نصر المجالي: أكد الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد الأردني السابق والأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على مبدأ أن "الاجتماع قوة" خدمة للناس والوطن، واعتبر التصريح كرد حاسم على ما أثير من جدل وادعاءات ومزاعم في الأيام الأخيرة كاد يقسم الشارع الأردني والأسرة الملكية سواء بسواء.

وبعد أسبوع من تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) كانت أثارت جدالا واسعا في الساحة الأردنية وعلى مواقع التواصل في داخل الأردن وخارجه، وفيها وجه انتقادا علنيا لنهج الإدارة الفاشلة، قال الأمير حمزة (38 عاما) في تغريدة جديدة: "بعد لقاء جمعنا انا واخواني علي وهاشم ابناء الحسين مع جلالة الملك أؤكد ان في الاجتماع قوة، عندما يكون على حب الناس والوطن، وخدمة الأردن الغالي وشعبه العظيم في هذه الأيام العصيبة من أجل مسيرته العطرة بإذن الله وهذا شرف لنا وأمانة، حمى الله الأردن في ظل جلالة الملك المعظم".

وكادت تغريدة الأمير حمزة وهو الابن الأكبر للعاهل الأردني الراحل من زوجته الرابعة الملكة نور الحسين، أن تقسم الشارع الأردني طولا وعرضا وصعودا وصولا إلى علاقات الأسرة الملكية، مع استذكار عديدين في أسلوب لا يخلو من الفتنة وتأجيج الشارع في قضية تم طي ملفها "دستوريا" لتوصية الملك الحسين قبل وفاته بتعيينه وليا للعهد العام 1999.

وعلى غير العادة، وللمرة الأولى في تاريخ الدولة الأردنية، يبادر أميران لتوجيه انتقادات لقوانين أو قرارات رسمية تصدرها الحكومة، والأمر يخص القانون المعدل لقانون ضريبة الدخل المثير للجدل والإدارات الفاشلة للقطاع العام.

وكان الأمير حمزة بن الحسين، نشر تغريدة في حسابه على موقع "تويتر"، صباح الثلاثاء 25 سبتمبر الماضي، انتقد فيها بصورة غير مباشرة قرار الحكومة الأردنية إقرار مشروع قانون ضريبة الدخل الجديد.

وقال الأمير حمزة وهو عقيد في الجيش الأردني، في تغريدته التي جاءت بعد تغريدة للأمير علي بن الحسين: "ربما يجب أن تكون البداية بتصحيح نهج الإدارة الفاشلة للقطاع العام، وإجراء جدي لمكافحة الفساد المتفشي ومحاسبة جادة للفاسدين، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وليس بالعودة لجيب المواطن مرارا وتكرارا لتصحيح الأخطاء المتراكمة، إلا إذا كان القصد دفع الوطن نحو الهاوية".

وكان مجلس الوزراء أقر للمرة الأولى في 21 مايو مشروع قانون ضريبة الدخل وأحاله إلى مجلس النواب للتصويت عليه. ويوم الإثنين أحال المجلس التعديلات إلى مجلس النواب للموافقة عليها في جلسته الاستثنائية الحالية.

وكان مشروع القانون المعدل واجه حركة احتجاجات واسعة في عموم البلاد، ما حدا بالعاهل الأردني إلى إقالة رئيس الوزراء هاني الملقي في الرابع من يونيو وتعيين عمر الرزاز في مكانه.

انتقاد فشل الادارة

وقالت تغريدة الأمير حمزة وهو نجل الملك الراحل من زوجته نور الحسين: "ربما البداية يجب أن تكون بتصحيح نهج الإدارة الفاشلة للقطاع العام، وإجراء جدي لمكافحة الفساد المتفشي، ومحاسبة جادة للفاسدين، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، وليس بالعودة لجيب المواطن مراراً وتكراراً لتصحيح الأخطاء المتراكمة، إلا إذا كان القصد دفع الوطن نحو الهاوية".

وكان الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ورئيس مركز الأزمات، قال في تغريدة له مقطعاً لمناظرة سياسية من المسلسل السياسي الأميركي "The West Wing"، يتحدث عن تخفيض الضرائب من قبل الحكومات، وأنه الحل الوحيد من أجل تحسن الاقتصاد في اَي دولة.

وأضاف المقطع أن الضرائب قتلت أي بصيص أمل في دول العالم الثالث لانتعاش تلك الدول حيث تبقى تحت رحمة القروض والهبات، فيما مواطنو تلك الدول سيبقون يدفعون طول حياتهم.

اعفاء حمزة&

يشار إلى أنه في نوفمبر العام 2004 وفي خطوة كانت فاجأت عددا من اعضاء الاسرة الحاكمة من العائلة الهاشمية ولم يسبقها أي مقدمات أو اشارات، اعفى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني أخاه الامير حمزة بن الحسين من منصب ولي العهد الذي عهده له قبل خمس سنوات.

وبرر الملك عبدالله الثاني في خطاب علني ودافئ خلا من أي انتقادات، وجهه الى اخيه غير الشقيق الامير حمزة ان منصب ولي العهد الذي يتميز بشرفيته ورمزيته يقيد حريته ويحد من امكانية تكليفه مهمات اخرى، كما ان المنصب يحول بين تحمله لمسؤوليات "أنت أهل لها".

ولم يتوقف خطاب الإعفاء عن التبرير الذي يحد من قدرة ولي العهد المعفى بل اشار الملك عبدالله وبوضوح الى حاجة الملك الى أخيه الامير حمزة ليكون عونا له ولإخوته الآخرين من أبناء الملك الراحل الحسين بن طلال في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.

وفي العام 2014، اصدر الملك عبدالله الثاني مرسوما بتعيين نجله الأكبر الأمير حسين بن عبدالله وليا للعهد، حيث تنص المادة 28 من الدستور الأردني ان نظام الحكم في الأردن ملكي وراثي في اسرة الملك عبدالله الأول بن الحسين في طبقة الذكور ويكون الملك للابن الأكبر بموجب ذلك.