تمتلك نانسي بيلوسي، النائبة الأميركية عن الدائرة الثانية عشر في كاليفورنيا، سيرة سياسية زاخرة مكنتها من فرض اسمها بقوة على الساحة التشريعية في الولايات المتحدة الأميركية.

إيلاف من نيويورك: صنعت بيلوسي تاريخًا كبيرًا لاسمها من خلال عملها في الحقل السياسي، فهي أول سيدة تصل إلى منصب رئاسة مجلس النواب، وكذلك أول شخصية تمثل كاليفورنيا، ومن أصل إيطالي، تتبوأ المنصب.

في حال تمكنها من الفوز مجددًا بقيادة المجلس ستصبح الشخصية السابعة التي تتمكن من الفوز بولايتين غير متتاليتين، وستكسر رقمًا قياسيًا يعود إلى عام 1955 عندما فعلها سام ريبرن لآخر مرة.

إيفانكا ليست وحدها
وإذا كانت إيفانكا ترمب تعتبر من أقوى السيدات في الولايات المتحدة الأميركية، نظرًا إلى شغلها منصبًا رفيعًا في البيت الأبيض إلى جانب والدها، فإن بيلوسي لا تقلّ عنها شأنًا، خصوصًا أنها منتخبة من قبل الشعب، وليست معيّنة، كما إن وجودها في العاصمة واشنطن يعود إلى أكثر من ثلاثين عامًا إلى الوراء، بعدما خلفت سالا بورتون عام 1987.

صاحبة الدور البارز
بيلوسي التي تخوض حاليًا معركة استعادة كرسي الرئاسة الغائبة عنها منذ 2011، ساهمت بشكل بارز في تمكن الديمقراطيين من الفوز بالأكثرية النيابية في الانتخابات الأخيرة، ويُنظر إليها على أنها من داعمي فكرة تجاهل الحديث عن عزل دونالد ترمب خلال الحملات الانتخابية كي لا تساعده على تعبئة قواعده الشعبية.

لعبة تخدير خصومها
تكتيك الانتخابات النصفية، الذي عاد بنتائج جيدة على الديمقراطيين، لا يبدو أن بيلوسي في طور تغييره، فأكدت في تصريح أخير لوكالة أسوشيتيد برس أنه يجب عدم محاسبة الرئيس لأسباب سياسية.&

وفي محاولة منها لتخدير أنصاره ورمي الكرة في ملعب الجمهوريين، أشارت إلى أن العزل يسبب الانقسام، ومن البديهي أن يتحرك الحزبان في حال كانت القضية موجودة.

جدول أعمالهم
يعوّل الديمقراطيون، خصوصًا المؤيدون لبيلوسي، على تمرير جدول الأعمال، الذي وعدوا بتطبيقه، كالإنفاق على مشاريع الأشغال العامة، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، وتعزيز الإشراف على الإدارة، وأيضًا ضمان استكمال روبرت مولر لتحقيقاته في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.

أسباب الفوز
فوز عدد لا بأس به من الديمقراطيين في مقاطعات متأرجحة، يشكل أحد أسباب اقتناع قيادتهم بعدم جدوى ملاحقة الرئيس، والانصراف إلى تطبيق وعودهم الانتخابية.&

وكانت النائبة إليسا سلوتكين، التي تمثل دائرة انتخابية في ميشيغن، صريحة بقولها: "لم أعمل واستمع إلى الناخبين لمدة من أجل المشاركة في حركة سياسية ذهابًا وإيابًا خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة. الناس يريدون التحدث عن الرعاية الصحية. فزنا لأننا تحدثنا عن قضايا، وليس لأننا تحدثنا عن أشياء داخلية في واشنطن".

إقالة بوش
نائبة كاليفورنيا تمتلك خبرة كبيرة في موضوع المطالبة بعزل الرؤساء، ففي عام 2007 وقفت في وجه محاولات بعض نواب حزبها إقالة جورج بوش الابن على خلفية الحرب على العراق.&

وتعتقد بيلوسي أنه لو قام الديمقراطيون بإجراءات العزل يومًا، لما تمكن باراك أوباما من الفوز بالانتخابات عام 2008 على حساب جون ماكين.

الخلافات الداخلية
إلى جانب إدارة الصراع مع الرئيس الأميركي، تعمل بيلوسي على تدوير الزوايا داخل حزبها، وتخطي التباينات السياسية خصوصًا مع إعلان عدد من نواب حزبها، ينتمون إلى مجموعة "حل المشكلات"، نيتهم عدم التصويت لمصلحتها إذا لم تدعم طلباتهم، التي تقوم على مبدأ تفعيل عمل الحكومة والابتعاد عن التعطيل من وجهة نظرهم، لكن هذه المجموعة تصطدم بالجناح التقدمي اليساري، الذي ينظر إليها على أنها أقرب إلى الجمهوريين، ووجهات نظرهم الاقتصادية والاجتماعية.

ومن غير المتوقع أن تواجه بيلوسي صعوبة كبيرة في إقناع نواب في هذه المجموعة بالتصويت لمصلحتها، وهي نجحت فعلًا في استمالة النائبة مارسيا فودج، التي قلبت صفحة المعارضة، وأعلنت تأييدها لنائبة كاليفورنيا، بعدما تلقت وعدًا بتعيينها رئيسة لإحدى اللجان الفرعية في المجلس.