واشنطن: أعلن قادة الكونغرس الاميركي الثلاثاء أنهم باتوا قريبين من التوصل الى اتفاق حول الميزانية يسمح بتفادي شلل حكومي، رغم دعوة الرئيس دونالد ترمب الى اغلاق المؤسسات الفدرالية في حال عدم تلبية مطالبه المتعلقة بالهجرة.

وأشار زعيما مجلس الشيوخ الجمهوري والديموقراطي إلى اتفاق وشيك يتضمن رفع السقف لكل من الانفاق العسكري وغير العسكري للسنتين المقبلتين إلى ما فوق المستويات المنصوص عليها في قانون 2011، ما مهد الطريق امام أعضاء الكونغرس لإقرار تمويل موقت يضمن استمرار عمل المؤسسات الفدرالية قبل نفاد أموالها مع حلول الاستحقاق المحدد منتصف ليل الخميس.

وقال السناتور الديموقراطي تشاك شومر إن هناك "تقدما فعليا" نحو التوصل الى اتفاق حول الميزانية، فيما قال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل "نحن في طريقنا للتوصل الى اتفاق، في وقت قريب جدا".

يأتي الاختراق الذي حققه الحزبان بعد مناقشة وإقرار مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون تدابير تمويل موقتة موضع جدل لستة اسابيع. وهدد شومر والديموقراطيون بعرقلة مشروع القانون في مجلس الشيوخ لانه يؤمن تمويلًا عسكريًا حتى نهاية السنة المالية، لكنه لا يموّل برامج داخلية.

وشدد شومر "نحن ندعم زيادة التمويل لقواتنا المسلحة وللطبقة المتوسطة". واضاف "لا نريد انجاز شيء واحد فقط وترك الاخر".
لكن شومر قال ان الاتفاق الطويل الامد الذي تجري مناقشته سيعالج هذه المسالة، ما سمح لكتلته بالتصويت على تمويل موقت يتضمن النص المتعلق بسقف الانفاق حتى 2019.

وإلى جانب مسألة الشلل الحكومي هناك نزاع حاد حول الهجرة، ويبدي المشرعون تشاؤما متزايدا بشأن احتمالات التوصل لاجماع حول خطة تحمي 1,8 مليون مهاجر في وضع غير قانوني من الترحيل.

لنغلق المؤسسات
ورفض الديموقراطيون مقترح ترمب الذي يتضمن وضع هؤلاء المهاجرين على سكة التجنيس لقاء فرض قيود مشددة على الهجرة الشرعية، منها انهاء برنامج اليانصيب على تأشيرات الاقامة في الولايات المتحدة والحد من تأشيرات الدخول في سياق عمليات لم شمل العائلات.

في سبتمبر الماضي ألغى ترامب برنامج "الاجراء المؤجل للواصلين في سن الطفولة" الذي أقره سلفه باراك اوباما، والمعروف اختصارا بـ"داكا"، ما يعني ان 690 ألف مهاجر يطلق عليهم "الحالمون" تحت حماية البرنامج، يواجهون امكانية ترحيلهم اعتبارا من 5 مارس اذا ما فشل الكونغرس في التوصل الى اتفاق.

حاول الديموقراطيون الضغط لربط مسألة الهجرة بمعركة التمويل، وحمل الجمهوريون الحزب المعارض مسؤولية التسبب بشلل حكومي لثلاثة أيام على خلفية تلك الاسباب في الشهر الماضي.

وبدا ترمب يفقد صبره حيال الجمود في الكونغرس بشأن موضوع الهجرة. وقال ترمب "بودي رؤية شلل إذا لم نتمكن من حل هذه المسألة". واضاف "إذا اضطررنا إلى اغلاقها (المؤسسات الحكومية) لأن الديموقراطيين لا يريدون ضمان الأمن ... فلنغلقها".

منذ توليه منصبه سعى ترمب مرارا لربط الهجرة بالجريمة. والثلاثاء عقد طاولة مستديرة مع مشرعين ومسؤولي تطبيق القانون شاكيا من أن "قتلة" يعبرون الحدود ويقيمون بشكل غير شرعي في الولايات المتحدة. وقبل ساعات من ذلك هاجم الرئيس على تويتر الديموقراطيين لمعارضتهم ما وصفه بنظام هجرة "قائم على الجدارة".

وكتب "إذا عارض الديموقراطيون الاتفاق يعني انهم ليسوا جادين بشأن +داكا+. كل ما يريدونه حدود مفتوحة".

تشاؤم 
أشعل كبير موظفي البيت الابيض جون كيلي الخلاف بقوله ان المهاجرين غير الشرعيين غير المحميين ببرنامج "داكا" هم "أكثر خوفا" أو "أكثر خمولا من أن يتحركوا لتسجيل انفسهم" في البرنامج، بحسب تسجيل صوتي نشرته واشنطن بوست.

وبعد مأدبة غداء اسبوعية لمجلس الشيوخ، خرج اعضاء مجلس الكونغرس يتساءلون ما اذا كان حل موقت لموضوع الهجرة هو المسار الوحيد الفوري للمضي قدما، وذلك رغم مواصلة مجموعة عمل كبيرة من الحزبين المحادثات ليلا للتوصل الى اتفاق.

وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام كبير المعنيين بملف الهجرة "يزداد شعوري بالتشاؤم". واضاف "لا أعتقد بأننا سننجز أكثر من... تمديد داكا لسنة او اثنتين وبعض إجراءات الامن الحدودي". وتابع "هناك الكثير من المسائل التي يتعين ادارتها".

لكن زميله السناتور الجمهوري توم تيليس قال ان على المشرعين السعي الى صياغة حل "شامل" للهجرة ضمن الاطر التي وضعها الرئيس. وقال تيليس "لا أحب فكرة تمديد"للبرنامج".