بيروت: تظاهر مئات الأكراد الاثنين أمام مقر السفارة الأميركية في ضواحي بيروت تنديداً بالهجوم الذي تشنه تركيا منذ أكثر من أسبوعين، وتقول انه يستهدف المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين في شمال سوريا.

وشهدت بيروت ومدن أخرى في العالم تظاهرات واسعة تضامناً مع عفرين منذ بدء تركيا والفصائل السورية الموالية لها عمليتها العسكرية في 20 كانون الثاني/يناير.

وحمل المتظاهرون وبينهم لاجئون وأكراد لبنانيون لافتات بلغات عدة من عربية وكردية وانكليزية كتب عليها "أنقذوا عفرين" و"عفرين تقاوم، ماذا عنك؟". كما رفعوا رايات الوحدات الكردية وصوراً لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي تعتقله تركيا منذ 1999. 

ورفع البعض صوراً لبارين كوباني، المقاتلة الكردية التي انتشر شريط فيديو يظهر مسلحين موالين لتركيا متجمعين حول جثتها وهم يتفوهون بكلام بذيء ويدوس أحدهم على صدرها العاري، ما أثار غضباً في الشارع الكردي. 

وحمل متظاهرون أيضاً أغصان زيتون، اذ تشتهر مدينة عفرين بحقول الزيتون الواسعة. وكانت تركيا اطلقت على عمليتها "غصن الزيتون".

وقال احد المتظاهرين ويدعى رضا، "نحن انقذنا العالم من داعش، والآن العالم كله انقلب علينا"، مضيفاً "نحن الذين حاربنا داعش ومسحناه عن الوجود، لكننا في الوقت ذاته بحاجة اليوم إلى من يساعدنا".

ومنذ انطلاق الهجوم التركي، نظم الأكراد تظاهرات عدة في لبنان تنديداً به ودعماً لعفرين.

ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا كفاءة عسكرية كبيرة في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، للهجوم التركي، لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية كبيرة بهذا الحجم تتضمن قصفاً جوياً.

وأسفرت عمليات القصف والمعارك، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل نحو 70 مدنياً، فضلاً عن أكثر من 110 مقاتلين أكراد، ونحو 120 من الفصائل الموالية لأنقرة. 

وتنفي أنقرة من جهتها استهداف المدنيين في هجومها ضد المقاتلين الأكراد. وأعلن الجيش التركي مقتل 14 من جنوده منذ بدء الهجوم.

وشكل الدور المتصاعد للأكراد في سوريا خلال السنوات الماضية قلقاً لأنقرة التي تخشى قيام حكم ذاتي للاكراد في سوريا على حدودها الجنوبية.