نصر المجالي: نعت رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع السودانية، الرئيس السوداني الأسبق، المشير عبد الرحمن سوار الذهب الذي توفي يوم الخميس في المستشفى العسكري في العاصمة السعودية، وهو كان خامس رئيس للجمهورية السودانية منذ عام 1985 حيث استلم السلطة أثناء انتفاضة أبريل 1985 بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات، وحتى تسليمه السلطة عام 1986.

وكان المشير سوار الذهب سلّم مقاليد السلطة بعد انقلاب عسكري في السودان بإمرة ضباط على رأسهم اللواء حمادة عبدالعظيم حمادة والعميد عبدالعزيز الأمين والعميد فضل الله برمه ناصر وبعد تردد تقلد رئاسة المجلس الانتقالي إلى حين قيام حكومة منتخبة وارتقى لرتبة المشير.

وجرى تسليم مقاليد السلطة العام 1986 للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس الوزراء الصادق المهدي ورئيس مجلس السيادة أحمد الميرغني، وبعدها اعتزل العمل السياسي ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

مناصب

وكان المشير الراحل يشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم وزير الدفاع وذلك في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وكان رفض تسليم حامية مدينة الأبيض العسكرية عندما كان قائدا للحامية عند انقلاب الرائد هاشم العطا عام 1971، حتى استعاد النميري مقاليد الحكومة بعد ثلاثة أيام من الانقلاب.

وحسب الموقع الرسمي لوزارة الدفاع السودانية، كان سوار الذهب اُبعد عن الخدمة في عام 1972، وتم إرساله إلى قطر، وهناك عمل كمستشار عسكري للشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، حاكم قطر، وقام بعمل أول فرز للأرقام العسكرية وحدد أرقاما للشرطة منفصلة، وقام باستبدال الزي العسكري، وأصبح في عهده الجيش منفصل عن الشرطة، وأسس شرطة قطر والقوات المسلحة القطرية.

وفيما بعد عاد إلى السودان، وعين رئيس هيئة الأركان السودانية، حتى وصل إلى قائد أعلى للقوات المسلحة، مع تمديد فترة عمله بالجيش لمدة سنة.

دعوة وعمل انساني

وبعد اعتزاله العمل السياسي، تفرغ سوار الذهب لأعمال الدعوة الإسلامية والعمل الخيري, حيث ترأس مجلس أمناء منظمة الدعوة الاسلامية في السودان, والتي كان من إنجازاتها تشييد أكثر من 55 مدرسة ثانوية، و150 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وتشييد أكثر من 2000 مسجد في افريقيا وشرق أوروبا وحفر أكثر من 1000 بئر للمياه، وأكثر من 10 محطات للمياه في افريقيا، وبناء 14 مستشفى عاما ومتخصصا، وحوالي 800 مستوصف، و120 مركزا للطفولة والتغذية ورعاية الأمومة والتحصي وتشييد 6 ملاجئ للأيتام والإشراف عليها في افريقيا.&

وقدم المشير سوار الذهب بحوثا في مؤتمرات كثيرة عن الاسلام والدعوة اليه، والتحديات التي تواجهه، وذلك على المستوى المحلي، والاسلامي، والعالمي، وهو عضو في إحدى عشرة مؤسسة إسلامية وعالمية.

ويعد المشير سوار الذهب من أبرز الشخصيات الإسلامية ذات الشهرة العالمية، كما يحظى بتقدير عال لمصداقيته في التخلي طواعية عن الحكم برّاً بوعده، ولما قام به من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين.