيل غير المحبوبة" ونقلها إلى نقطة مركزية واحدة بغية عرضها في المستقبل بدلاً من مجرد القيام بتدميرها.&

وتابع كريك بقوله "وهل لي أن أقترح في هذا السياق على المسؤولين المنوطين بذلك أن تكون البداية مع تمثال كرومويل الذي يقع إلى جوار قصر وستمنستر. فإبعاد تمثاله من هناك سيكون عدالة شعرية بسبب إقدامه بنفس طريقة طالبان على تدمير كثير من القطع الأثرية الثقافية والدينية في إنكلترا على يد أتباعه من البروتستانتيين المتعصبين".

وفي المقابل، وصف القائمون على جمعية كرومويل مقترح كريك بأنه مقترح "أحمق" وأن ما يدعو إليه هو "محاولة من جانبه لإعادة كتابة التاريخ".&

وقال جون غولدسميث، رئيس الجمعية، إنه كان يتوقع في ظل الجدل الدائر حول إزالة التماثيل أن يتم استهداف تمثال كرومويل الواقع خارج قصر وستمنستر، وهناك أقاويل كثيرة مغلوطة بحق كرومويل، الذي يرى كثيرون أنه شخص ما يزال يستحق الاحتفاء به، حيث ينظر إليه كثيرون على أنه مدافع عن البرلمان ضد الملكية.&

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية، الرابط الأصلي أدناه
https://www.telegraph.co.uk/news/2018/09/29/parliaments-statue-cromwell-becomes-latest-memorial-hit-rewriting/