غزنة: كثّفت حركة طالبان الأحد هجماتها في جنوب شرق أفغانستان حيث تقطن أقليّة الهزارة الشيعية، وذلك بالتزامن مع عودة المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد إلى كابول في محاولة لإقناع الحركة المتمرّدة بوضع حدّ للنزاع المستمر منذ 17 عاماً.

وفي الساعات الأولى من فجر الأحد اندلعت معارك عنيفة في منطقة جاغوري بولاية غزنة أوقعت 25 قتيلاً، هم 15 عنصراً من القوات الأمنية الأفغانية و10 مدنيين، بحسب ما أعلن المتحدّث باسم شرطة الولاية أحمد خان سيرات لوكالة فرانس برس.

وأضاف أنّ المعارك أسفرت أيضاً عن إصابة ستة عسكريين وثمانية مدنيين بجروح.

وتعذّر تأكيد هذه الحصيلة من مصدر آخر في هذه الولاية التي تعاني شبكة الاتصالات فيها من مشاكل جمّة، كما أنّ المتحدّث باسم وزارة الدفاع في كابول لم يردّ على اتصال هاتفي من فرانس برس.

من جهته، قال المتحدّث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في رسالة نصية عبر تطبيق واتساب إنّ المعارك أسفرت عن مقتل 22 عنصراً من الوحدات الخاصّة الأفغانية وإصابة "كثيرين" آخرين بجروح.

ومنذ الأربعاء تدور معارك في جاغوري حيث تخشى السلطات وقوع أعمال عنف إثنيّة تستهدف أقليّة الهزارة الشيعيّة.

وتنتمي الغالبية العظمى من الهزارة إلى الطائفة الشيعية، خلافاً لعناصر طالبان ومعظمهم من الباشتون ممن وُجّهت إليهم اتّهامات بانتهاك حقوق الانسان خلال تسلمهم السلطة بين 1996 و2001.

وأرسلت كابول تعزيزات عسكرية من الوحدات الخاصّة إلى جاغوري لإسناد ميليشيات الهزارة الموالية للحكومة، لكنّ طالبان نفت أن تكون هجماتها تستهدف "عرقية او إتنيّة او طائفة بعينها".

وتأتي هذه المعارك في الوقت الذي عاد فيه إلى كابول خليل زاد الذي التقى السبت الرئيس أشرف غني.

ومن المقرّر أن يزور خليل زاد أيضاً كلاًّ من باكستان والإمارات وقطر حيث المكتب السياسي لحركة طالبان.

ونظّمت روسيا الجمعة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان بمشاركة وفد من حركة طالبان لكنّ المشاركين أقرّوا بعدم تحقيق تقدّم يتيح بدء حوار مباشر بين المتمرّدين والحكومة الأفغانية.

وعقد مؤتمر موسكو في وقت حرج إذ إنّ تقريراً أميركياً صدر أخيراً أفاد بأنّ مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة الأفغانية هي اليوم في أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات وأنّ الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية في أعلى مستوياتها.

وحاولت واشنطن مراراً إجراء مشاورات مباشرة مع حركة طالبان. والتقى ممثلون عن طالبان بمسؤولين أميركيين مرّتين على الأقلّ في قطر في الأشهر القليلة الماضية، كان آخرها في 12 تشرين الأول/أكتوبر بمشاركة خليل زاد.

وترفض حركة طالبان من جهتها التفاوض مع حكومة كابول كونها تعتبرها غير شرعية وتابعة لقوات "الاحتلال" الأميركي وتريد التفاوض مباشرة مع واشنطن.