«إيلاف» من بيروت: يطرح السؤال مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية اللبنانيّة حول مدى أهمية مشاركة المرأة اللبنانية في تلك الانتخابات كمرشحة على اقتصاد لبنان ونموه، في هذا الصدد يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة في حديثه لـ"إيلاف" أن الإحصاءات كلها تشير إلى أن هناك قيمة مضافة في مشاركة المرأة خصوصًا سياسيًا في الحياة الإقتصادية، وبعد مقارنة في الشركات في المجال عينه بين سيدات ورجال، في مجالس إدارة، تبين أن أداء الشركات التي تديرها سيدات، هي 16% أفضل من تلك التي لا تديرها سيدات.
وكذلك يضيف عجاقة، من المعروف أن السيدات لديهن عنصر تفاوضي أكبر من الرجال، والمرأة تمتص بطبيعتها المشاكل، بعكس الرجل، وإذا ألقينا نظرة على المحللين السياسيين في البرامج الحوارية على التلفزيون من النادر أو شبه المستحيل أن نرى سيدة تجادل بعنف وعصبية كما يفعل الرجل عادة.
ما يعني أن للمرأة قدرة في استيعاب المشاكل ولديها مؤهلات أكبر أن تكون مفاوضة بامتياز على "نفس طويل".
ويتابع عجاقة، للمرأة دورها الكبير أيضًا والمتنامي في المجتمع اللبناني، فقد أصبح عدد السيدات يشكل الغالبية في الجامعات، وتحتل المراكز الأولى، وفرضت نفسها في القوة.
ويلفت عجاقة الى بعض الإختصاصات في الجامعات في لبنان كانت تقليديًا محصورة بالرجال، هي اليوم تحتلها النساء بنسبة 60%، فمثلاً في الجامعة اللبنانية في اختصاص الفيزياء النظرية الذي كان سابقًا حكرًا على الرجال، ها هنّ السيدات فيه يشكلن ما نسبته 60 الى 70%.
الشق السياسي
ماذا عن مراكز النساء السياسية ومدى تأثير الأمر اقتصاديًا على لبنان؟ يلفت عجاقة إلى أنه في الشق السياسي هناك نوع من التردد من قبل الطبقة السياسية أن تجعل النساء في مراكز سياسية في لبنان، خوفًا من خسارة المقاعد في المستقبل لصالح النساء.
وحتى مع الإعلان الدائم للسياسيين أنهم مع حقوق المرأة السياسية، فبنظر عجاقة لا يبدو أن كل تلك التصريحات صادقة لأنه بكل بساطة هناك احتمال أن تسجل النساء نجاحًا أكبر بكثير من الرجال في المجال السياسي، وبالتالي يخاف السياسيون الرجال من خسارة مراكزهم.
ويشير عجاقة الى بعض الأمثلة الناجحة من سياسيات في لبنان، ومنهن الوزيرة عناية عز الدين، وهي ناجحة، ونأمل في المستقبل أن نشهد المزيد من السيدات في الحكومة اللبنانية.
ويلفت عجاقة إلى أن الإشكالية الكبيرة التي تطرح اليوم في قضية السيدات اللبنانيات في الحياة السياسية انما تطرح بالطريقة الخاطئة، واليوم إذا نافست السيدات الرجال، فهن سيتغلبن عليهم، حيث الأرقام تشير الى ذلك في الجامعات، حيث أداء السيدات أفضل من الرجال.
ضد الكوتا
ويبقى عجاقة ضد فكرة الكوتا، لأنها تحافظ من جهة السيدات والرجال على عناصر سيئة، وبحسب نظرية إقتصادية تعرف بنظرية "المسافر الخلسة"، يمكن للكوتا أن تأتي بنساء أو رجال غير كفوئين الى الحكم في لبنان.
من هنا، يضيف عجاقة، نحن ضد الكوتا النسائية وعلى الكفوء فقط أن ينجح من السيدات والرجال، والسيدات هنّ الأكفأ وهنّ سيسيطرن على البرلمان والحكومة اذا فسح المجال أمامهن، وهكذا سيتطور الإقتصاد مع وجود النساء في الحكم وفي المراكز السياسية العليا.
التعليقات