أعلنت قوات سوريا الديمقراطية استئناف عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش في شرق البلاد بعد 10 أيام على تعليقها إياها، ردًا على القصف التركي لمناطق سيطرة الأكراد شمالًا، وبالتزامن مع توتر بين الطرفين.

إيلاف: أكدت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه أنه "نتيجة الاتصالات المكثفة بين القيادة العامة لقواتنا وقادة التحالف الدولي، ارتأت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية استئناف عملياتها العسكرية ضدّ تنظيم داعش".

وشددت مصادر كردية لـ"إيلاف" على أن قوات سوريا الديمقراطية مصممة على إنهاء داعش، محذرة من "عواقب التأخر في دحر& مسلحي التنظيم".

ومع بدء القوات التركية منذ نهاية أكتوبر الماضي استهداف مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، وهي العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، وتهديد أنقرة بشن هجوم واسع ضدها، خيّم التوتر على الأجواء في شمال البلاد، إضافة إلى أن الهجمات التركية دفعت التحالف الدولي إلى خفض التوتر عبر التواصل مع كل من قوات سوريا الديمقراطية وأنقرة.&

وخلال الأيام الأخيرة اتخذت الولايات المتحدة التي تدعم "القوات" في مواجهتها لداعش أيضًا تدابير أمنية على الحدود السورية التركية، من شأنها تخفيف التوتر بين أنقرة والمقاتلين ذوي الغالبية الكردية.

تهديدات&
تزامن ذلك مع رفع أنقرة نبرة التهديدات للوحدات الكردية السورية، التي تعتبرها امتدادًا لحزب العمل الكردستاني، الذي يقود تمردًا ضدها منذ عقود، ومصنف لديها "إرهابيًا"، وطاولت التهديدات التركية مناطق واسعة يسيطر عليها الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا.

في غضون ذلك، أعلنت الرئاسة التركية أن أنقرة تتوقع من الولايات المتحدة قطع كل علاقاتها بوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين في أعقاب اجتماع الحكومة التركية، خلال نهاية الأسبوع الماضي، إن "توقعات تركيا الأساسية من الولايات المتحدة، التي تعتبر حليفًا لنا في الناتو وشريكًا استراتيجيًا، تتمثل في أن تنهي كل علاقاتها مع حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب".

خريطة طريق&
فيما أكد تقرير لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الدوريات المسيرة للجيشين التركي والأميركي، في إطار خريطة الطريق المتعلقة بمنطقة منبج السورية، عملت على خفض التوتر في المنطقة.

أضاف التقرير أنه "لم تستكمل خريطة الطريق حتى الآن، لكن يبدو أنه تم تطوير العلاقات الثنائية مع تركيا، وفي الوقت نفسه تحقيق هدف الاستمرار بالعمل مع "ي بي كا"، القوة المقاتلة الرئيسة ضمن قوات سوريا&الديمقراطية "قسد"، المدعومة من قبل الولايات المتحدة".

ولفت إلى أن "هدف الولايات المتحدة الأول في سوريا محدد بالقضاء على داعش"، مؤكدًا "ظهور 3 أهداف أخرى للإدارة الأميركية في سوريا".

وقال إن "هذه الأهداف تتمثل في إخراج إيران وامتداداتها من البلاد، والتأثير على نتائج الحرب السورية في عامها الثامن، وتحقيق الاستقرار في مناطق شمال شرق سوريا، التي تم استردادها من داعش".

توغل في المواقع&
والأحد الماضي، نقلت وكالة ANF News الكردية عن مصدر في "القوات" أنها نجحت في إحباط محاولات "الدواعش" للتوغل داخل مواقعها، كما تمكنت من تدمير سيارة مفخخة "قبل وصولها إلى هدفها"، علاوة على مقتل 31 من مسلحي التنظيم، حيث &لاذت البقية بالفرار".

وأكد المصدر أن تنظيم "داعش" شن هجمات عدة على مواقع لها في ريف دير الزور السورية، لافتًا إلى أن مسلحي داعش&استغلوا جو الغبار الذي عمّ المنطقة، إلى جانب إعلان قواتهم وقف العمليات العسكرية، بسبب هجمات الجيش التركي على ريف مدينتي كوباني (الكردية) وتل أبيض.

وأوضح أن مسلحي "داعش" شنوا هجماتهم بالسيارات المفخخة، وأخرى محمّلة برشاشات "الدوشكا" الثقيلة، إضافة إلى مشاركة "الانغماسيين" في القتال. وقال إن مقاتلي "قسد" تصدوا لتلك الهجمات، التي اندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة، تواصلت حتى ساعات المساء.

في وقت سابق تحدثت وسائل إعلام أيضًا عن خسائر لـ"قسد"، وأن ما لا يقل عن 12 من عناصرها قتلوا، وأصيب أكثر من 20 بجروح، جراء هجوم عنيف مفاجئ شنه تنظيم "داعش" على مواقع لها في منطقة البحرة الواقعة بالقرب من مدينة هجين، في محيط الجيب الخاضع لسيطرة "داعش" في محافظة دير الزور.

وكانت قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" أعلنت تحرير مدينة هجين "الهدف رقم واحد" لعملية شنتها "قسد" ضد المعاقل الأخيرة لتنظيم "داعش" على ضفاف نهر الفرات، والتي بدأت في 11 من سبتمبر الماضي. وبحسب وسائل إعلام فقد أسفرت هذه العملية عن تصفية حوالى 500 من مسلحي "داعش"، فيما خسرت "قسد" 270 من مقاتليها. ووفقًا لخبراء عسكريين، هناك حوالى 4 عنصر من داعش يدافعون عن هجين وضواحيها.&

دمار كبير&

ورصدت "إيلاف" على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تبيّن الدمار الكبير في مدينة هجين، إثر الغارات الجوية من الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي على المدينة في الأيام الماضية.

وفي 31 أكتوبر، علقت قيادة "قسد" هجومها ضد معاقل التنظيم على ضفاف الفرات، بسبب توجيه الجيش التركي ضربات إلى منطقة "كوباني" الكردية في شمال حلب.