أحمد قنديل من دبي: وجهت أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي "البرلمان"، حديثها لإيران خلال إلقائها كلمة الإمارات أمام الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في جنيف قائلة "اخرجي من جزرنا المحتلة يا إيران". موضحة ان "ايران تعمل علي تقويض امن المنطقة عبر نشر الفوضى والعنف والطائفية، وامتد التوغل الإيراني بشكل غير مسبوق في الشأن العربي.. وقد تعين علينا ألا نقف موقف المتفرج عندما وصلت هذه التهديدات إلى اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة التي تتعرض إلى وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية، فأمن المنطقة مترابط وأمننا من أمن المملكة العربية السعودية، فجاء التحرك ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بهدف التخلص من الانقلاب الحوثي والتصدي للتوغل الإيراني."

نشر الفوضى والعنف والطائفية

واضافت أن لدولة الإمارات دورا محوريا في صنع السلام وتتحمل مسؤولية كبرى تجاه دول المنطقة والعالم في صناعة الأمل واستثمار الفرص وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز قدرات الشعوب للاستفادة من عصر الابتكار وصولاً إلى بناء مجتمعات طموحة سعيدة ومتسامحة تؤسس لدول مستقرة تضطلع بدور ايجابي يعزز السلام للوصول إلى عالم آمن، منبهة من أن بعض الدول في المنطقة &وفي مقدمتها ايران تسعى الى التدخل في شؤون الدول العربية وتستهدف أمنها واستقرارها وسيادتها الوطنية عبر نشر الفوضى والعنف والطائفية.&

احتلال الجزر

واشارت القبيسي الى انه "إذا كنا نتحدث عن محفزات السلام والتنمية، فإنه من الضروري إنهاء قضايا الاحتلال من خلال تسوية سلمية عادلة وشاملة للصراعات والنزاعات، وفي مقدمتها الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وقضيتنا الاولى القضية الفلسطينية، مشددة على التزام دولة الإمارات التاريخي بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا وعملها الإنساني وتقديم الدعم المباشر للشعب الفلسطيني" .

وذكرت "لا بد هنا من التفرقة بين سلوك جماعات مسلحة وغير شرعية ترتكب انتهاكات جسيمة واعمال اجرامية وتخريبية في اليمن كما يفعل الحوثيون، وبين الاجراءات القانونية للتحالف العربي الذي تشكل بناء على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية وهدفه اعادة الاستقرار عبر اتخاذ خطوات مدروسة تراعي الجوانب الانسانية وتتماشى مع قرارات مجلس الامن".

تعنت الحوثيين

وأوضحت انه بالرغم من المحاولات الحثيثة للتحالف لإعادة الاستقرار لليمن والتخفيف من معاناة شعبه، إلا أن تعنت الحوثيين لمحاولات السلام الجدية، والدليل تغيبهم عن مشاورات جنيف الأخيرة، قد فاقم من الوضع الإنساني خاصة مع استمرارهم بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية ومواصلتهم تلقي الأسلحة الإيرانية وزرع الألغام وتجنيد الأطفال. لافتة الى انه في ظل هذه التطورات الخطيرة، أطلقت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية عملياتها العسكرية لتحرير الحديدة من قبضة الحوثيين لإحداث تغيير استراتيجي يعزز فرص الحل السياسي، وبالتزامن مع عمليات التحالف في الحديدة والمناطق اليمنية الأخرى. هذا بالإضافة الى المساعدات الانسانية الكبيرة التي تقدمها دولة الامارات للشعب اليمني والتي تجاوزت اربعة مليار دولار وتمثلت في جهود الاغاثة وبناء المساكن والمدارس والمستشفيات وعلاج الجرحى ومكافحة الكوليرا وغيرها الكثير من الخدمات الانسانية.

تحديات في عصر الابتكار

وذكرت القبيسي أن هناك تحديات للقيادة البرلمانية في عصر الابتكار والتغير التكنولوجي، أهمها الفجوة الرقمية القائمة بين الدول والشعوب، مما يحد من العوائد الإنمائية للتكنولوجيا الرقمية ويجعل من استفادة جميع الشعوب من فرص الازدهار التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة مسألة صعبة للغاية، وهي فجوة تنعكس على عمل البرلمانات ودورها، وتعرقل تطبيق الأهداف الدولية المشتركة في مجال التنمية المستدامة، وهو وضع يسهم دون شك في تغذية الأزمات القائمة، ويحد من إمكانات تسريع التقدم البشري، فضلا عن انتشار تنظيمات التطرف والإرهاب والجماعات والميلشيات العابرة للسيادة التي تقوض أحد ركائز النظام العالمي القائم على مبدأ سيادة الدولة الوطنية، أصبحت هذه التنظيمات الارهابية المتطرفة وتنشر المعلومات الخاطئة وتستثير المشاعر وتؤثر على أطفالنا وهم في غرف معيشتنا، مستغلين غياب التشريعات التي تحكم الأفعال خارج مناطق الاختصاص. إن مبدأ السيادة الوطنية المبني على الحدود الجغرافية والاختصاص القانوني بات مهددا وإذا لم نستطع اليوم أن نوائم تشريعاتنا فإن تلك الثغرات قد تكون أساسا لصراعات جديدة.

تحديات اخلاقية

وتابعت ان من ضمن التحديات، التحديات الأخلاقية والمجتمعية، حيث يتوقع أن تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة على سبيل المثال إلى تغيرات هائلة قد ينتج عنها تحديات كبيرة على مستوى الاقتصاد والبطالة وفرص العمل، كما تتعلق بالاعتبارات القيمية والأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات العلوم المتقدمة. كما ان ثورة المعرفة و تكنولوجيا الاتصالات فتحت الباب أمام مستوى جديد من انعدام الخصوصية وهو تحدي نواجهه اجتماعيا وسياسيا وبرلمانيا.

أداة للإعمار أو الدمار

واوضحت رئيسة البرلمان الاماراتي ان "هذا هو دأب التقنية دائما، فإنها رهن بمن يستخدمها، فإما تكون أداة للإعمار أو أداة للدمار. ومسئولية البرلمانيين كضمير الأمة وحاملي مسئولية الأجيال أن نعمل سويا لتطوير القوانين والتشريعات المحلية والدولية التي يمكن أن تحفظ استخدامات التقنية وتكفل الاستفادة منها وتقليل الانعكاسات السلبية على المجتمعات بما نبلورة من تشريعات وقوانين".

حضر اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي اكثر من 700 برلماني بينهم 43 رئيس برلمان، بالاضافة الى وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية الذي ضم كل من: علي جاسم أحمد، ومحمد عبدالله المحرزي، وعفراء راشد البسطي، وجمال محمد الحاي، وسعيد عبدالله المطوع، وعلياء سليمان الجاسم وفيصل &حارب الذباحى، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي وأحمد شبيب الظاهري أمين عام المجلس.