إيلاف من لندن: اعتبر النائب الاول للرئيس الإيراني إسحاق جيهانغيري مشاركته اليوم مع مليوني إيراني في أربعينية الامام الحسين في مدينة كربلاء العراقية رسالة سياسية موجهة إلى العالم، بينما قال وزير الخارجية ظريف ان المشاركة الملحمية في الزيارة هي رسالة تجسد الكفاح من أجل تحقيق العدالة.. بينما قام 30 الف رجل أمن بتأمين الزائرين.

وقال جيهانغيري الذي وصل إلى مدينة كربلاء بجنوب العراق الثلاثاء مشاركا في مراسيم اربعينية الامام الحسين بن علي بن ابي طالب إلى جانب مليوني إيراني دخلوها، والتي انتهت اليوم ان "حضور الشعب الإيراني لزيارة الأربعين إنما هو رسالة سياسية وثقافية واجتماعية موجهة إلى العالم أجمع تجسد عمق العلاقة والألفة بين الشعبين الإيراني والعراقي وبالخصوص في الآونة الأخيرة".

وأضاف جيهانغيري بعد زبارته لمرقد الإمام علي في النجف " تشرفت اليوم بزيارة الإمام علي (ع) و إن زيارتي اليوم تهدف إلى الانضمام إلى جانب شعبنا لإحياء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع )"، كما نقلت عنه وسائل اعلام إيرانية تابعتها "إيلاف".

وزاد قائلا "اننا نقدم شكرنا الوافر إلى العراق حكومةً وشعباً لما قدموه من حسن الضيافة والاستقبال لجموع الزائرين الغفيرة في هذه المناسبة العظيمة".. مؤكداً دعم إيران المتواصل حكومةً وشعباً للعراق وللعتبات المقدسة في النجف وكربلاء والمحافظات الأخرى.

&وخلال اجتماعه مع محافظ النجف لؤي الياسري، أشار جهانغيري إلى أنّ زيارته هذه بمثابة تثمين لاستضافة الشعب العراقي لمليوني زائر إيراني.. وقال إن تشكيل الحكومة العراقية يعكس الديمقراطية في المنطقة ويساهم في تطوير العراق.

من جهته، قدم الياسري شرحاً لجهانغيري حول زيارة الأربعين المليونية موضحًا أن الحكومة المحلية وبالتنسيق مع الحكومة الاتحادية وكذلك استنفار جميع دوائر المحافظة المختلفة ومؤسساتها استطاعت أن تحتضن هذه الجموع الغفيرة المليونية وأن تقدم لها كل التسهيلات اللازمة لأداء مراسيم الزيارة بسلاسة وأمان.&

&

ملايين يشاركون في أربعينية الامام الحسين في كربلاء

&

جهانغيري يتصل بالرئيس العراقي

ثم عبر جهانغيري في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح عن تثمينه لحسن استضافة العراق حكومة وشعبا لزوار الاربعين، بمن فيهم الزوار الإيرانيون.

وقال رئيس المجلس الاعلى&المشترك للعلاقات بين إيران والعراق خلال المكالمة إن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية الراسخة بين البلدين لابد ان تتوثق اكثر من ذي قبل على جميع الصعد.
وقدم جهانغيري دعوة للرئيس العراقي لزيارة إيران.

من جانبه، عبر الرئيس صالح عن ارتياحه لمشاركة النائب الاول للرئيس الإيراني في مراسم اربعين الامام الحسين، وأشار الى&نجاح العراق في اقامة مراسم الاربعين قائلا إن الحكومة والمسؤولين في العراق يفخرون باقامة هذه المراسم بافضل شكل ممكن. وعبّر عن شكره للدعوة التي تلقاها لزيارة إيران معربا عن امله في ان يقوم بها في اول فرصة ممكنة.

ظريف: الاربعينية مشاركة ملحمية بكفاح من اجل العدالة&

ومن جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ما اسماها المشاركة الملحمية في مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين بمثابة رسالة تجسد الكفاح الذي لاينتهي من أجل تحقيق العدالة.&

وكتب ظریف في تغريدة على موقع تويتر اليوم قائلا "إن مستبدًا قبل 14 قرنا تصور واهما ان بامكانه اقتلاع مقاومة الامام الحسين عليه السلام كما ان صداما والقاعدة وداعش تصوروا انهم يستطيعون انهاء هذه المقاومة لكن 17 مليون شخص من جميع ارجاء العالم بينهم مليونا إيراني احتشدوا اليوم في مدينة كربلاء".&

وأضاف ان رسالة هؤلاء هي ان اي مستبد لن يستطيع انهاء الكفاح من اجل العدالة. ومن جانبه، أعلن مجلس محافظة كربلاء عن تسجيل دخول 15 مليون زائر إلى المحافظة من بينهم أربعة ملايين زائر عربي واجنبي.&

وقال امين سر المجلس محفوظ التميمي في تصريح صحافي إن الاعداد التخمينية تشير إلى تجاوز اعداد الزائرين 15 مليون زائر مبينا أن " إدارة المحافظة استنفرت جميع كوادرها فضلا عن الاستعانة بالمتطوعين من المحافظات الاخرى خدمة للزوار وانجاح الزيارة.

ومن جانبه، اوضح نائب محافظ كربلاء علي الميالي ان أكثر من 30 ألف عنصر أمني قد شاركوا في تأمين الزيارة، منوها إلى وجود 21 الف وسيلة نقل تشارك في نقل الزائرين، وقال إن 10 الاف فريق&يقدمون الخدمات للزوار.

اما وزير النقل العراقي عبد الله لعيبي فقد أعلن اليوم عن بدء عملية التفويج العكسي لزائري كربلاء بعد انتهاء مراسم زيارة الاربعينية.

وأوضح لعيبي في بيان ان "أساطيل وزارة النقل باشرت بعملية التفويج العكسي لزائري الاربعين وعلى مختلف المحاور" مؤكداً "زج الالاف من المركبات والباصات الاحتياط المختلفة السعات لاستيعاب الحشود المليونية التي توافدت لاحياء ذكرى اربعينية إستشهاد الامام الحسين".

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد حل بكربلاء امس للاطلاع على الاجراءات الامنية والخدمية المقدمة للزائرين، فيما قال الرئيس العراقي برهم صالح في كلمة له إن بالمناسبة ان اربعينية الامام الحسين تعطي الدافع لتحقيق الاصلاح المنشود.. معتبرا ان ثورة الحسين هي ثورة الحرية والعدالة وتحقيق الاصلاح وتغيير الواقع فيما درت الزيارة 80 مليون دولار على العراق، حيث قام كل زائر اجنبي بدفع 40 دولارا رسماً لدخوله إلى الاراضي العراقية للمشاركة في الاربعينية.

وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة، حيث اعتاد الملايين منهم من داخل العراق وخارجه وخاصة إيران على احياء هذه الشعائر كل عام في مثل هذه الايام متحدين مخاطر استهدافهم من قبل الجماعات الإرهابية والتقلبات المناخية القاسية، وهم يقطعون مئات الكيلومترات سيرا على الاقدام إلى مدينة كربلاء، حيث مرقد الامام الحسين بن علي بن أبي طالب ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية أفرادا وجماعات مطلع شهر صفر.

كما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات العراقية مئات الاف الاخرين من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين ليصلوا إلى مدينة كربلاء في العشرين من الشهر ذاته الذي يصادف الزيارة أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة المدينةعام 61 للهجرة حتى أصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا.

&

&