نصر المجالي: بحث أمين مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، والمستشار الأميركي للأمن القومي، جون بولتون، آفاق بناء الحوار بين البلدين حول القضايا الاستراتيجية، وينتظر أن يلتقي الرئيس الروسي مع الزائر الأميركي يوم الثلاثاء.

وفي ختام محادثات أجراها باتروشيف وبولتون "وهو عرّاب انسحاب واشنطن من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى" في موسكو، اليوم الاثنين، أشار الناطق باسم مجلس الأمن الروسي، يفغيني أنوخين، إلى أن الجانبين "أكدا أهمية مواصلة الاتصالات على مستوى مجلسي الأمن، وكذلك على مستوى وزارات ومؤسسات معينة للدولتين حول قضايا الأمن".

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أفادت السفارة الأميركية لدى موسكو بأن باتروشيف وبولتون بحثا، المعاهدة الروسية الأميركية حول الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وسوريا وإيران وكوريا الشمالية ومحاربة الإرهاب.

وأفادت السفارة، عبر صفحتها في (تويتر)، بأن باتروشيف كان أول مسؤول روسي التقى بولتون به بعد وصوله إلى موسكو، أمس الأحد.

وجاءت زيارة مستشار لشؤون الأمن القومي الأميركي بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستنسحب من المعاهدة الموقعة بين موسكو وواشنطن بشأن الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، بزعم أن روسيا والصين "تنتهكانها"، وهو اتهام نفته موسكو مرارا.

لقاء مرتب

وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكد سابقا أن مصير المعاهدة حول الصواريخ سيناقش&أثناء اللقاء المرتقب بين الرئيس فلاديمير بوتين وجون بولتون. وفي إشارة إلى تصريحات ترامب ذكر بيسكوف أنها "ستتطلب توضيحات من الجانب الأميركي".

وقال الكرملين إن مصير المعاهدة الروسية الأميركية حول الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى سيناقش أثناء اللقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين والمستشار الأميركي للأمن القومي، جون بولتون.
وفي تعليق على تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حول انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة، قال بيسكوف: "لا شك في أن التصريحات الأخيرة (لترامب) ستتطلب توضيحات من الجانب الأميركي".

جنوب القوقاز&

يذكر أن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي وصل إلى موسكو يوم الأحد، للقاء مسؤولين روس، وذلك قبل بدء جولته في دول جنوب القوقاز. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن بولتون يخطط لإطلاع الجانب الروسي على موقف واشنطن من موضوع المعاهدة التي برر ترمب، أمس السبت، انسحاب الولايات المتحدة منها بـ"انتهاكها" من قبل روسيا، دون أن يذكر أي تفاصيل.

وجرى توقيع المعاهدة بين موسكو وواشنطن بشأن قيام الطرفين بتدمير ترسانتيهما من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية،، أثناء زيارة الرئيس السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف، إلى العاصمة الأميركية في 8 ديسمبر 1987.

وشملت المعاهدة طبقة واسعة من الصواريخ ذات المدى المتراوح بين 500 وألف كم، وبين 1000 و5500 كم، بما فيها صواريخ نشرها الاتحاد السوفياتي في كوبا عام 1962، مما أثار "أزمة الكاريبي" في حينها.

وتتبادل الولايات المتحدة وروسيا، خلال السنوات الأخيرة، الاتهامات بانتهاك المعاهدة.

دور بولتون

ويشار إلى أن صحيفة "الغارديان" اللندنية كانت كشفت نقلا عن مصادر مطلعة على مبادرة مستشار الأمن القومي الأميركي أنه يدفع لانسحاب بلاده من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى التي أبرمت قبل 30 عاما.

وهذه المبادرة على خلاف مواقف الرئيس الأميركي، وعدد من حلفاء الولايات المتحدة. وأصدر بولتون، ثالث مستشار للأمن القومي في إدارة ترمب منذ أقل من عامين، توصية بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى عام 1987، والتي تقول الولايات المتحدة إن روسيا تنتهكها بتطوير صاروخ كروز جديد.

معارضة

ويواجه اقتراح بولتون معارضة شديدة من وزارتي الخارجية والبنتاغون، ما أدى إلى تأجيل اجتماع في البيت الأبيض، كان مقررا يوم الاثنين المقبل لمناقشة مبادرة بولتون.

ويسعى بولتون، الذي اشتهرت حياته السياسية بمعارضة معاهدات الحد من التسلح، إلى التخلي عن الدور التقليدي لمستشاري الأمن القومي الأميركي، عبر اقتصار مهماتهم على التنسيق بين القيادة السياسية والوكالات الاستخبارية، إذ أصبح محركا بارزا للتغيير الجذري في داخل البيت الأبيض، وفقا لصحيفة "الغارديان".

ويقول مسؤولون أميركيون سابقون إن بولتون يعوق المحادثات بشأن تمديد معاهدة بداية جديدة التي وقّعتها الولايات المتحدة مع روسيا عام 2010، للحد من الرؤوس الحربيّة النووية الاستراتيجية المنتشرة حول العالم، بالإضافة إلى الحد من أنظمة ربطها، والتي من المقرر أن تنتهي (المعاهدة) في عام 2021.
&