الرياض: أكّد مسؤولون سعوديون في ختام مؤتمر اقتصادي في الرياض الخميس أن المملكة "راضية جدا" عن نتائج المنتدى الذي تعوّل عليه السعودية لجذب استثمارات.

وتوقع وزير المالية السعودي محمد الجدعان انخفاض العجز بشكل كبير في 2018، عن مستوياته المقدرة بفضل تزايد الإيرادات.

وأضاف الجدعان، خلال مشاركته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض، "قمنا بإدارة برامج التوازن المالي، وقد حققنا الكثير من النجاح لتقليل العجز من 16% إلى 9% في العام الماضي، وفي السنة سنحظى بعجز أقل بكثير من 9%، وفي الربع الثالث من هذه السنة تحسنت الإيرادات غير النفطية بشكل كبير بنسبة 48%، وهذه الزيادة لم تأتِ من النفط، ولكنها مبادرات ذاتية ونفذت بالعناية والتنسيق الكاملين&بين جميع الأجهزة الحكومية".

وأوضح الجدعان "قللنا كثيرا في الاعتماد على النفط، وارتفاع الإيرادات غير النفطية في الربع الثالث فاق&التوقعات، وهذا لم يضغط على الإنفاق، والذي ارتفع أيضا، حيث نمكّن الوزارات من القيام بمهامها، والإنفاق زاد في الربع الثالث بـ25%، وسوف نقلل العجز ونزيد ميزانيتنا وإيراداتنا لنوفر الوقود الدافع في الاقتصاد وبالطريقة الملائمة".

وقال وزير المالية السعودي في اليوم الثالث والاخير من منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" إن المؤتمر "حدث رائع ونحن راضون جدا".

وأعلنت الرياض في اليوم الاول عن التوصل الى اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات عالمية في مجالات النقل والطاقة وغيرها، بقيمة قدّرتها بأكثر من 50 مليار دولار.

وقال نظمي النصر الرئيس التنفيذي لمشروع بناء مدينة "نيوم" الضخمة التي أعلن عنها في نسخة العام الماضي من المنتدى، عن نتائج المؤتمر في ظل الانسحابات، فقال "لقد عقدنا عشرات الاجتماعات هنا خلف الأبواب المغلقة".

وأضاف أن السعودية ستتمكن من بناء أرض المستقبل بالتخطيط السليم.

وأكد النصر ثقته في اكتمال مراحل تطوير الاستراتيجية، وبدء التنفيذ قبل الموعد المحدد عام 2025.

وشدد في حوار له مع "الشرق الأوسط" على أن "الإرادة السياسية والتمويل الكافي والحوكمة" تعد مرتكزاً وضماناً لتنفيذ مراحل التخطيط، بالجودة والوقت المحددين، وضمن الميزانية المرصودة.

وأشار النصر إلى أن التحدي الأكبر في تحقيق رؤية "نيوم" هو ببساطة التخطيط المتأني المستشرف للفرص المستقبلية (المتوسطة والبعيدة). وكما ذكر الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس المجلس التأسيسي لـ"نيوم"، خلال الإعلان عن رؤية المشروع، فإننا لا نريد أن نكتشف بعد 15 عاماً أننا أضعنا فرصة لأننا لم نخطط لها بشكل سليم. وما تم إنجازه حتى الآن (كماً ونوعاً) يرتكز على التخطيط السليم.