يسعى الفاتيكان إلى دعم لبنان في المحافل الدولية، لكن يبقى الأساس بالنسبة إلى بابا روما أن يساعد اللبنانيون أنفسهم في ملفات عدة، فكيف يمكن للفاتيكان أن يساهم في حلحلة عقد لبنان الداخلية؟.

إيلاف من بيروت: رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد عودته من روما، أنه "لا يجوز لأحد مهما كانت الأسباب أن يعطّل تشكيل الحكومة لمطلب شخصي أو فئوي". وشدّد على "ضرورة فصل الشأن السياسي عن ملف عودة النازحين السوريين إلى ديارهم".

تحدثت بعض التقارير الصحافية عن أن الفاتيكان متفَهّم عمق الأزمات التي يعيشها لبنان، وأبرزها الأزمة السياسية المتجلية حاليًا في عدم القدرة على تأليف الحكومة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية، وصولًا إلى الأزمة الخطرة، وهي وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح ولاجئ على أراضيه".

وأوضحت تقارير أنّ "الكرسي الرسولي مهتمّ بمساعدة لبنان للخروج من أزمته، لكنّ الأساس يبقى أن يساعد اللبنانيون أنفسهم في ملفات عدّة، في حين أنه سيفعل ما في وسعه لدعم لبنان في المحافل الدولية".

فكيف يمكن للفاتيكان أن يساعد لبنان، وما وقع الزيارات إلى الفاتيكان، وخصوصًا الزيارات السابقة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في دعم لبنان؟.

العيش المشترك
في هذا الصدد، يؤكد النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يسير على خطى والده رفيق الحريري في الحفاظ على العيش المشترك في لبنان، فهو لا يقبل سوى بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وتبقى عقيدة لدى الحريري الابن ورثها عن أبيه، ومن الضروري تمتين العلاقات المسيحية وحل القضايا العالقة مع الفاتيكان، لذلك كانت زياراته السابقة للفاتيكان تصب في هذا الخصوص، وكلنا يعرف أن الفاتيكان يبقى البلد المسيحي الأول في العالم، وتبقى الزيارات السابقة للحريري إلى الفاتيكان للتأكيد أنه رغم كل ما يقال وكل ما يجري، فإن لبنان من الضروري أن يتم تحييده عن جميع الصراعات في المنطقة، مع التمسك بالعيش الواحد والمشترك والمناصفة بين اللبنانيين.

الإسلام المعتدل
يعتبر طعمة أن زيارات الحريري السابقة للفاتيكان كانت للتأكيد على الإسلام الحقيقي المعتدل والسموح، وليس الإسلام المتطرف، وهو موجود في لبنان، رغم محاولات تشويه صورة الإسلام في العالم، ومبادئه، لكن يبقى الإسلام الحقيقي ما نراه من اعتدال في لبنان، وهذا هو ما يجرّب الحريري الحفاظ عليه في لبنان، ويجب ألا يخاف البابا من أن يتأثر لبنان من قريب أو بعيد أو تتشنج علاقته مع الفاتيكان، فلبنان يصر على الاعتدال والعيش الواحد.

اتفاق الزعماء
ويؤكد طعمة أن صورة لبنان الحقيقية تكمن في اتفاق زعمائه اليوم من رئيس الحكومة إلى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي، وكلهم قادة يعتبرون الأوائل شعبويًا. كما يؤكد أن لا خلاص للبنان إلا بتحييده عن صراعات الخارج، ومن خلال عيش الجميع سوية، ولبنان لا يستقيم إلا بالمناصفة وبالعيش المشترك.

دور الفاتيكان
عن دور الفاتيكان في دعم الحوار المسيحي الإسلامي في لبنان، يؤكد طعمة أن هناك دورًا كبيرًا للفاتيكان في هذا الصدد. فبابا روما يجب أن يكون له دوره الفاعل في إزالة أي تعصّب في لبنان ومساعدة الجميع في قبول الفرقاء الآخرين المعتدلين في لبنان.

عن تمثيل الحريري للإعتدال في لبنان، كيف يمكن دعم الفاتيكان للإعتدال، في ظل الحركات المتطرّفة في المنطقة؟. يلفت طعمة إلى أن الدعم يكون من خلال المساعدة، وما يقوم به سعد الحريري من تنازلات من أجل مصلحة لبنان يجب أن تقابله تنازلات أخرى من الفريق الآخر، وكلنا نعرف أن هناك من يتهم الحريري بتقديم الكثير من التنازلات، لكن في المقابل يجب أن يعي الفريق الآخر أهمية تلك التنازلات، ويبادر أيضًا إلى مد اليد إلى الحريري.
&