تجري اتصالات غربية وعلى مستوى دولي لحل عقدة تشكيل الحكومة في لبنان، مع حرص فرنسي دائم تجاه لبنان على الوفاق الوطني وعلى حسن الحياة السياسية والأمنية فيه.

إيلاف من بيروت: ترى أكثر من جهة سياسية متابعة، وعلى بيّنة من الإتصالات التي تجري لحلحلة ما تسمّى "عقدة سنّة 8 آذار"، أن ما يتطرّق إليه بعض المسؤولين، بما معناه أن لا عقدة خارجية لتشكيل الحكومة، فذلك لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، لجملة اعتبارات وظروف.&

إذ تقول مصادر دبلوماسية في بيروت إن اتصالات تجري بين المسؤولين الفرنسيين ومسؤولين إيرانيين، كذلك بين الفرنسيين والأميركيين، من أجل السعي إلى حلّ معضلة التأليف، حيث تعتقد باريس أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تدرك أن روسيا هي من لها الدور الأساس عسكريًا وسياسيًا في سوريا، إلى ما حصل في العراق، باتت في وضعية غير اعتيادية بعد فرض العقوبات الأميركية بحقها، ما دفعها إلى اعتماد الساحة الداخلية كمنطلق أساسي لدورها وحضورها في المنطقة، نظرًا إلى ما لها من حلفاء أساسيين في هذا البلد، وقد يكون أيضًا تعطيل ولادة الحكومة، أو التأكيد أنهم يصرّون على توزير سنّة الثامن من آذار، مدخلًا أساسيًا لهذه الفرملة الحكومية، والتي تصبّ في خانة المناورات السياسية الإقليمية في ظل الكباش الإقليمي الحاصل حاليًا، وكذلك من خلال ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من تدابير وإجراءات وعقوبات بحق إيران و"حزب الله".

الوفاق
حول المشروع الفرنسي تجاه لبنان، يؤكد النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان يبقى من الدول الصديقة لفرنسا، ويبقى ملف اللاجئين السوريين مدار بحث بين لبنان وفرنسا، وكذلك تفعيل دور المؤسسات اللبنانية وأيضًا موضوع استخراج النفط اللبناني، وتبقى فرنسا حريصة على الوفاق في لبنان، وليست طرفًا في النزاع.

دور فرنسي جدي
وردًا على سؤال "هل هناك دور فرنسي جدي اليوم في حلحلة قضايا لبنان الداخلية الشائكة، بما فيه موضوع تشكيل الحكومة؟"، يجيب طعمة أن فرنسا تحاول دائمًا فعل ذلك، علمًا أن فرنسا تبقى حريصة على أمن لبنان وسياسته، وكذلك الأميركيون أعطوها الضوء الأخضر في هذا الشأن، وتحاول فرنسا الوصول إلى اتفاق مع مختلف الفرقاء اللبنانيين.

يضيف طعمة: "يبقى أن فرنسا حريصة على لبنان، وحريصة أيضًا على النازحين السوريين ودعمهم كي يبقوا هنا". ولدى فرنسا مصالح تريد الحفاظ عليها، لكن هذا لا يعني أن لبنان لا أهمية له لدى فرنسا".

توطين النازحين
بالحديث عن النازحين السوريين، هل تبقى الزيارات الخارجية إلى لبنان، من بينها التوجهات الفرنسية، من أجل تشريع التوطين كما يشاع؟. يؤكد طعمة أن لبنان لا يحتمل توطين السوريين ولا غيرهم، ونحن حريصون على أوضاع السوريين من الناحية الإنسانية، ولا أحد في لبنان يقبل بالتوطين.
&