فلوريدا: صعَّد الرئيس دونالد ترمب حدة تصريحاته المناهضة للهجرة خلال تجمع انتخابي في ولاية فلوريدا الاربعاء بعد تهديده بإرسال 15 ألف جندي إلى الحدود المكسيكية أي ما يعادل حجم القوات الاميركية في أفغانستان.

وقال ترمب في فورت مايرز "لديهم الكثير من العتاة في تلك القوافل. انهم ليسوا ملائكة"، متحدثاً عن المهاجرين القادمين من دول أميركا الوسطى الفقيرة والمتجهين نحو الولايات المتحدة أملا في حياة أفضل أو هرباً من العنف. وقال "نحن مستعدون للقافلة، يا أصحاب".

وفي معرض رفضه الاتهامات الموجهة إليه بأن خطابه الذي يؤجج الانقسامات حول الهجرة هو الذي يغذي التطرف، أعلن ترمب عن إمكان إرسال القوات إلى الحدود قبل التوجه إلى فلوريدا في المرحلة الأخيرة من الحملة قبل انتخابات منتصف الولاية يوم الثلاثاء المقبل.

وسيشارك ترمب في 11 تجمعاً انتخابياً في ثماني ولايات في الأيام الستة المقبلة أملاً في إلهاب حماس الناخبين الجمهوريين الملتزمين واستنهاض الحزب للاحتفاظ بهيمنته على مجلسي الكونغرس في حين يهدد الديمقراطيون بإشعال النار تحت أقدام ترمب إذا تمكنوا من السيطرة حتى على أحد المجلسين.

وفي صلب رسالة ترمب إلى مؤيديه الصاخبين ذوي الولاء المطلق له، &تحذيره بصورة شبه يومية من أن أميركا تتعرض حرفياً للهجوم بسبب "غزو" المهاجرين غير القانونيين ومن أن الديمقراطيين مستعدون لفتح الحدود أمامهم.

ومنذ الثلاثاء، أعلن ترمب أنه تم إرسال أكثر من 5000 جندي إلى الحدود. وتعقيبا على إعلانه عن هذه الخطوة غير المألوفة إلى حد كبير، عاد وقال الأربعاء للصحافيين في البيت الأبيض، "سنرسل ما بين 10 و15 ألف عسكري".

كثيراً ما يصف ترمب المهاجرين غير القانونيين - ومن بينهم قلة شكلوا مجموعات بدأت بالسير لمئات الأميال باتجاه الحدود الأميركية - بأنهم "مغتصبون" و"بلطجية".

وقال ترمب عن مجموعة من بضعة آلاف مهاجر ما زالوا في عمق المكسيك بعيداً عن هدفهم، "إنها مجموعة خطيرة من الناس. لن يدخلوا إلى بلادنا".

وتصف وزارة الأمن الداخلي الوضع بأنه "أزمة غير مسبوقة". ومع ذلك، تظهر أرقام الوزارة أن عدد المهاجرين غير القانونيين الذين تم اعتراضهم في عام 2018 بلغ 400 ألف فقط، أي ما يعادل 25 بالمائة فقط من 1,6 مليون اعترضوا في سنة 2000.

بنادق وقنابل

صعد الرئيس لهجته المناهضة للهجرة على مدى شهور. وخلال تجمعاته التي تعقد تحت شعار "لنعد إلى أميركا عظمتها"، مثل تجمع فلوريدا الأربعاء، يوجه ترمب أنصاره ليهتفوا "ابنوا الجدار"، تأييداً لحلمه غير المتحقق في إقامة سياج على طول كامل الحدود الأميركية المكسيكية.

لكن سياسته القومية التي يصفها منتقدوه بأنها تحمل ملامح عنصرية، أثارت جدلاً عميقاً الأسبوع الماضي عندما قام متعصب معاد لليهود بإطلاق النار وقتل 11 شخصاً في كنيس في بيتسبرغ.&

وتفيد تقارير إخبارية أميركية أن القاتل استلهم خطابات ترمب في رغبته المعلنة للقتال دفاعاً عن البيض. وعلى نحو مماثل، تبين أن رجلاً من فلوريدا أوقف الأسبوع الماضي بتهمة إرسال طرود مفخخة إلى أكثر من اثني عشر من معارضي ترمب، هو مؤيد قوي للرئيس.

ووضع التصعيد المقلق لسياساته المتطرفة ترمب في موقف دفاعي حيث ادعى خصومه أنه ساعد في خلق أجواء شعر فيها المهاجمان بالارتياح لتنفيذ خططهما.

والثلاثاء، قام ترمب بزيارة صعبة إلى بيتسبرغ بصحبة زوجته ميلانيا وصهره اليهودي المتدين جاريد كوشنر وابنته إيفانكا.

لعب ترمب الدور التقليدي للرئيس في كنيس "شجرة الحياة" حيث وضع شواهد تذكارية وأمضى أكثر من ساعة في مستشفى قريب مع أرملة أحد القتلى، ثم تحدث عن تجربة "حزينة تهذب النفس".

لكن معارضيه ومجموعات من المتظاهرين المحليين عبروا بصخب عن رفضهم حتى لمجيئه.

وفي دلالة واضحة على الجدل الدائر بهذا الشأن لم يحضر لاستقباله عدا قائد القاعدة الجوية المحلية وزوجته، فقد كان رئيس بلدية بيتسبرغ من بين الذين اقترحوا بقاء ترمب بعيداً.

زيادة الجرعة

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز أن "البعض طلبوا منه الحضور" وأصرت على أنه ذهب "لتمثيل البلاد في هذه الأوقات".

ويبدو أن ترمب استعاد مزاجه القتالي الأربعاء وكتب في تغريدة أنه وميلانيا لقيا "استقبالاً جيداً جداً في بيتسبرغ". وقال "لم نرَ احتجاجا صغيراً نظم في مكان بعيد. القصص التي نشرتها وسائل الإعلام الكاذبة تحدثت عن عكس ذلك. هذا مشين!"

ثم استعرض أحدث خطة لافتة للنظر للحد من الهجرة وهي إزالة الحق الدستوري في حصول كل من يولد على الأراضي الأميركية على الجنسية. ووصف ترمب هذا الحق الذي تضمنه كذلك كندا والمكسيك، بأنه متقادم وثغرة يستفيد منها أبناء المهاجرين غير القانونيين.

وكتب على تويتر: "العالم يستخدم قوانيننا على حسابنا. إنهم يضحكون على الغباء الذي يرونه!"

ومع ذلك، أثار مقترح ترمب وتوقيته الجدل لا سيما لإصراره على أن بإمكانه بمرسوم إزالة حق يكفله الدستور.