«إيلاف» من بيروت: إزدادت احتمالات المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية على الساحة السورية وفي المنطقة عمومًا بعد التطورات الأخيرة والتي تمثلت ذروتها في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت، كما تأكد لاحقًا، قاعدة من أهم القواعد الإيرانية في محيط مطار تيفور في محافظة حمص، وأسفرت، بحسب المصادر الإيرانية نفسها، عن مقتل ثمانية عسكريين بينهم ضباط ومستشارون وخبراء.
وقد زاد خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير من احتمال رد إيراني على إسرائيل حيث انطوى على تحذير صريح فحواه أن "طهران لن تقف مكتوفة حيال العدوان الذي استهدفها في الساحة السورية"، وأن "ما بعد الضربة هو غير ما قبلها"، وأنه "يتعين أن يكون رد طهران الآتي في موازاة الضربة التي تلقّتها من تل ابيب".
في موازاة ذلك يبقى السؤال كيف ستكون تداعيات هذه المواجهة في المنطقة وخصوصًا اقتصاديًا في لبنان في حال شارك حزب الله فيها؟
ردة فعل ثلاثية
يشير الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة في حديثه ل"إيلاف" إلى أن الخوف من ردة فعل ثلاثية، إيرانية وسورية ومن حزب الله، من هنا قد يتم فتح جبهة حامية في المنطقة تكون تداعياتها كبيرة ومن الممكن أن تشكل خسارة كبيرة جدًا على الإقتصاد اللبناني وإذا عمدت إسرائيل إلى توجيه ضربات إلى لبنان كما حصل في العام 2006، في هذا الفكر التدميري والعدائي الذي لم يكن مقبولاً على الإطلاق، حينها سيتأذى لبنان اقتصاديًا كثيرًا، حيث حصلت مجازر عدة منها مجزرة قانا، حينها سيكون هناك شبه توقف للماكينة الإقتصادية في لبنان، ففي العام 2006 كان النمو الاقتصادي خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان يقارب الصفر، مع العلم أن النمو الذي تسجل حينها بنسبة 1,7% تسجل على الأشهر الست الأولى من العام قبل بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
أما في فترة الحرب التي استمرت لمدة ال33 يومًا فقد تم ضرب كل النمو الإقتصادي ولم يستطع لبنان حينها أن يسجل نموًا ملحوظًا.
ويلفت عجاقة إلى أن الرد الثلاثي في حال تم من الممكن أن يكون كارثيًا على الإقتصاد اللبناني، ولكن يبقى أن إسرائيل لا مصلحة لديها في فتح جبهة مهما كان السبب، ستحاول أن تسرق الفرص لضرب المصالح الإيرانية من دون أن يكون هناك تداعيات عليها، لأنه ليس سهلاً بالنسبة لإسرائيل أن تفتح جبهة مع حزب الله، فمع إيران يبقى القصف بعيدًا عن مناطقها، أما الإشكالية فهي أن حزب الله في لبنان في أغلب الاحتمالات لن يسكت عن الأمر في حال قررت إيران الرد، وأكيد سيكون هناك استهدافًا لجبهة الجولان، وهذه الخضة الأمنية تؤثر بصورة مباشرة على الثقة الإقتصادية في لبنان، وبالتالي الماكينة الإقتصادية ومنها قطاع الخدمات أي السياحة والأعمال بمعظمها ستقف.
ومن الممكن أن يكون هناك تداعيات، يضيف عجاقة، لتنفيذ مشروع سيدر 1، ومن الممكن حينها أن نشهد عدم قدرة الحكومة اللبنانية أن تنفذ مشاريع سيدر 1.
احتمال لبنان
أما هل يحتمل لبنان تدخلاً من حزب الله في حال قررت إيران الرد على إسرائيل؟ يلفت عجاقة إلى أن لبنان إقتصاديًا سيكون الخاسر الأكبر، مع القناعة رغم ذلك بأن إسرائيل لن تتجه نحو تلك المغامرة، ولن تفتعل مشكلاً واسع النطاق، لأن هناك صواريخ حزب الله وإمكانية أن تطال العمق الإسرائيلي، ومخاوف أن تطال أيضًا المنشآت النفطية في البحر، ولن تدخل إسرائيل في هذه المغامرة لأن الثمن يبقى كبيرًا عليها، وإسرائيل في سبق مع الوقت كي تحصّن انتاجها من الغاز الطبيعي.
التعليقات