نصر المجالي: جاء ترؤس الأمير فيصل بن الحسين شقيق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يقضي إجازة خاطفة في الخارج لاجتماع في وزارة الداخلية يوم الأحد، كنائب للملك بمثابة رد عملي على شائعات مزعومة عمت الشارع الأردني في الأيام الأخيرة اضطرت الديوان الملكي إلى نفيها وتفنيدها. 

وأخذت الشائعات المزعومة بعد قرار ثلاثة من الأمراء إلى التقاعد من القوات المسلحة، حيزا كبيرا من الجدل والسريان كالهشيم في الشارع الأردني وأوساط إعلامية ومواقع خارجية. 

ووصل الحد بالشائعات إلى "كلام مستهجن كما يقول مسؤول أردني أمام (إيلاف) عن تورط الأمراء الثلاثة بمؤامرة لقلب نظام الحكم بدعم من دول جارة للأردن" !.

الأمير فيصل مترئسا اجتماع وزارة الداخلية

تفاعلات

وتفاعلات الشائعات حدت بالديوان الملكي الهاشمي، وعلى نحو لافت غير مسبوق إلى إصدار بيان لنفيها، كما هدد بأنه بالملاحقة القانونية لكل من يسيء أو ينشر الأكاذيب والمزاعم الباطلة بحق أصحاب السمو الملكي الأمراء والأسرة الهاشمية.

وأضاف البيان "أن ما نشر من أخبار مختلقة أخيرا يهدف إلى الإساءة إلى الأردن والنيل من مؤسساته".

وقال مصدر عسكري أردني إن تحرك الملك جاء رغبة في ضرب مثال على أن الأسرة الهاشمية الحاكمة ليست فوق القانون قبل خطوة متوقعة لإحالة عشرات من كبار قادة الجيش للتقاعد.

وقال الملك، وهو نفسه قائد بالقوات الخاصة، في رسائل للأمراء المحالين إلى التقاعد إن خطة إعادة الهيكلة تهدف إلى إعادة تنظيم الجيش الذي يبلغ قوامه 120 ألف جندي من خلال خفض التكاليف وتعزيز قدرات القوات وتوفير المتطلبات اللازمة للحرب الحديثة على الجماعات الإرهابية.

وتأتي هيكلة القوات المسلحة الأردنية بعد أن دعا لها الملك عبد الله الثاني في رسالة إلى قائد الجيش اللواء الركن محمود فريحات، بتاريخ أكتوبر 2016، وربط الملك هيكلة الجيش بالتحديات المتمثلة "بالظروف والأوضاع المضطربة التي تمر بها المنطقة" وعلى رأسها "محاربة الإرهاب".

خط العرش

يشار إلى أنه جرى العرف أن لا يلي الأمراء من نسل الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين وممن هم على خط العرش، المناصب العليا ذات الصبغة التنفيذية أو العسكرية العليا في المملكة الهاشمية، وذلك لتأكيد الولاء لشخص الملك أو لعدم تعريضهم لمساءلات قانونية أو قضائية أو من السلطة التشريعية "إذ كيف ممكن لأمير محتمل تسلمه العرش أن يكون موضع تساؤلات". 

فالدستور الأردني ينص على أن الملك هو رأس الدولة وهو مصون من كل تبعة ومسؤولية، وهو القائد الأعلى للقوات البرية والبحرية والجوية، والذي يعلن الحرب ويعقد الصلح ويبرم المعاهدات والاتفاقات، كما أن أوامر الملك الخطية أو الشفوية لا تخلي الوزراء من مسؤولياتهم.

كما نص على أن عرش المملكة وراثي في أسرة الملك عبد الله ابن الحسين، مفصلة دقائق الأمور حول كيفية انتقال ولاية الملك من صاحب العرش إلى من يليه من أكبر أبنائه سناً وهكذا.

الأمراء في الخدمة

يشار إلى من الأمراء البارزين في الجيش الأردني من إخوة الملك هم: 
- الأمير فيصل بن الحسين "شقيق الملك"، وهو طيار مقاتل يحمل رتبة لواء، وشغل منصب المساعد الخاص لرئيس هيئة الأركان المشتركة قبل إحالته إلى التقاعد، وكان عين في مارس 2002، قائدا لسلاح الجو الملكي الأردني، وبقي المنصب حتى عام 2004.

- الأمير علي بن الحسين "الأخ غير الشقيق"، فتقلد رتبة لواء وعمل قائدا لمجموعة الأمن الخاص للملك في الحرس الملكي عام 1999، وخدم في هذا المنصب حتى 28 يناير 2008، إلى أن أناط به الملك مهمة تأسيس وإدارة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.

- ويحمل الأمير حمزة بن الحسين (الأخ غير شقيق الملك) رتبة عقيد، وأحدث منصب عسكري تولاه هو قيادة سرية مع الكتيبة الثالثة التابعة للواء المدرع الملكي الثاني، وكان مسؤولا عن ثلاثة فصائل.

- الأمير هاشم، أصغر أبناء الملك الراحل الحسين بن طلال، يحمل رتبة رائد في القوات المسلحة، ويعمل أيضا كبير أمناء الديوان الملكي الهاشمي.

- الأميرة عائشة بنت الحسين، وهي أخت الملك وكانت أحيلت للتقاعد برتبة لواء وعملت ملحقا عسكريا للأردن في السفارة في واشنطن.

الملكات

كما جرى العرف أن تمنح رتبا عسكرية شرفية لزوجات الملوك الأردنيين، وخصوصا أن مهماتهن تتعلق بالإشراف المعنوي من دون قرار تنفيذي، على خدمات طبية واجتماعية. 
ومن الأمراء من أبناء عمومة الملك:

- الأمير طلال بن محمد السكرتير الخاص لعسكري السابق للملك الراحل الحسين بن طلال وهو برتبة لواء.

- الأمير راشد بن الحسن وهو برتبة عقيد في قوات الدرك.