الرباط: اعتبر حسن عبد الرحمن، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات العربية مع أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، أن المنطقتين العربية وأميركا اللاتينية من المناطق الحيوية التي تعيش تحولات كبيرة العالم، وأكد على ضرورة التعاون بين المنطقتين لمواجهة التحديات المشتركة.

جاء ذلك في افتتاح مؤتمر "الشراكة بين العالم العربي وأميركا اللاتينية والكاريبي: دينامية متجددة. المغرب، جسر للتعاون مع أميركا اللاتينية وبوابة نحو أفريقيا"، مساء الإثنين، بالرباط، والذي ينظمه معهد الدراسات الإسبانية البرتغالية ومجلس العلاقات العربية مع أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي) كارلاك).
وقال عبد الرحمن في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي، إن المنطقة العربية ونظيرتها أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، من المناطق "الحيوية التي تعيش تحولات جذرية في العالم".
وأضاف المتحدث ذاته أن المنطقتين يجمع بين شعوبهما "الكثير من القواسم المشتركة سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي والسياسي"، وشدد على أن هذا الواقع المتشابه والمشترك يفرض علينا "مستوى متقدم من التعاون لإيجاد الحلول المطلوبة".
وأفاد عبد الرحمن بأن المؤتمر يشكل دينامية مستمرة مبنية على تحقيق المصلحة المتبادلة بين شعوب المنطقتين وتعزيز الحوار بينهما، معربا عن أمله في أن "نتمكن من تقديم مساهمة تعين القائمين على السياسات في المنطقتين".
من جهته، أكد خالد الصمدي كاتب الدولة ( وزير دولة)المكلف التعليم العالي والبحث العلمي، أن المؤتمر يبرز دور المغرب ك"صلة وصل بين مجموعة من الدول في إطار سياسة الانفتاح التي ينهجها المغرب والمتميزة بتنويع الشركاء والتعاون مع شركاء دول الجنوب".

وقال الصمدي إن المؤتمر منذ إطلاقه كان من المبادرات الرامية إلى تكريس التقارب بين العالم العربي وأميركا اللاتينية، مبرزا أن القمم السابقة ساهمت في تعزيز "العلاقات الاقتصادية وتطوير التبادل التجاري وتقوية العلاقات السياسية والارتقاء بها إلى مستوى التنسيق في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين المنطقتين".
وسجل المسؤول الحكومي بأن هناك قواسم مشتركة عدة تجمع بين العالم العربي وأميركا اللاتينية، من ضمنها القوة السكانية، حيث أوضح أن المنطقتين تضمان أزيد من مليار نسمة، وهو ما يشكل رقما مهما لبناء "علاقات اقتصادية وثقافية مميزة تمكن شعوبهما من مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها دول الجنوب"، كما بين أن المغرب &يمتلك المقومات اللازمة &ليكون جسرا للتعاون بين العالم العربي وأميركا اللاتينية وأفريقيا من جهة ثانية.
من جانبه، قال خورخي تايانا، وزير خارجية الأرجنتين السابق والمدير العام للمركز الدولي للدراسات السياسية للجامعة الوطنية سان مارتين ، "من اللازم أن يكون هذا الحوار بين المنطقة العربية وأميركا اللاتينية"، مؤكدا على ضرورة بدل الجهد لاستمرارية مسلسل التقارب بين المنطقتين.
وشدد تايانا على ضرورة السعي القوي لتوطيد هذه العلاقات التي عرفت تطورا في السنوات الأخيرة، معربا عن تفاؤله بالتوقعات الإيجابية للنمو الاقتصادي في أميركا اللاتينية خلال السنوات المقبلة، مطالبا في الآن ذاته ب"تحقيق التكامل بين اقتصادياتنا لبناء عالم أساسه الحقوق والسيادة، وأنا أثق في هذا المنتدى"، حسب تعبيره.
أما محمد الرميحي، وزير البلدية والبيئة القطري، فأكد بدوره على عمق العلاقات بين الشعوب العربية وشعوب أميركا اللاتينية الممتدة منذ القدم، مشيرا إلى تطورها في حقبة التحرر من الاستعمار ومواجهته.
وأشار الرميحي إلى أن المنطقتين معا تواجهان تحديات مصيرية في "المجال الإنساني والتغير المناخي والبيئي ونتشابه في جميع الأزمات والمصالح"، &كما دعا إلى ضرورة البحث في المصالح المشتركة، وطالب المشاركين في المؤتمر ب"المساهمة في تصحيح الطريق والتعاون في جميع المجالات الإنسانية".
وتوقف محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، من جانبه، عند عدد من الأمور التي جرى طرحها في المحطات السابقة ولم تتم أجرأتها على أرض الواقع، ودعا المؤتمر إلى وضع اليد على الأسباب التي تقف وراء هذا التباطؤ.&
وسجل العرابي بأن معالجة الأسباب التي تقف حاجزا أمام تقدم العلاقات بين العرب وأميركا اللاتينية في المؤتمر الذي تتواصل أشغاله إلى يوم غد ، سيكون "دفعة قوية لتقدم العلاقات إلى ما نصبو إليه".
وشدد المتحدث ذاته على أهمية دعم وتشجيع العلاقات جنوب-جنوب، حيث قال: "تعزيز فكرة الحوار بين دول الجنوب هو السبيل الوحيد للإفلات من قبضة وسيطرة بعض القوى الدولية التي تسعى إلى ذلك"، في إشارة إلى القوى العظمي التي تسعى لأبسط سيطرتها على العالم.