لا يزال الشلل الحكومي يخيّم على الولايات المتحدة الأميركية بعد فشل مجلس الشيوخ في تمرير الميزانية الموقتة. 

إيلاف من نيويورك: تبادل الرئيس الأميركي، دونالد ترمب وقيادات الحزب الديمقراطي الاتهامات، وحاول كل طرف تحميل الآخر مسؤولية ما وصلت إليه الأمور في البلاد، وتكرار ذكريات عام 2013 يوم وقعت الحكومة تحت تأثير الشلل. 

الجيش في مقابل الحالمين
بات واضحًا أن الرئيس الأميركي يرفع إلى جانب الحزب الجمهوري مظلومية الجيش الأميركي والموظفين الذين لن يتمكنوا من قبض رواتبهم طيلة فترة الشلل، بينما يتمترس الديمقراطيون خلف الحالمين المهددين بالترحيل من الولايات المتحدة الأميركية.

مفاوضات مكثفة
انخرط كل من ميتش ماكونيل زعيم الأكثرية الجمهورية، وتشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق تعبر بموجبه الميزانية الموقتة بأمان من مجلس الشيوخ، كما عاد الطرح الذي تقدم به سناتور ساوث كارولينا الجمهوري ليندساي غراهام، والذي يقضي بالموافقة على الميزانية لثلاثة أسابيع، بدلًا من أربعة، إلى الواجهة مجددًا. 

رفض النووي 
ورفض زعيم الأكثرية ميتش ماكونيل طلب الرئيس الأميركي بالتوجه إلى الخيار النووي (تمرير الميزانية بأصوات غالبية بسيطة 50+1)، وقال متحدث باسمه إن من شأن هذه الخطوة التسبب بأضرار خطيرة على المدى الطويل، خصوصًا أن القضية اليوم تتعلق بالتشريع.

ورغم استبعاد ماكونيل لهذه الخطوة، غير أن اللجوء إليها قد لا يفيد إدارة ترمب، خصوصًا أن أربعة جمهوريين صوّتوا ضد الميزانية ليل الجمعة-السبت، علمًا بأن الحزب الحاكم يمتلك 51 عضوًا في مجلس الشيوخ حاليًا. 

مولر المعرقل
بالتزامن مع الشلل القائم، عاد اسم ستيفن ميلر أحد كبار مستشاري ترمب إلى التداول وسط شكوك تحوم حول الدور الذي لعبه لإفشال اتفاق كان يجري العمل عليه بين الديمقراطيين والجمهوريين. 

لم يعد أعضاء الأحد الديمقراطي وحدهم يوجّهون الانتقادات إلى مولر، فانضم إليهم عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندساي غراهام، الذي تحدث صراحة عن أن وجود مولر في المفاوضات حول الهجرة لن يوصل إلى أي مكان. 

وقبل أيام عدة، سرت معلومات تحدثت عن اقتراب الحزبين من التوصل إلى اتفاق يحمي الحالمين، ويؤسس لإصلاح نظام الهجرة، وتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، غير أن المسؤولين الجمهوري (ليندساي غراهام) والديمقراطي (ديك دروبين) صُدما بوجود عدد من المشرعين الجمهوريين المناوئين للهجرة في البيت الأبيض يستعدون للانضمام إليهم في الاجتماع الذي كان مقررًا مع الرئيس الأميركي. 

حضور المشرعين إلى البيت الأبيض على حين غرّة، حمل بصمات ستيفن ميلر الذي اتهمه كثيرون برغبته الجامحة في عرقلة أي اتفاق يضمن بقاء الحالمين في أميركا، وتسوية وضعهم بشكل نهائي، وللمفارقة لم يستحوذ حضور النواب الجمهوريين في اجتماع البيت الأبيض على اهتمام وسائل الإعلام بداية بسبب انشغالها في تصريحات ترمب حول (المهاجرون من البلدان القذرة).