حل الزعيم الكردي مسعود برزاني ضيفًا على العاصمة العراقية بغداد، بعد أكثر من عام على القطيعة بين المركز والإقليم، على خلفية استفتاء الاستقلال الكردي في سبتمبر من العام الماضي.

إيلاف من أمستردام: كان في استقبال برزاني رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، وزعيم تحالف الفتح هادي العامري وعدد من النواب والوزراء الكورد.

رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي الذي التقى برزاني اليوم أشاد بمواقف زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في القضايا السياسية على مستوى المنطقة والعالم.

أبو مسرور
وقال عبد المهدي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع برزاني في مجلس الوزراء في بغداد إن "الرئيس برزاني أحد القادة البارزين على مستوى المنطقة والعالم، وإن زيارته إلى بغداد لها أهمية كبيرة".

أضاف عبد المهدي "أبو مسرور غني عن التعريف، وهو مناضل قديم، كما إنه من قادة عمليات التحول الديمقراطي في العراق وإسقاط الدكتاتورية والنضال من أجل الشعب العراقي والكردي".

وأكد "نستقبل مهندسًا كبيرًا في عملية بناء العلاقات، ليس في العراق فقط، بل في المنطقة والعالم، ونحن نستقبل زعيمًا كبيرًا يحظى باحترام كبير". موضحًا أن لدى ضيفه "برنامجًا حافلًا ومكثفًا من اللقاءات مع القوى العراقية".&

ومن المنتظر أن يبحث برزاني مع عادل عبد المهدي ملفي المناطق المتنازع عليها، على رأسها محافظة كركوك، وملف النفط وحصة الإقليم من الموازنة.

تصفير الأزمات&& &
النائب عن الحزب الديمقراطي بشار الكيكي قال إن "برزاني يحمل مبادرة من أجل تصفير الأزمات بين بغداد وأربيل، والعمل على إنهاء الخلافات، وفتح صفحة جديدة مهمة للجانبين، في ظل التحديات الأمنية والإقليمية والاقتصادية التي تواجه بغداد وأربيل".

وبيّن النائب الكردي عن حزب برزاني أن "هناك اعتقادًا سائدًا لدى القيادة الكردية بأن عبد المهدي قادر بشخصيته المعتدلة على إنهاء المشاكل العالقة مع الإقليم منذ سنوات".

توقيت الزيارة
أشار مدوّنون عراقيون إلى أن توقيت زيارة برزاني لبغداد تزامن مع مغادرة الرئيس العراقي برهم صالح، الذي لم يتلق حتى الآن تهنئة من برزاني بمنصبه، بسبب الخلاف الذي نشب بين القادة الكرد&على منصب رئاسة العراق، حيث كان برزاني رشح مدير مكتبه وزير المالية الحالي فؤاد حسين الذي تنافس، داخل البرلمان، مع برهم صالح القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني المنافس العتيد لحزب برزاني، وفاز صالح بغالبية كبيرة، مما أثار غضب برزاني، الذي كان يفضّل أن يكون منصب رئاسة العراق من نصيب حزبه.

اتنقاد
من جهتها، استغربت النائبة الكردية السابقة سروة عبد الواحد استقبال الحلبوسي والعامري لبرزاني اليوم، باعتباره بلا منصب حكومي، متهمة الضيف ومستقبليه بـ"العمل وفق المزاج الشخصي".

وقالت عبد الواحد في تغريدة لها على موقع تويتر "ماذا يعني عندما يستقبل رئيسُ البرلمان رئيسَ حزب؟.. هل كلهم اليوم يريدون أن يكفّروا عن ذنوبهم السابقة؟".

أضافت "لست ضد التطبيع مع بغداد، وأتمنى حل الخلافات وفق الدستور والقانون، وليس وفق المزاج الشخصي، لكن صدعتوا رؤوسنا بخطابكم المزيف، وأسّستوا لزرع الفتنة بين المواطنين، واليوم تستقبلون بعضكم بالأحضان".

يذكر أن الخلافات بين بغداد وأربيل لم تشهد حلحلة منذ سنوات بسبب المناطق المتنازع عليها وموازنة الإقليم. وبلغت الخلافات ذروتها عقب الاستفتاء على استقلال الإقليم، الذي قال برزاني إن سببه عدم التزام بغداد بتعهداتها للإقليم.&

لم تعترف بغداد بنتائج الاستفتاء. ودخلت القوات العراقية إلى محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، وطردت القوات الكردية البيشمركة منها منذ شهر سبتمبر من العام الماضي. وتسبب ذلك بتراجع شعبية الزعيم الكردي مسعود برزاني في محافظات الإقليم بعدما كان من الداعين وأشد المتحمسين لاستفتاء الاستقلال. واضطر برزاني لإعلان استقالته من منصب كرئيس إقليم كردستان العراق الذي تم إلغاؤه. وبقي زعيمًا لحزبه الديمقراطي الكردستاني.
&