مراكش: في واحدة من أهم مستجدات دورته الـ 17، التي تنظم ما بين 30 نوفمبر و8 ديسمبر المقبلين، يقترح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من خلال فقرة "محادثة مع"، تصوراً جديداً للقاء مع أكبر أسماء السينما العالمية.

وهكذا، فبعد متابعة سلسلة من دروس "ماستر كلاس" خلال الدورات السابقة، فإن الجمهور ووسائل الإعلام ومهنيي&السينما سيكونون مدعوين، في دورة هذه السنة، إلى حضور نقاش حر ولحظات مميزة من التبادل والتفاعل مع عدد من كبار الفن السابع العالمي. يتعلق الأمر، حسب بيان للمنظمين تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، بسبعة أسماء وازنة في سماء السينما الدولية أكدت مشاركتها في هذا الموعد الرئيسي في دورة هذه السنة لمهرجان مراكش: المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، والممثل المتميز روبيرت دي نيرو، والمخرج والروائي والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرجة والفنانة الفرنسية آنييس فاردا، والمخرج المصري يسري نصر الله، والمخرج الروماني كريستيان مونجيو ،الحائز على السعفة الذهبية بـ"كان" عام 2007، والفرنسي تييري فريمو المندوب العام لمهرجان "كان" ومدير معهد "لوميير" بمدينة "ليون".

ونقل المنظمون عن مارتن سكورسيزي، قوله عن الصيغة الجديدة للنقاش السينمائي: "أنا سعيد بالعودة إلى المغرب، هذا البلد الذي أحسه قريباً مني، وسعيد بالمشاركة في دورة جديدة لمهرجان الفيلم بمراكش. أتطلع بشوق إلى لقاء أصدقائي القدامى، والتعرف على أصدقاء جدد، ومشاهدة بعض الأفلام التي ستعرض في إطار هذا المهرجان الذي سيظل عزيزا على قلبي".

وباعتماده هذا الموعد السينمائي الكبير، يؤكد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بقوة، حسب منظميه، مكانته كفضاء للتعبير والتبادل والتفكير في شؤون الفن السابع.

مارتن سكوسيزي

يعد مارتن سكوسيزي من الوجوه البارزة والرئيسية في السينما العالمية منذ أكثر من 40 سنة، فهو ليس مخرجا أسطوريا فقط، بل كذلك مدافع لا يكل ولا يمل عن الفن السابع. كما أنه مدرسة قائمة الذات لها العديد من المريدين عبر العالم. وقد صور العديد من النجوم الكبار، مثل روبيرت دي نيرو وليوناردو دي كابريو، والممثلين المفضلين لديه، بعضاً من أعظم أفلامهم تحت إدارته.

كما يعد سكورسيزي، الذي حاز العديد من جوائز الأوسكار، بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج عن شريطه "المغادرون"، واحدا من المخرجين الأكثر تأثيرا في العالم. وتعتبر أعماله من بين الأفلام الأكثر تتويجا والأكثر إطراء من طرف النقاد، ولعناوينها صدى قوي في الذاكرة: "شوارع متواضعة و"سائق الطاكسي" و"الثور الهائج" و"الإغراء الأخير للمسيح" و"أصدقاء طيبون" و"عصابات نيويورك" و"الطيار" و"المغادرون". كما يمكن ذكر "جزيرة شاتر" و"هوغو كابريه" اللذين حاز بفضلهما جائزة الـ"غولدن غلوب" لأحسن مخرج.

ويشتغل سكورسيزي حاليا على فيلمه الطويل الجديد "الإيرلندي"، مع روبير دي نيرو وآل باتشينو وجو بيسكي، كما يعكف على إعداد فيلم حول الجولة العالمية لبوب ديلان عام 1975.

وسكورسيزي هو مؤسس ورئيس "مؤسسة الفيلم"، وهي منظمة غير ربحية تهتم بالحفاظ على الأفلام وترميمها.

روبيرت دي نيرو

يعتبر روبيرت دي نيرو، بمسيرته الاستثنائية، واحدا من أكبر الممثلين في تاريخ السينما. وصار ضمن خانة الممثلين الأكثر شهرة وتكريسا في العالم بفضل مشاركته في أفلام أكبر المخرجين العالميين مثل مارتن سكوسيزي وفرانسيس فورد كوبولا وبراين دي بالما وإليا كازان وسيرجيو ليون وبرناردو برتولوتشي ومايكل تشيمينو ومايكل مان وكوينتين ترانتينو.

ودشن دي نيرو، الممثل والمخرج والمنتج، مسيرته تحت قيادة المخرج براين دي بالما بدور أول أثار الانتباه في فيلم "حفلة زواج" عام 1969، ولكن موهبته الكبيرة لن تطفو حقا إلى السطح سوى في "شوارع متوسطة" (1973) تحت قيادة مارتن سكورسيزي.

وفي 1974، سيفوز بأوسكار أفضل دور ثانٍ عن أدائه لشخصية "فيتو كارليون"، الشاب في فيلم "العراب II" لفرانسيس فورد كوبولا. أما "سائق الطاكسي" لمارتن سكورسيزي (السعفة الذهبية سنة 1976)، فسيدخله إلى نادي الكبار ويمكنه من الترشح مجددا للأوسكار.

وسيتكرر الأمر ذاته في 1979 مع "صائد الغزلان" لمايكل تشيمينو. كما سينال أوسكار جديد وجائزة "الغولدن غلوب" عن أدائه لدور بطل الملاكمة "جاك لا موطا" في "الثور الهائج" لسكورسيزي.

وبالموازاة مع مسيرته الغنية كممثل، يرأس روبير دي نيرو شركة "تروبيكا بروديكش"، وهو من مؤسسي "مهرجان تريبكا للفيلم" بنيويورك.

غييرمو ديل تورو

فضلا عن كونه مخرجا غزير الإنتاج، يكتب غييرمو ديل تورو الذي ولد في غوادالاخار بالمكسيك، السيناريو والرواية، كما أنه منتج سينمائي.

تسكن أفلامَه الكثيرُ من المخلوقات العجائبية، مثل الوحوش، الكائنات الغربية، الأبطال الخارقين، مصاصي الدماء، والأشخاص البرمائيين. والحال أنه كان، وهو لايزال طفلا، يؤثث غرفته بصور شخصيات مرعبة، فخياله المميز هذا تشكل منذ صغره. في 1993 أخرج "كرونوس" وحاز اعترافا فوريا وعالميا.

في فيلمه الأخير، الذي يعتبر الأكثر نجاحا، والأكثر رشدا، يتناول غييرمو ديل تورو قصة "إليسا"، وهي شابة خرساء تشتغل في مختبر حكومي سري تسقط في حب مخلوق من الزواحف يعاني الأسر. وقد رشح فيلمه هذا "شكل الماء" لنيل 13 جائزة أوسكار حاز منها أربعة (أفضل مخرج وأفضل فيلم، وأفضل ديكور وأفضل موسيقى) كما حاز على الأسد الذهبي في مهرجان البندقية سنة 2017، وحصد أيضا 3 جوائز بافتا (جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام) في 2018 (أفضل اخراج، أفضل موسيقى وأفضل ديكور)، كما حصل على جائزة "غولدن غلوب" لـ"أفضل مخرج".

وبفضل هذه التحفة، وهي قصيدة في مدح الاختلاف، يعود ديل تورو إلى النجاح الذي حققه مع "متاهة بان" الذي حاز على أوسكار أفضل تصوير وأفضل ديكور وأفضل ماكياج. في المجموع حاز الفيلم على أكثر من 40 جائزة دولية، وظهر في أكثر من 35 لائحة للنقاد باعتباره واحدا من أفضل أفلام السنة.

بجرأته واستخدامه التأثيرات الخاصة، شكّل غييرمو ديل تورو عالماً فريداً يضاعف الجسور بين الواقع والخيال والكوابيس والمخلوقات الشريرة والبشر البشع.
وبالإضافة إلى أعماله السينمائية، يعتبر ديل تورو منتجًا ناجحًا ومبدعًا لمسلسل "السلالة"، الذي شارك في تأليفه شوك هوغان وظهر في قائمة أفضل الكتب مبيعا على نيويورك تايمز، وسلسلة الرسوم المتحركة العائلية ترول هونترز.

أنييس فاردا

تحظى أنييس فاردا، وهي شخصية مميزة ومخرجة فرنسية رئيسية في تيار الموجة الجديدة، باعتراف دولي كبير (الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، السعفة الذهبية الفخرية بمهرجان كان، أوسكار فخري، إلخ). وهي مصورة، وسيناريست، وممثلة، ومخرجة، وفنانة تشكيلية. ولا يبدو أن هناك حدودا لفضولها الهائل. وفيلمها الأخير "وجوه وأماكن"، الذي أنجزته مع الفنان الشاب "جي أر" والذي ترشح لجوائز الأوسكار 2018، دليل آخر على حرية هذه الفنانة الاستثنائية، وقدراتها الإبداعية الهائلة.

وفضلا عن هذا، فـ"أنييس فاردا" مصورة، وعملت في الخمسينيات مصورة لصالح مهرجان أفينيون للمسرح. كما أنجزت بروبورتاجات في الصين وكوبا والبرتغال وألمانيا، فضلا عن إنجازها لمجموعة من الصور الشخصية. وفي 2003، وبـ"بنيال البندقية للفنون"، انطلقت حياة أنييس فاردا كـفنانة تشكيلية مميزة تمزج في معارضها بين التشكيل والفيديو والتصوير.

يسري نصر الله

يعرف المخرج المصري يسري نصر الله بالتزامه. وهو اليوم واحد من الوجوه الأكثر تأثيرا في سينما المؤلف بمصر. &ولد يسري، الذي يعتبر وريثا ليوسف شاهين وكان مساعدا له في عدد من أفلامه بل وشاركه كتابة السيناريو في شريطين، بالقاهرة، وهو مجاز في الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.

اشتغل، ما بين 1978 و1982، ناقدا سينمائيا ومساعدا في الإخراج ببيروت. ثم أصبح مساعدا ليوسف شاهين، الذي سيسخر شركته "مصر" لإنتاج أفلامه.
وتتناول أشرطة نصر الله الأصولية الدينية في الإسلام، واليسار، والمنفى. وقد عرض فليمه "بعد الموقعة"، الذي أنجزه بعد الثورة، في مهرجان "كان" سنة 2012، وهو يتناول "الربيع العربي"، وما شابه من إحباط وخيبة أمل.

ولم يتردد نصر الله في استثمار الأحداث الأكثر حرارة في فيلمه، إذ جمع بين الصور الحية من ميدان التحرير، أي الواقع التاريخي، مع مشاهد من وحي الخيال.

كريستيان مونجيو

"أربعة أشهر، ثلاثة أسابيع، ويومان" والسعفة الذهبية بـ"كان" 2007، "باكالوريا" وجائزة الإخراج بـ"كان" 2016، "خلف التلال" وجائزة السيناريو وجائزتان عن أحسن أداء نسوي للممثلتين "كوسمينا ستراتان" و"كريستينا فلوتور" بـ"كان" 2012 .. هذه بعض من إنجازات المخرج الروماني "كريستيان مونجيو" التي تتميز بطابع حميمي وكوني في الآن ذاته. فهو يرسم في كل واحد من أفلامه صورة مفعمة بالحساسية لأشخاص وجدوا أنفسهم متورطين في دوامات يستحيل الخروج منها.

وسواء تناول موضوع الإجهاض المحظور في رومانيا، أو قصة مأساوية لطرد الجن في أحد الأدرية، أو حكاية طبيب مستعد للقيام بكل شيء لمساعدة ابنته على مغادرة رومانيا، فإن المخرج الروماني يرسم لنا في كل مرة صورة مجتمع ينخره التطرف الديني والجهل والفساد.

ولد كريستيان مونجيو، وهو مخرج وسيناريست ومنتج، في 1968 بمدينة "لاسي" في رومانيا. بدأ حياته صحافيا بالصحافة المكتوبة في نهاية الثمانينيات كما اشتغل بالإذاعة والتلفزة. ونستشف من طريقة اختياره لمواضيع أفلامه وتناوله الدقيق لحكاياته المستلهمة من الحياة اليومية ومن الحوادث، ذلك الانشغال الذي يميز التحقيقات الصحافية.

تييري فريمو

ترعرع تييري فريمو، الذي ولد في 29 مايو 1960، ببلدة "تولان &فور" بشرق فرنسا، بحي "مانغيت" أحد أشهر الأحياء الشعبية بمدينة "ليون". وبعد متابعة الدراسة في تخصص التاريخ المعاصر بجامعة "ليون 2"، أنجز بحث التخرج حول ميلاد مجلة "بوزيتيف" والحياة السينمائية في عقد الخمسينيات. كما أنجز بحثا لنيل ديبلوم الدراسات المعمقة يحمل عنوان "من أجل تاريخ اجتماعي للسينما".

بعد أن انضم إلى "معهد لوميير" كمتطوع في 1982، سيصبح المسؤول عن برامجه في 1990، ثم مديره الفني في 1993، ومديره العام في 1999. كما كان مسؤولا عن تنظيم الاحتفال بمائوية السينما في مدينة "ليون" عام 1995. ودون التخلي عن مهامه في "معهد لوميير"، شغل منصب المندوب الفني لمهرجان "كان" في سنة 2000، ثم المندوب العام لهذا المهرجان العالمي في 2007.
&