انتهى اجتماع عقد بين مسؤولين روس ووفد من فصيل جيش الإسلام المعارض بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بين الجانبين بشأن مدينة دوما بعد تعثر المفاوضات، وتوقف خروج عناصر جيش الإسلام وعائلاتهم منها، وعودة النظام السوري وروسيا للقصف العنيف، وسط تقارير عن استخدام السلاح الكيميائي والغازات السامة.
إيلاف: قال اعلام النظام السوري ان الاجتماع حضره ممثلين عن "الحكومة السورية"، ولَم يتحدث عن أي طرف طرف روسي، وإن الاجتماع عقد في ممر مخيم الوافدين الذي "خصصه الجيش السوري لخروج المدنيين من دوما".
ولفت الى أن وفد جيش الإسلام عاد الى المدينة "لاحضار قائمة بأسماء المحتجزين لديه من مدنيين وعسكريين تمهيدا لاطلاق سراحهم" بصفته "بندا أساسيا" للنظام بشأن أي اتفاق يتم التوصل اليه بين الجانبين.
لكن مصادر متطابقة منها المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر المعارضة قالت "إن هناك اتصالات جارية لوقف إطلاق النار وإن النظام ليس طرفًا فيها". وأشارت المصادر الى أن جيش الإسلام سلم روسيا مقترحاته لوقف إطلاق النار، لكن موسكو رفضتها.
تلخصت طلبات قادة جيش الإسلام عن استكمال نقل من يرغب من المقاتلين والناشطين مع عائلاتهم إلى الشمال السوري، وتثبيت وقف إطلاق نار شامل ودائم بين كل الأطراف يشمل جميع أنواع الهجمات العسكرية بكل صنوف الأسلحة بما فيها القصف الجوي.
كما شملت الشروط "تشكيل لجنة مشتركة من الشرطة العسكرية الروسية وجيش الإسلام مهمتها جرد السلاح الثقيل وتثبيت أماكن تواجده والقائمين عليه على أن يبقى مكانه، ودخول لجان من المؤسسات المدنية لتنظيم الأعمال المدنية والمصادقة على العمليات المدنية، الاتفاق على ضمانات دولية، لمنع دخول قوات النظام والأمن إلى داخل المدينة، ضمان حق جيش الإسلام في العمل السياسي المعارض، فتح المعبر بشكل حر وآمن للأشخاص والبضائع، ضمان عودة من يرغب ممن تم ترحيلهم إلى الشمال السوري".
وقالت مصادر روسية إن جيش الاسلام انقلب على قادته الذين توصلوا الى اتفاق مع موسكو في وقت سابق للخروج من دوما ورفض الانصياع اليهم وقدم طلبات جديدة.
كما قدمت روسيا إلى جيش الإسلام الجمعة الماضية ما يفيد أنه طرف في النزاع السوري، وليس جماعة "إرهابية"، وهو ما يسعى اليه جيش الاسلام بقوة، حتى لا تتم ملاحقته في جرابلس بعد تهجيره من دوما.
وطالبت روسيا جيش الإسلام بتسليم الأسلحة الثقيلة، ووعدته "أن من يسلم سلاحه يسوي وضعه، ومن سوى وضعه يقدم طلباً للتطوع في الشرطة التي سيتم تشكيلها، وروسيا هي الطرف الضامن".
من ضمن المقترح الروسي أنه "بعد حوالى أسبوعين من تسوية الأوضاع يتم تشكيل كتيبة شرطة من مقاتلي جيش الإسلام، وتتلقى الكتيبة الأسلحة الروسية وتنطلق لقتال داعش والنصرة".
واعتبرت مصادر تحدثت الى "إيلاف" أن جيش الاسلام لا يثق بالنظام بالمطلق، ويثق بموسكو كطرف ضامن لحل نهائي يحفظ لجيش الاسلام وعائلاتهم تواجدهم مستقبلا، وخاصة أنه سبق أن وافقت موسكو على حضور جيش الاسلام ضمن مفاوضات جنيف ومفاوضات أستانة، أي إنها اعتبرت أنه مع القليل من الفصائل ليس كبقية اقطاب المعارضة المسلحة، ولكن حتى الآن لم يصدر أي تعليق من جيش الاسلام، الذي يبدو أنه يعاني من مشكلة داخلية بين صفوفه ما بين الموافقة على التهجير بشروط وما بين رفضه بالمطلق لأي رحيل عن دوما.
هذا ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي سوري قوله ان الاجتماع الذي تم اليوم الأحد "جاء بناء على طلب من جيش الاسلام"، مشيرا الى ان الهدف من هذه المفاوضات هو التوصل الى اتفاق بشأن "الافراج عن كل المختطفين" واخراج مسلحي جيش الإسلام من دوما الى جرابلس في شمال حلب.
وأضاف المصدر ان النظام اشترط قبل الدخول في مفاوضات مع جيش الإسلام وقف اطلاق القذائف باتجاه مدينة دمشق. تأتي المفاوضات بعد قصف شديد تعرضت له دوما ومحيطها خلال الايام الماضية.
وقالت مؤسسة الدفاع المدني في مدينة دوما في بيان ان "قوات النظام السوري وحلفاءها استهدفوا الاحياء السكنية في مدينة دوما بالأسلحة الكيميائية السامة عبر استهدافها بقذائف وصواريخ محملة بالفوسفور والنابالم والمواد السامة كالكلور المركز في القذائف الصاروخية".
وأشارت الى ان اكثر من 13 شخصا من كوادر الدفاع المدني وعشرات المدنيين قتلوا خلال الحملة على دوما في الايام الماضية وان كثيرا من المدنيين ما زالوا تحت الأنقاض.
كما كشفت أن "ما يزيد على 1200 مدني، بينهم نساء واطفال، أصيبوا بحالات اختناق جراء استهداف قوات النظام الأحياء السكنية بغازات لم يحدد نوعها"، مشيرة الى ان "المدينة بها أكثر من 130 ألف مدني نصفهم من الاطفال والنساء".
التعليقات