إيلاف من نيويورك: سقطت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأميركية بيد المحافظين بعد تثبيت تعيين القاضي بريت كافانو، مرشح الرئيس دونالد ترمب لخلافة القاضي انطوني كينيدي.

واصبح بمقدور كافانو تنفس الصعداء بعد شهر مرير تصدرت اخبار الاتهامات الجنسية التي سيقت بحقه عناوين وسائل الاعلام الأميركية، واضطر للادلاء بشهادته امام مجلس الشيوخ لتبرئة نفسه من محاولة الاعتداء جنسيا على كريستين بلايسي فورد، أستاذة علم النفس الجامعية قبل 36 عاما.

ترمب كتب التاريخ

ومع إيصال قاضيين (نيل غورستش وبريت كافانو) الى المحكمة العليا في غضون اقل من عامين، سيسجل التاريخ ان الرئيس دونالد ترمب تمكن من تغيير اتجاهات المحكمة العليا، اعلى قضائية في البلاد وجعلها جمهورية محافظة الهوى لأعوام طويلة قادمة ، ولا يُمكن أيضا اغفال الدور الرئيسي لزعيم الأكثرية ميتش ماكونيل الذي خاض معركة المحكمة منذ شباط 2016 عندما اوصد أبواب المجلس بوجه باراك أوباما ومرشحه ميريك غارلاند الذي اختاره الرئيس السابق ليخلف القاضي الراحل انتونين سكاليا.

صاحب الدور الكبير

صحيفة ذا هيل تحدثت في تقرير لها عن الرابحين والخاسرين في معركة المحكمة العليا، وتصدر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل لائحة الرابحين. فسناتور كنتاكي ارتبط بعلاقة مد وجزر مع المحافظين الذين انتقدوه طوال السنين الماضية بسبب الصفقات التي عقدها مع الديمقراطيين لكن بات لزاما عليهم الاعتراف بدوره الكبير في المحكمة، منذ وقوفه بوجه أوباما الى تعيين غورستش، وقتاله الشرس لصالح كافانو وصم اذانه عن سماع بعض الجمهوريين الذين أرادوا سحب ترشيح القاضي المحافظ بعد ادعاءات فورد.

وفي تعليقه على تثبيت مرشح ترمب قال ماكونيل "إنه أمر كبير وواضح أن هذا الأمر أصعب بكثير من ترشيح غورستش". "إنها مهمة للغاية ، ليس فقط بالنسبة للأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ والرئيس ، ولكن بالنسبة للبلاد".

إنجاز الرئيس

الرئيس الأميركي الذي يعد من ابرز الفائزين ان لم يكن ابرزهم، اصبح بمقدوره الخروج امام الناخبين والقول لهم انه بدلا من تعيين قاض لمدى الحياة، عيّن اثنين، والعين على المقعد الثالث الذي تشغله حاليا روث غيسنبرغ.

الجمهوريون في مجلس الشيوخ لهم فضل أيضا في هذا الانتصار، وباستثناء سناتور الاسكا، ليزا موركوفسكي التي لم تصوت لصالح كافانو، فانه بمقدور الأعضاء الآخرين التباهي امام ناخبيهم بما حققوه، خصوصا هؤلاء الذين سيخوضون نزال الانتخابات النصفية كسناتو تكساس تيد كروز.

استفادة الخصوم

الديمقراطيون المرشحون لمقاعد مجلس النواب استفادوا أيضا من تعيين كافانو، فالجمهوريون يبذلون جهودا كبيرة للحفاظ على خمسة وعشرين مقعدا نيابيا في مناطق فازت بها المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، وجدير بالذكر ان معظم الناخبين في هذه المناطق يؤيدون حق الإجهاض.

إضافة الى الديمقراطيين، فإن الحزب الجمهوري في مجلس النواب قد يدفع الثمن في نوفمبر القادم لأن القاضي كافانو لم يبرد هواجس دعاة الإجهاض وساهمت تصريحاته في اثارة شكوك حول مصير قانون رد ضد وايد، مما يرجح اقبال السيدات للتصويت ضد المرشحين الجمهوريين.

الأف بي آي في مجموعة الخاسرين

الخاسر الثاني هو مكتب التحقيقات الفدرالي الذي لم يعد يلقى اجماعا كاملا بسبب التحقيقات الروسية حيث اشارت تقارير صدرت مؤخرا الى ان كل ثلاثة من اصل عشرة اميركيين يعتبرون الأف بي آي متحيزا ضد ترمب، وجاءت قضية الادعاءات ضد كافانوه والتحقيقات الأخيرة لتدخل المكتب في دوامة سياسية أخرى، وبعدما اثار غضب الترمبيين، اصبح عرضة لانتقادات الديمقراطيين.

ذاهيل التي وضعت أعضاء مجلس الشيوخ المعتدلين من الحزبين كسوزان كولينز، وليزا موركوفسكي من الجانب الجمهوري، وجو دونيللي، وهايدي هيتكامب &والى حد ما سناتور ويست فرجينيا جو منشين في دائرة الخاسرين بالإضافة الى محامي النجمة الإباحية ستورمي دانييلز، مايكل افناتي، وضعت أيضا اميركا في دائرة الخاسرين باعتبار الانقسام العميق بين الحزبين، والتحذيرات التي صدرت عن لسان قاضية المحكمة العليا إيلينا كاغان وزميلتها سونيا سوتومايور في مؤتمر استضافته جامعة برينستون يوم الجمعة والمخاوف من تهديد سمعة المحكمة العليا بفعل الاستقطاب السياسي في البلاد.