جوبهت خطوة الرئيس السوداني عمر البشير تجاه دمشق، بعدما قام بأول زيارة من رئيس عربي إلى سوريا بعد ما عرف بـ"الربيع العربي" بالاستنكار، وصدرت ردود فعل غاضبة من ناشطين وفاعلين وقياديين في الساحة السورية المعارضة.

إيلاف: قال البشير أمس إن سوريا دولة مواجهة "وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية، وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية".

خطوات لن تجدي
وفي ردود الفعل، اعتبر أحمد عوض محمد أمين تيار الغد السوري في تصريح خص به "إيلاف" أنه لا يمكن أن ينتهي الصراع في سوريا وعليها، كما تخطط له روسيا والنظام السوري.&

شاركه ناشطون أيضًا الرأي، وأشاروا إلى أن مثل هذه الزيارات لن تنقذ النظام السوري المتهالك الضعيف، مذكرين بتصريحات سابقة للبشير حول توقعاته بمقتل الرئيس السوري بشار الأسد.

ولفت عوض بالمجمل إلى أن "الصراع لن ينتهي، ولن يتوقف بذهابه إلى سوريا نحو وضع سياسي جديد"، وأن محاولات التجميل الشكلية لن تفيد.

تخوف من وساطة ما
أضاف أن "المشكلة الكبرى فيه هي غياب فاعل سياسي سوري آخر له تأثير وقبول في المجتمع السوري ومقنع&لدول الغرب أولًا، يستطيع المشاركة التقنية والإدارية والسياسية في الإشراف على إعادة الإعمار بكل مدلولاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وثانيًا قدرة هذا الفاعل على صناعة وإيجاد تحالفات مع تعبيرات سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى دينية ومذهبية تمنحه ثقلًا وازنًا مقابل التحالفات التي صنعها النظام السلالي الأسدي منذ تأسيسه، والذي هو اليوم ضعيف ومتهالك ومتخوف جدًا من تهميشه لاحقًا في حصص إعادة الإعمار".

كما تخوف ناشطون سوريون من أن هذه الزيارة قد تجعل الباب مفتوحًا أمام غيرها من الزيارات، وأن يكون الرئيس السوداني تقدم وسيطًا وطرفًا ثالثًا بالنيابة عن دولة ما.

دعم وحدة أراضي سوريا
وكان قد أعرب الرئيس السوداني خلال الزيارة عن أمله في "أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدًا عن أية تدخلات خارجية". وأكد البشير "وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا".

وأعلنت الرئاسة السورية في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الرئيس الأسد استقبل في مطار دمشق الدولي رئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير، الذي وصل في زيارة عمل إلى الجمهورية العربية السورية".

تابع البيان إن "الرئيسين توجّها بعدها إلى قصر الشعب، حيث عقدا جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة".