إيلاف من لندن: أعلن العراق اليوم برامج واسعة للاحتفال غدًا بالذكرى الاولى لاعلان النصر على تنظيم داعش على الرغم من تجدد نشاطاته وتنفيذه لاعمال إرهابية بمناطق البلاد الشمالية والغربية.. فيما تتجدد معركة اكمال حكومة عبد المهدي وسط خىلافات بين القوى السياسية واعتراف من انصار إيران بتدخلها في شؤون العراق.

وأعلنت السلطات العراقية عن برامج واسعة للاحتفال بالذكرى الاولى لاعلان النصر ضد تنظيم داعش وطرده من البلاد بعد أن احتل ثلثي مساحتها لحوالي ثلاث سنوات، ودعت جميع المواطنين إلى رفع الاعلام العراقية فوق المؤسسات والبيوت والشوارع ‏والسيارات وإلى تبادل التهاني بهذا النصر الكبير.

وطالبت رئاسة الحكومة في بيان صحافي الاحد تابعته "إيلاف"، جميع وسائل الاعلام العراقية ‏إلى "الاحتفال بالنصر والاحتفاء بمقاتلينا الابطال الذين حرروا الارض وابراز ‏المنجزات والتضحيات الانسانية الباهرة التي صاحبت الانتصارات العسكرية".. فيما هنأ رئيس الحكومة عادل عبد المهدي الشعب العراقي بالذكرى الاولى للانتصار ‏على داعش، منوهة إلى أنّ "الاحتفال يوم غد الاثنين يشمل توجيه كلمة ‏متلفزة من رئيس الوزراء إلى الشعب العراقي في الساعة ‏التاسعة صباحا".‏

وأضافت رئاسة الحكومة "ان هناك وقفة لمدة دقيقة واحدة في تمام الساعة الواحدة ظهرا في جميع ‏المؤسسات والشوارع والاسواق وغيرها في عموم العراق لقراءة سورة الفاتحة ‏والصلاة والدعاء والابتهال والتفكر ترحما على ارواح شهدائنا الأبرار وتضامنا مع ‏عوائلهم ومع الجرحى الذين كانوا سبب نصرنا الكبير، بالإضافة إلى اطلاق الالعاب ‏النارية والاحتفالات العامة مساء يوم الاثنين في عموم العراق".‏

وفي هذا الاطار، أكد رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش لرئيس الوزراء عبد المهدي ان وضع العراق تغيّر إلى الافضل من خلال تحرير كامل الاراضي وترسيخ الوضع الديمقراطي وتشكيل حكومة تمثل جميع الاطياف ووضع دولي داعم".

ويأتي اعلان العراق الاحتفال بذكرى النصر على داعش رغم استمرار تحركات التنظيم في مناطق العراق الشمالية والغربية وتنفيذه لاعمال إرهابية بمهاجمة قرى وتفجير مفخخات ومحاولات عبور الحدود السورية إلى العراق وسط محاولات لاعادة تنظيم خلاياه المسلحة.&

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد شدد الاسبوع الماضي على اهمية استمرار المتابعة الميدانية في جميع القواطع وتكثيف الجهد الاستخباري والتنسيق العالي بين مختلف الصنوف والتشكيلات الامنية لرصد وردع أي محاولة إرهابية لبقايا تنظيم داعش.

ومن جهته، قال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أيضا إن "من المؤسف أن داعش لم ينتهِ وقد عاد إلى بعض المناطق بكثافة". واوضح أن "حرب داعش الآن أصعب لأننا لا نعرف بالضبط مواقعهم، وقد عادوا علناً إلى بعض المحافظات وبقوة لأن أسباب ظهور داعش لم تعالج وداعش مازال موجوداً ويمثل خطراً والتعامل معه إلى الآن كان مع النتائج وليس مع الأسباب".

وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي قد أعلن في التاسع من&ديسمبر عام 2017 النصر النهائي على تنظيم داعش، بعد أن طردت القوات العراقية آخر فلوله من البلاد بعد ثلاث سنوات من سيطرته على نحو ثلث أراضي العراق. وقال العبادي في خطاب متلفز"أيها العراقيون: إن أرضكم قد تحررت بالكامل وإن مدنكم وقراكم المغتصبة عادت إلى حضن الوطن.. وحلم التحرير أصبح حقيقة وملك اليد". وأعلن العبادي أن العاشر من ديسمبر &أصبح عطلة وطنية سيتم الاحتفال بها كل عام.&

معركة اكمال الحكومة تتجدد اليوم&

من المنتظر أن يصوت البرلمان العراقي اليوم الاحد على مرشحي رئيس الحكومة عادل عبد المهدي الثمانية للوزارات الشاغرة بعد ستة اسابيع من موافقة البرلمان على 14 وزيرا من حكومته التي تضم 22 وزيرا، حيث عرقلت خلافات الكتل عملية انجاز المهمة لحد الان.

&وسيحضر عبد المهدي إلى البرلمان لتقديم تكملة تشكيلته الوزارية التي تنقصها 8 وزارات مازالت شاغرة من خلال المرشحين نفسهم الذين عرضهم الثلاثاء الماضي على البرلمان الذي افشلت خلافات كتله حول وزارات الداخلية والدفاع والعدل التصويت على المرشحين.&

وكان عبد المهدي اوضح في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء نفسه ان "حالة من الفوضى حصلت في مجلس النواب حالت دون اكمال التشكيلة الوزارية"، مضيفا "ننتظر من مجلس النواب ان يحدد موعدا لجلسة استكمال الوزارات بعد حصول الاتفاق بين اعضائه". وتابع "لن نقدم قوائم وزراء إضافية ونتطلع لاتفاق نيابي للتصويت على قائمة الاسماء الحالية او اية قائمة اخرى".&

وفي هذا الاطار، شدد نوري المالكي إن ائتلاف دولة القانون الذي يقوده لن يسمح لتحالف "البناء" الذي ينضوي فيه ولا حتى لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي باستبدال المرشح لوزارة الداخلية فالح الفياض ولا حتى أي مرشح آخر من المرشحين للوزارات الشاغرة.

واعتبر المالكي في بيان أن تغيير الفياض يدل على فرض إرادات من قبل تحالف "سائرون" بزعامة مقتدى الصدرعلى البرلمان والحكومة وبطرق غير دستورية وهو ما يشكل خطراً على العملية السياسية بحسب قوله. وأشار إلى أنه في حال لم يحصل الفياض على الأصوات التي تؤهله لتولي الداخلية فسيتم استبداله وإذا ما حصل على ثقة غالبية أعضاء البرلمان فهذا يعني أن الشعب هو من اختاره لهذا المنصب، على حد قوله.

ولفت المالكي، إلى أنه وفق الدستور فإن اختيار المرشحين لتولي الوزارات من عدمه يتم بالتصويت داخل قبة البرلمان وليس عبر الفوضى والتهديد والوعيد.

وتأتي تصريحات المالكي في ظل تسريبات حول مشاورات جارية بين هادي العامري زعيم تحالف الفتح ومقتدى الصدر الداعم الرئيس لتحالف سائرون الفائز في الانتخابات، تحدثت عن موافقة العامري على استبدال الفياض بمرشح آخر.

اعتراف بتدخل إيران&

ومن جهته، قال رئيس تحالف "الفتح" المقرب من إيران هادي العامري إن رئيس الحكومة هو من قدم مرشحين لشغل مناصب الوزارات الثماني&الشاغرة في حكومته. وأشار في لقاء مع اعلاميين وصحافيين الليلة الماضية بحسب ما نقلت وكالة "شفق نيوز" العراقية أن "فالح الفياض هو خيار عبد المهدي لمنصب وزير الداخلية".. نافيا ان يكون تحالف "البناء" قد رشحه او يصر على ترشيحه.

&

هادي العامري

&

وأضاف العامري "نرفض الاتهامات التي توجه بما يخص ان الفياض مرشح من قبل دولة خارجية او مرفوض من دولة خارجية اخرى".. مشددًا ان "هذه الاتهامات غير مقبولة".. وقال "فليحسم التصويت على الفياض داخل البرلمان".

وأشار العامري إلى أنّ إيران تتدخل في الشأن العراقي باستثناء "هذه المرة" فقد تم رفض طلبها بالتحالف مع زعيم ائتلاف "النصر" رئيس الحكومة السابقة حيدر العبادي كاشفا عن رفض طلب اخر لطهران في اعادة تشكيل تحالف شيعي على غرار التحالف الوطني السابق.

وقال انه "ليس خافيا على احد أن إيران تتدخل في توجيه نصائح إلى القوى السياسية الشيعية".. منوها إلى أنّ "الإيرانيين همهم الاول ان يكون هناك تحالف شيعي لضمان حقوق الشيعة في العراق، وهم يتدخلون في ايجاد تفاهمات بيننا". وأضاف ان "إيران طلبت منا ان نتحالف مع العبادي ورفضنا وطلبت ان يكون هناك تحالف شيعي فقلنا لها هذه المرة كفى لا نريد تحالفا شيعيا مرة اخرى".

&وفشل البرلمان العراقي الثلاثاء الماضي في اكمال التشكيلة الحكومية لعبد المهدي الذي لم يستطع حل الخلافات حول وزارات الداخلية والدفاع والعدل، حيث قاطع الجاسة نواب قوى تحالف الاصلاح والاعمار لرفضهم ترشيح رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق فالح الفياض لحقيبة الداخلية فيما قاطع نواب الاتحاد الوطني الكردستاني الجلسة لرفضهم اسناد حقيبة العدل إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

كما رفض المحور الوطني السني المدعوم بتحالف البناء بزعامة هادي العامري ونوري المالكي ترشيح ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي للفريق الطيار فيصل الجبرا لحقيبة الدفاع، مؤكدا ان هذه الوزارة من حصة المكون السني.&

والمرشحون الثمانية للوزارات الشاغرة هم : فالح الفياض لوزارة الداخلية وفيصل الجربا لوزارة الدفاع ونوري الدليمي لوزارة التخطيط وقصي السهيلل وزارة التعليم العالي وصبا الطائي لوزارة التربية ودارا نور الدين لوزارة العدل وهالة كوركيس لوزارة الهجرة وعبدالامير الحمداني لوزارة الثقافة.&

&وصوت البرلمان العراقي في 25 من&اكتوبر الماضي على منح الثقة لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي و14 وزيرا من تشكيلته الوزارية التي تضم 22 وزيرا، فيما تم تأجيل اختيار ثمانية وزراء اخرين بسبب اعتراضات على ترشيحهم وهم وزراء الداخلية والدفاع والعدل والتخطيط والتعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى التربية والهجرة والمهجرين والثقافة.
&


&