يبدو أن الأزمة متواصلة داخل بيت الحكومة المغربية بقيادة الطبيب النفساني سعد الدين العثماني، إذ عاد الخلاف إلى الواجهة بعد مقاطعة نواب حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب، تقديم وزير الشباب والرياضة المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الطالبي العلمي، لميزانية وزارته في اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية، مساء الإثنين.

إيلاف من الرباط: علمت "إيلاف المغرب" من مصادر برلمانية، أن رئاسة فريق حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب وجّهت تعليمات صارمة إلى أعضاء الفريق في لجنة القطاعات الاجتماعية، من أجل مقاطعة اجتماع تقديم وزير الشباب والرياضة للموازنة الفرعية لوزارته برسم سنة 2019.

ونفى مصدر من داخل الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في اتصال مع "إيلاف المغرب"، أن تكون قيادة الحزب على علم بالقرار أو أمرت به، مبرزًا أن هذا الموقف لم يجرِ تدارسه بأي شكل من الأشكال في الاجتماع الأسبوعي لأمانة الحزب، الذي انعقد السبت الماضي.

تأتي مقاطعة نواب حزب العدالة والتنمية للوزير العلمي، ردًا على تصريحات هذا الأخير، قبل أسابيع، والتي اتهم فيها حزبهم بتبني "مشروع تخريبي"، وهو ما أثار موجة ردود غاضبة داخل الحزب، بلغت حد مطالبة رئيس الحكومة بإقالته من الحكومة وفك التحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار.

ويبدو أن قرار الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه إدريس الأزمي، أحد المقربين من رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، مقاطعة تقديم وزير الشباب والرياضة الموازنة الفرعية لوزارته، جاء منسجمًا مع رد ابن كيران على تصريحات العلمي، حيث وصفه بـ"قليل الحياء"، وعبّر عن غضبه من رد فعل قيادة الحزب إزاء كلامه.

وقال ابن كيران ردًا على العلمي وحزبه إن "الفساد هو الذي يسبب الخراب، وليس حزب العدالة والتنمية"، وشدد على أن العثماني كان ينبغي أن يوقف الأمور عند حدودها، حتى لو تطلب ذلك إسقاط الحكومة، حسب رأيه.

سيفتح الحادث الباب مجددًا أمام عودة الصراع بين الحزبين البارزين في الغالبية، إذ يتوقع أن يرد نواب "التجمع الوطني للأحرار" في الغرفة الأولى من البرلمان على الوزراء المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية بأشكال مماثلة، يمكن أن تكون لها تداعيات على تماسك الغالبية.


&