دعت إيران، مجددا جارتها باكستان لمكافحة الإرهابيين في المنطقة الحدودية بين البلدين وذلك بعد أربعة أيام من خطف عدد من رجال حرس الحدود "التعبئة والدرك" من جماعات تناهض النظام الإيراني.&

وقال وزير الداخلية الايراني عبد الرضا رحماني فضلي، في مكالمة هاتفية مع نظيره الباكستاني شهريار آفريدي، اليوم السبت، إننا نتوقع من الحكومة الباكستانية التعاون مع قوات الشرطة والجيش في ايران اكثر مما مضى في مجال مطاردة المجموعات الارهابية وقمعها وفق وثائق التعاون الموقعة بين البلدين.

ووصف فضلي، باكستان بالبلد الصديق والشقيق، معتبرا الأمن والتنمية والتعاون بمثابة الاسس في العلاقات بين البلدين. واشار الى مراسم الزيارة الاربعينية داعيا حكومة باكستان الى تسهيل ايفاد الزائرين من هذا البلد عبر أراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية.

الزوار الشيعة

ونوه وزير الداخلية الإيراني إلى ان الخطوات والتسهيلات اللازمة في مجال إيفاد الزوار الباكستانيين الشيعة عبر المنافذ الحدودية المشتركة متوفرة ولا مشكلة في هذا المجال.

وكانت إيران طلبت يوم الثلاثاء الماضي من باكستان للمبادرة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحرير عدد من رجال حرس الحدود "التعبئة والدرك" الذين تم اختطافهم واعتقال من قام بذلك، وتتهم إيران عادة جماعات سنية متشددة مناهضة للنظام الإيراني تتخذ من بلوشستان الحدودية قواعد لها بتنفيذ هذه العمليات.

&واستدعت الخارجية الايرانية استدعاء السفير الباكستاني وتم الطلب إليه إبلاغ حكومة بلاده ان تبادر وفقا للعلاقات الثنائية ومبدأ حسن الجوار والتعهدات الناجمة عن الاتفاقيات الثنائية ومواثيق القانون الدولي الى تعبئة جميع امكاناتها اللازمة لتحرير أفراد قوات التعبئة والدرك الايرانيين و"اعتقال الارهابيين الاشرار المتورطين بالحادث".

وسبق لإيران أن طالبت باكستان في السابق لمواجهة هذه الجماعات واعتقال أفراده، حيث قام بخطف او قتل العديد من الجنود عبر سنوات.&

ووفقا لتقرير إيراني، فإن أفراد حرس الحدود هؤلاء اختطفوا في منطقة الصفر الحدودية "لولكدان" التي تقع في ناحية "ريغ ملك" التابعة لمدينة "ميرجاوة" على بعد 50 كم منها.

اشتباكات مستمرة

وتشهد محافظة سيستان بلوشستان الفقيرة المحاذية لباكستان وأفغانستان، باستمرار اشتباكات يسقط فيها قتلى بين قوات حفظ النظام وانفصاليين بلوش أو جماعات جهادية تتهم طهران إسلام أباد والرياض بدعمها.

وتشكل أقلية البلوش السنية حوالى 2 بالمئة من سكان إيران الذين يشكل الشيعة أكثر من تسعين بالمئة منهم.

يذكر أن جماعتي جيش العدل وجند الله السنتين تقاتلان إيران من أجل تحرير الأراضي البلوشستانية التي تحتلها، وكانت إيران أعدمت زعيم جند الله عبدالملك ريغي العام 2011، وكانت نفذت عدد من عمليات الإعدام بحق أعضاء في المنظمة.

وكان نادي الصحافيين الشباب التابع للتلفزيون الحكومي الإيراني أشار إلى أن هناك عنصرين من استخبارات الحرس الثوري بين المخطوفين وسبعة من الباسيج، حركة المتطوعين الإسلاميين المكلفة مهام عديدة لحفظ النظام.

وأضاف أن الباقين هم من حرس الحدود، مشيرا إلى أنهم كانوا يشاركون جميعا في "عملية أمنية" لم يحدد طبيعتها. لكن ما لبث أن ألغى الخبر من موقعه الإلكتروني.
&