كانت من بين هواجس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد لقائه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون والوزير جبران باسيل على هامش القمة الفرنكوفونية، إثارة موضوع تسرّب النازحين السوريين من لبنان إلى أوروبا.
إيلاف من بيروت: لم يكن هاجس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل أن يبحث في العقبات التي تعترض ولادة حكومة جديدة، فهذا شأن تفصيلي يفضّل ماكرون أن يتركه للبنانيين لكي يتدبَّروه على طريقتهم.
أراد ماكرون تظهير الخوف الفرنسي والأوروبي من "تسرُّب" مجموعات كبيرة من النازحين السوريين من لبنان إلى أوروبا.&
وأشار في لقائه عون وباسيل إلى أنّ وزير خارجية قبرص أبلغ الى الإتحاد الأوروبي أنّ عددًا من القوارب التي تنقل النازحين السوريين بدأ&يصل&من لبنان إلى قبرص، وعرض ماكرون تقديم مساعدات إلى لبنان في مقابل أن يحتفظ بالنازحين على أراضيه.&
فردّ عون وباسيل برفض هذا العرض، وأبلغا الرئيس الفرنسي أنّ الأفضل هو الطلب من الأمم المتحدة أن تشجِّع النازحين على العودة إلى سوريا طوعًا، أي أولئك الذين يرغبون في العودة، بملء إرادتهم، وأن تقدِّم إليهم المساعدات في سوريا، بعد العودة.
وضع النازحين
بالعودة إلى وضع النازحين السوريين في لبنان، يشير الخبير الإقتصادي وليد أبو فاضل لـ"إيلاف" إلى أن الإرتفاع التدريجيّ لعدد النازحين السوريين القادمين إلى لبنان بدأ يثير المخاوف والهواجس على مستويات عدة سياسية واقتصادية واجتماعية، خصوصًا في ظل دقة الوضع اللبناني والانقسام العمودي القائم، فضلًا عن التوازنات الديموغرافية الحساسة، وغياب المبادرات الدولية الجدية لمساعدة هؤلاء النازحين وتجنيب لبنان تداعيات هذا الملف، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول دور الحكومة في مقاربة هذه القضية التي تحوّلت إلى قنبلة موقوتة توشك على الانفجار.
يضيف أبو فاضل:"إذا أردنا أن نقدّم جدولًا للنسب بناءً على تمركز النازحين في لبنان، يتبيّن لنا التوزيع الآتي:
محافظة الشمال: 48 %
محافظة البقاع: 40 %
محافظة الجنوب ومحافظتا بيروت وجبل لبنان 12%.
تداعيات خطرة
هذه النسب المئوية المرتفعة تضع لبنان أمام تداعيات ومخاطر أمنيّة صعبة وكبيرة، على حدّ قول أبو فاضل. فعلى الصعيد الأمني تمّ استغلال النازحين من جهات متطرفة سياسيًا ودينيًا، إضافة إلى تدخّل النازحين في الشؤون الداخلية اللبنانية، فضلًا عن ارتفاع معدل الجريمة من سلب ونشل، وتعدٍّ، وقتل، حيث تبين أنّ العدد الاكبر من الجرائم نفّذه&أو اشترك في تنفيذه&أشخاص من النازحين، استغلّوا صفة نازح لتشكيل عصابات تتعدى على الناس والأملاك العامة والخاصة بهدف الحصول على المال.
الصعيد الإقتصادي
أمّا على الصعيد الاقتصادي، يضيف أبو فاضل، فـ"ظهرت ضغوط اقتصادية واجتماعية في المناطق الفقيرة نسبيًا، حيث تجمّع النازحون، ما يعني أن الأزمة السورية حوّلت إقامة النازحين في لبنان إلى اقامة دائمة، ما سيشكل مخاطر&اقتصادية وديموغرافية، هذا فضلًا عن تراجع حجم الاستيراد والتصدير مع الجانب السوري وحركة الترانزيت، ما أثر سلبًا على المستثمرين اللبنانيين.
سياسيًا
أمّا من الناحية السياسيّة، يضيف أبو فاضل، فمن الصعب تجنّب تداعيات هذه الأزمة بسبب الاستقطابات الداخلية وارتباط أطراف لبنانية بأطراف الأزمة السورية، بحيث تحوّل لبنان إلى مسرح للصراع بين القوى الداخلية والخارجية المؤيدة للنظام والمعارضة له.
&
التعليقات