نصر المجالي: اتهم كاتب قطري، دولة خليجية بأنها تقف وراء مؤتمر "مؤمنون بلا حدود" الذي منعت السلطات الأردنية عقده بسبب احتجاج من جماعة الإخوان المسلمين ترى أن عناوين المؤتمر وموضوعاته تمسّ الذات الإلهية.

وتزامنا مع زيارة لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد للأردن، اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة من الملك عبدالله الثاني، نشر موقع أردني معروف مقالا للكاتب القطري محمد المسفر، وجه فيه اتهاما مباشرا لدولة الإمارات من دون أن يسمّها، بأنها هي من أسست منظمة "مؤمنون بلا حدود" في العام 2013 بهدف مواجهة الإسلام السياسي.

وقال المسفر في المقال الذي أشاد فيه بمنع الأردن لعقد المؤتمر، إنه سبق لتلك الدولة الخليجية أن عقدت وموّلت ما قال إنه "مؤتمر فتنة" في شهر أغسطس عام 2016 في غروزني عاصمة جمهورية الشيشان موضوعه "من هم أهل السنة؟".

ويضف المسفر: لقد تعرض مدير مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" كما جاء في الإعلام لعملية اختطاف وتعذيب وكتب على ظهره بآلة حادة اسم مؤسسته واتهم المدير جماعة الإخوان المسلمين في الأردن باختطافه وتعذيبه ليثير المجتمع الأردني على الجماعة الإسلامية في الأردن.

رواية كاذبة

ويشير المسفر إلى أن الأجهزة الأمنية الأردنية تقول إن رواية الاختطاف والتعذيب المنسوبة إلى جماعة بعينها هي رواية كاذبة خاطئة وكان يهدف من وراء عمله ذلك إرباك الجبهة الداخلية الأردنية سياسيا وأمنيا محاولا استعداء السلطة والمجتمع على التيار الإسلامي الأردني، ولكن جهوده باءت بالفشل، وانكشف المستور.

وتساءل الكاتب القطري في المقال عن سبب اختيار عمّان وفي هذا التوقيت لعقد المؤتمر ووضع فقرة في برنامج المؤتمر محرمة دينيا واجتماعيا؟ وهل خطط المدير "يونس قنديل" ومعه الممول لتنظيم " مؤمنون بلا حدود" لخلق مشكل سياسي وأمني في الأردن من أجل استثماره للوقيعة بين الإسلاميين والدولة ولصرف أنظار واهتمامات الرأي العام عن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع جثمانه إلى قطع صغيرة يسهل حملها والتخلص منها في داخل القنصلية السعودية؟ الله أعلم بذلك!.

وتابع المسفر في المقال الذي حمل عنوان "كفوا أيديكم وأقلامكم وألسنتكم عن الأردن الشقيق !": نريد مؤتمراتكم ومنتدياتكم وجمعياتكم ولا نريد سماع فقهائكم وقادة فكركم الديني التي تهدف إلى تفتيت الأمة وتمزيق وحدتها في هذه الدولة العربية التي على قمة هرم سلطتها السياسية ملك من قريش ينسب إلى بني هاشم، ومن حوله أحفاد قوافل الشهداء في موقعة مؤتة، واليرموك والعقبة وقلاع الكرك.

تجميد عضوية

وإلى ذلك، يشار إلى أن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، كانت أعلنت يوم الجمعة الماضي، أنها جمدت عضوية أمينها العام يونس قنديل، على خلفية اختلاقه حادثة اختطافه وتعرضه للتعذيب، وكان يونس قنديل قد اختفى قبل ذلك ثم ظهر وادّعى أنّه تعرّض لاختطاف وتعذيب، ولمّا بدأت الشرطة الأردنية بالتحقيق تبيّن لها أنّ حادثة اختطافه وتعذيبه مختلقة، وقد يعاقب عليها بالسجن من 3 سنوات حتى 20 سنة.
وتاليا نص بيان المؤسسة:&

"على ضوء بلاغ الأمن العام الأردني الذي يفيد في نتائج التحقيقات الأولية أن الاختطاف الذي تعرض له رئيس مجلس أمناء مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث الأستاذ يونس قنديل يوم 09/11/2018، هو أمر مختلق.

لذلك تتوجه المؤسسة إلى كل من تضامن وساند بالقول، إننا عندما ندافع فنحن ندافع عن فكرة ومبدأ، لا عن أشخاص، وعندما تضامنتم فقد تضامنتم مع حق ومبدأ بغض النظر عن الشخص، تضامنتم مع ما آمنتم به من مبادئ وقيم أخلاقية، وتكاثفنا جميعاً من أجل مبدأ لا من أجل شخص، ولا يعيبنا ولا يعيبكم ذلك.

تحمّل المسؤولية

ونعلن هنا بأننا مؤسسة بحثية وليست مؤسسة فرد أو شخص، وبأننا نحترم مسار التحقيقات وهو ما أكدناه منذ البداية. وأيّاً يكن المسؤول، فيجب أن يتحمل مسؤولية فعله قانونياً وأخلاقياً، وكما أدنّا حملة التحريض ضد المؤسسة، فإننا ندين ونستنكر أيضاً استخدام أية وسيلة أو فعل لا أخلاقي ولا ينسجم مع مبادئنا وقيمنا، ولا يحترم القانون، مهما كانت مبرّراته أو أهدافه. لذلك، نترك الأمر للقضاء الأردني الذي نثق فيه وفي نزاهته، كما نثمن جهود الأجهزة الأمنية وجديتها ومهنيتها في المملكة الأردنية الهاشمية. وإلى حين انتهاء التحقيقات واتخاذ القضاء الأردني لقراره، نعلن تجميد عضوية الأستاذ يونس قنديل من رئاسة مجلس الأمناء، ومن أي صفة اعتبارية أو إدارية تربطه بالمؤسسة.

وإذ تؤكد المؤسسة بأنها لم تكن يوماً مؤسسة فرد أو شخص، فإنها تذكًر بأنها ثمرة جهود مئات الباحثين الذين وجدوا فيها منصة للسجال والنقاش والحوار وطرح الأفكار. لذلك، نأينا طوال خمس سنوات عن تحوير المؤسسة أو ربطها بشخص أيا تكن صفته أو قيمته أو منصبه فيها.

فكر المؤسسة

وبصرف النظر عما ستؤول إليه التحقيقات وما سيحكم به القضاء، فلا علاقة لما حصل بمبادئ المؤسسة وفكرتها ككل، لأن ما يكتب فيها وما ينشر فيها جهود الباحثين ومبادراتهم وأعمالهم، وهذا يعرفه القريب والبعيد. لقد كان دفاعنا دفاعاً عن قيم تمثلناها ومارسناها طوال سنوات، فلم نوجه ولم نحجر أو نقصِ أحداً، ولذلك نرفض ممارسة التضييق على حرية التعبير، كما نرفض أية محاولة لا أخلاقية لتحقيق أهداف مهما كانت، وتنتهك بشكل رخيص قيمنا، وتمسّ بسمعة المؤسسة، وتعكر الأمن والسلم الاجتماعيين؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة، والإيمان بالأسس والقيم الإنسانية لا يتجزأ، ومن كان يؤمن بذلك، لا يرضى أو يتهاون مع مثل هذه الأفعال، ولا يقبل بها، وعليه أن يمضي مدافعاً عما يؤمن به، فالحق لا يخذل صاحبه".

مؤسسة فكرية

يشار إلى أن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" هي مؤسسة فكرية بحثية تجمع ثلة من الناشطين والباحثين في مجاليّ الفكر والثقافة، مقرها الرئيس في مدينة الرباط في المملكة المغربية، ولها عدة فروع ومكاتب تنسيق في بعض الدول العربية.يتكون هيكل المؤسسة من مجلس الأمناء، وهم: يونس قنديل (الأردن) رئيسا (جُمّدتْ عضويته)، الدكتور عبد الجبار الرفاعي (العراق)، الدكتور أحميدة النيفر (تونس)، عبد الجواد ياسين (مصر)، الدكتور عبد الله السيد ولد أباه (موريتانيا)، الدكتورة نايلة أبي نادر (لبنان)، الدكتور سعيد بنسعيد العلوي (المغرب)، الدكتور محمد بنصالح (المغرب)، الدكتور محمد محجوب (تونس)، ومدير عام هو محمد العاني (سوريا)، ومديرة إدارية هي كنزة أولهبوب (المغرب)، ومستشارين أكاديميين، وهما: د. محمد محجوب (تونس)، ورؤساء أقسام، وهم: د. بسام الجمل (تونس) رئيس قسم الدراسات الدينية، ود. الطيب بوعزة رئيس قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية (المغرب)، ود. الحاج دواق رئيس قسم الدين وقضايا المجتمع الراهن (الجزائر)، اضافة الى موظفين ومتعاونين.