وسط ردّات فعل متباينة في مختلف الأوساط السياسية البريطانية، أعلنت شركة (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي عن تعيين نائب رئيس الوزراء السابق السير نيك كليغ رئيساً للشؤون العالمية والاتصالات.

وقالت وكالة "برس أسوشييشن" البريطانية، إن الزعيم السابق للحزب الديمقراطي الليبرالي سيتولى المنصب الدولي الكبير خلفاً لإليوت شريغ في يناير 2019. وكتب كليغ فور إعلان تعيينه، تغريدة قال فيها: "أتطلع إلى أن أكون جزءاً من هذه المهمة. طوال حياتي العامة، كنت أستمتع بمواجهة القضايا الصعبة والمثيرة للجدل. آمل أن استخدم بعض هذه المهارات في مهمتي الجديدة".

وكان كليغ زعيم الديمقراطيين الليبراليين (51 عاما) في الفترة من 2007 إلى 2015 وشغل منصب نائب رئيس الوزراء في عهد حكومة الائتلاف مع حزب المحافظين برئاسة ديفيد كاميرون في عام 2010.&

استعادة سمعة&

وجاء تعيين السياسي البريطاني الليبرالي السير نيك كليغ بعد عدة سنوات مضطربة خضع خلالها (فيسبوك) الذي يحاول استعادة سمعته، لتحقيق حكومي دقيق ومكثف بعد فضيحة بيانات (كامبريدج أناليتيكا) والتدخل الانتخابي المزعوم والكشف عن المعلومات الشخصية لملايين المستخدمين. وقادت نتيجة التحقيقات إلى طرد العديد من المدراء التنفيذيين البارزين الشركة في العام الماضي.

كما قامت الشركة بإزالة "المليارات" من الحسابات المزيفة ، المرتبطة بانتشار الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة.

وبفضل خبرته السياسية كجزء من حكومة المملكة المتحدة ، وباعتباره عضوًا سابقًا في البرلمان الأوروبي ، فإن لسير نيك كليغ سيكون أيضًا في وضع جيد لتقديم المشورة حول كيفية إبعاد المنظمين.

يذكر أن السير نيك كليغ كان تلقى تعليمه في مدرسة ويستمنستر في لندن، قبل أن يدرس علم الآثار وعلم الإنسان في كلية روبنسن التابعة لجامعة كامبريدج. وواصل تعليمه العالي لاحقا في جامعة مينوسوتا وكذلك في الكلية الأوروبية.

اول عمل سياسي&

وكان أول منصب رئيسي سياسي شغله كليغ عندما انتخب عضواً في البرلمان الأوروبي عن دائرة "إيست ميدلاند" وسط بريطانيا (إحدى دوائر البرلمان الأوروبي الانتخابية) وذلك بالفترة من 10 يونيو 1999 إلى 10 يونيو 2004.&

وفي عام 2005 انتخب نائبًا في مجلس العموم عن دائرة شيفيلد هالام. وفي 2 مارس 2006 أصبح مسؤول الشؤون الداخلية في حزب الديمقراطيين الليبراليين. وفي 18 ديسمبر 2007 استطاع الفوز بزعامة الحزب بعد أن هزم رئيسة الأسبق كريس هون في انتخابات زعامة الحزب. وبالإضافة إلى نشاطاته البرلمانية، قام بتأليف عدد من الكتب والمنشورات التي تتناول القضايا السياسية.

انتخابات 2010

وتحت قيادة السير نيك كليغ استطاع حزب الديمقراطيين الليبراليين أن يحقق تقدما في استطلاعات الرأي التي تلت المناظرات التلفزيونية التي سبقت العملية الانتخابية مع خصميه زعيم حزب العمال غوردون براون وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون.&

وبعد الانتخابات التي أفرزت برلمانا معلقا لم يحصل خلالها الحزبان الكبيران (العمال والمحافظين) على الأغلبية المطلقة التي تمكنهم من تشكيل الحكومة، أعلن زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون إنه يرغب في التوصل إلى اتفاق كبير ومفتوح وشامل لتقاسم السلطة مع الديمقراطيين الليبراليين الذي جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات.&

كما أعلن زعيم حزب العمال رئيس الوزراء غوردون براون بأنه يجب منح حزبي المحافظين والديمقراطيين الليبراليين المعارضين الوقت الذي يحتاجونه لإجراء محادثات بشأن اتفاق محتمل لتولي الحكم سويًا.&

وحينها، أجرى نيك كليغ مفاوضات باسم الحزب مع حزبي المحافظين والعمال، وقد فشلت المفاوضات بينهم وبين العمال، وأدى ذلك إلى استقالة رئيس الوزراء غوردون براون بعد الاتفاق على عقد تحالف بين الديمقراطيين الليبراليين والمحافظين.

&وبعد الاتفاق مع المحافظين تم تعيينه نائبًا لرئيس الحكومة بعد موافقة الملكة إليزابيث الثانية، كما حصل على أربعة مناصب وزارية أخرى لمصلحة الديمقراطيين الليبراليين.

يشار إلى أن السير نيك كليغ متزوج من المحامية الإسبانية ميريام غونزاليز دورانتيز وهي إحدى شركاء شركة "دي إلـ آ بايبر" القانونية الدولية، ولديهما ثلاثة أطفال، وفي حين تؤمن زوجته وأطفاله بالمسيحية الكاثوليكية، كان كليغ صرح بأنه ملحد إلا أنه يكن احترامًا للأشخاص الذين لديهم إيمان بأديان أخرى.

بين السياسة والتكنولوجيا

وسينتقل كليغ مع مطلع العام المقبل إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية مع عائلته بشكل دائم، وبعد اعلان تعيينه، قال السير نيك لمحرر شؤون الإعلام في (بي بي سي) أمول راجان: إنه كان يعمل على تقريب الحدود بين التكنولوجيا والسياسة في السنوات القليلة الماضية.&

وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ ومسؤول العمليات الرئيسي شيريل ساندبيرغ شاركا شخصيا في عملية التوظيف. وفي بيان له، قال السير نيك انه مسرور للانضمام إلى الشركة.

وفي مقابلة مع صحيفة (الغارديان) قال زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي السابق عن الأسباب التي دفعته إلى الانضمام إلى (فيسبوك): إنه لا يزال "متفائلاً عنيدًا بشأن الإمكانات التقدمية للمجتمع الذي يمارس الابتكار التكنولوجي".

وأضاف: "إذا تمكنت صناعة التكنولوجيا من العمل بشكل معقول مع الحكومات والهيئات التنظيمية والبرلمانات والمجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، أعتقد أنه يمكننا تعزيز فوائد التكنولوجيا مع الحد من الآثار السلبية غير المقصودة في كثير من الأحيان".
&