إيلاف من لندن: في أول زيارة له إلى محافظة نينوى العراقية الشمالية وعاصمتها الموصل بعد تسعة أشهر من إعلان تحريرها من قبضة تنظيم داعش، اعتبر العبادي من مدينة برطلة المسيحية القريبة أن الطائفية والعنصرية والفساد أخطر ما يواجه العراق في المرحلة الحالية متوعدا الفساد بضربات في العمق.
وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة له الاربعاء خلال افتتاح مؤتمر التعايش السلمي في ناحية برطلة التي يقطنها مسيحيون ان مدينة الموصل تشهد امنا ملحوظا بعد القضاء على خلايا داعش الارهابية النائمة. وأشار إلى أنّ اهل المدينة مجتمعين اليوم يدا بيد لاعمار المحافظة. وقال "بدأنا عملية اعادة الاستقرار في الموصل في الوقت نفسه الذي كان فيه المقاتلون يحررون المناطق".
وحذر العبادي من ان الفساد اصبح اخطر من الارهاب لانه ليس عدوًا ظاهرًا.. مشددًا بالقول "نريد ان نضرب الفساد في العمق بخطوات مدروسة وسترون نتائج ذلك".
وأكد بالقول "اننا مثلما حققنا الانتصار على عصابات داعش الارهابية بتوحدنا سنحقق الانتصار في البناء والإعمار".. مبينا أن الاجتماع اليوم في سهل نينوى يمثل نجاحا وانتصارا كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".
وأشار إلى أنّ اهالي نينوى يقفون حاليا ويتوحدون لإعمار محافظتهم وافشال مخططات تمزيق مجتمع نينوى.واضاف ان العراق اصبح اكثر قوة والتحاما وان العراقيين من جميع المحافظات قدموا التضحيات من اجل تحرير هذه الارض الطيبة واثبتوا قوة ارادتهم وحققوا الانتصار على داعش.
وأشار إلى أنّ "العالم توقع ان العراق انتهى بعد احتلال داعش لعدد من المحافظات ولكننا اثبتنا اننا باقون والعراق بخير والعالم اصبح يفتخر ويشيد بما حققه العراقيون ".
وقد تجول العبادي في عموم مدينة الموصل التي وصلها في وقت سابق اليوم بجانبيها الايمن والايسر والموصل القديمة للاطلاع على سير الامن واعادة اعمار اغلب مباني الادارات الحكومية في المدينة. الموصل بعد تحريرها من بطش داعش".
كما افتتح العبادي اليوم الجسر العتيق في مدينة الموصل وسط احتفال كبير اقامه اهالي المدينة وأكد ان هذا الجسر اعيد تشييده بايادي عراقية 100 بالمئة وخلال فترة قياسية.. مبينا ان الدواعش ارادوا تدمير كل شيء ولكن العراقيون انتصروا عليهم وسيعمرون ماهدموه. وقال "أبشر اهالي نينوى بأن الإعمار يسير على قدم وساق واعادة الاستقرار إلى المحافظة مستمرة.
سهل نينوى موطن مسيحيي العراق
وناحية برطلة التي احتضنت مؤتمر التعايش اليوم تقع شرق الموصل ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 60 ألف نسمة وأهلها من المسيحيين السريان الارثوذكس والكاثوليك كما يسكن الشبك في أطرافها.
اما سهل نينوى فهو منطقة جغرافية تابعة لمحافظة نينوى شمال وغرب الموصل ويعتبر السهل الموطن التاريخي لمسيحيي العراق حيث يتصف بتواجد مسيحي مكثف إلى جانب الايزيديين والتركمان والشبك والعرب.
كما توجد في سهل نينوى الكنائس العراقية الرئيسية وهي الكنيسة الكلدانية الكاثولوكية والكنيسة السريانية الارثوذكسية وكنيسة المشرق القديمة وكنيسة المشرق الاشورية. وبناء على هذا فقد سمحت الحكومة العراقية باستخدام اللغة السريانية في هذه المنطقة في مجالات التعليم وغيرها كاللافتات العمومية.
وتعتبر هذه المناطق من المناطق المتنازع عليها بحسب المادة 140 من الدستور العراقي لعام 2005 كما شهدت السنوات الأخيرة دعوات من بعض الساسة بإقامة منطقة حكم ذاتي أو محافظة خاصة بالأقليات في هذه المنطقة وخصوصاً بعد تزايد حدة الهجمات عليهم في مدن عراقية أخرى.
وكان رئيس الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في الولايات المتحدة حميد مراد قد كشف السبت الماضي أن 1220 مسيحياً قتلوا في مناطق مختلفة من العراق منذ عام 2003.. مضيفاً أن الأجهزة الأمنية هي المسؤولة عن أمن المواطنين وينبغي أن تقوم بمهامها لحماية المسيحيين والمكونات الأخرى.
وكان العبادي قد اعلن في العاشر من يوليو تموز 2017 تحرير مدينة الموصل بالكامل على يد القوات العراقية من قبضة تنظيم داعش. وقال إن النصر في الموصل تم بتخطيط وإنجاز وتنفيذ عراقي ومن حق العراقيين الافتخار بهذا الإنجاز. وأضاف "أعلن من هنا وللعالم أجمع انتهاء وفشل وانهيار دويلة الخرافة التي أعلنها الدواعش من هنا قبل 3 سنوات استطعنا أن نحقق الانتصار على هذه الدويلة".
وأكد العبادي أن أمام العراقيين الآن مهمة تطهير ما تبقى من خلايا تنظيم داعش منوها إلى أنّ ذلك يتطلب جهدا استخباريا وأمنيا وفق تعبيره.
التعليقات